السبت، 7 ديسمبر 2013

الجـامعة الافتـراضيـة أحد الأنماط الجديدة في التعليم الجامعي



جامعة المنوفية
كلية التربية

فسم أصول التربية



الجامعة الافتراضية
أحد الأنماط الجديدة في التعليم الجامعي


ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر القومي الرابع عشر لمركز تطوير التعليم الجامعي
"أفاق جديدة في التعليم الجامعي العربي"
   في الفترة من25ـ 26نوفمبر2007بدار الضيافة بجامعة عين شمس



    إعداد
ا.د/ جمال على الدهشان
أستاذ ورئيس قسم أصول التربية
كليـة التربيــــة ـ جامعة المنوفية



الجامعة الافتراضية أو الإلكترونية
أحد الأنماط الجديدة في التعليم الجامعي
مقدمة:
         تشهد المجتمعات المعاصرة تحديات عديدة فرضت نفسها على طبيعة الحياة فيها، وأسلوب عملها وعمل منظماتها المختلفة، من أبرز هذه التحديات ما تشهده تلك المجتمعات من تقدم في تقنيات المعلوماتية والاتصالات الحديثة.
         فلم يشهد عصر من عصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة من أهمها الثورة الهائلة التي حدثت في تقنيات الاتصالات والمعلومات والتي توجت أخيراً بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).1 فالثورة التكنولوجية المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أسهمت في تغيير طبيعة الحياة وشكل المؤسسات ... ومن بينها المؤسسات التعليمية على نحو جذري خاصة في الدول المتقدمة.
         هذه التغيرات جعلت الحاجة ماسة إلى تعليم من نوع جديد يستوعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويستفيد منها في تقديم تعليم يزود تلاميذه بعقلية ناقدة وواعية قادرة على التعامل مع طوفان المعلومات والإفادة منها، ويراعى ظروف المتعلمين ويتجاوز حدود الزمان والمكان، ولا يشترط التواجد المتزامن للمتعلمين مع المعلم في المكان نفسه، وتمثل ذلك في التعليم عن بعد.
         وإذا كان التعليم عن بعد قد اعتمد على تقنيات الاتصال، فقد مهد كل تطور في هذه التقنيات لظهور الأشكال التعليمية المناسبة لذلك التطور، فقد أدى انتشار البريد إلى ظهور التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة، وأدى بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم، وبتقدم الصناعات الكهربائية والالكترونية، ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل، ثم ظهر التليفزيون والفيديو، ومع شيوع استعمال الأقمار الصناعية، وانتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصية وشبكاته، أصبحت تطبيقات الكمبيوتر خاصة القائمة على التفاعل ومن أبرزها الانترنت - من أهم وسائل التعليم عن بعد وأكثرها فاعلية، بل وإلى تأسيس تعليم متكامل معتمد على هذه التقنيات وهو ما سمى بالتعليم أو التعلم الالكتروني E.learning أو الافتراضي virtual learning 2
     والواقع أنه لم تستطع تقنية من تقنيات الاتصال أن تستحوذ على اهتمام رجال التربية والباحثين التربويين على المستوى الدولي، مثلما فعل الانترنت وشبكته العالمية، ففي حالة المذياع مثلا استغرق الوقت أربعين سنة ليصل عدد مستخدميه خمسين مليون شخص، واحتاج التليفزيون إلى ثلاثة عشر عاماً ليصل إلى مثل هذا العدد من الناس، ولكن الأمر مع الانترنت لم يستغرق سوى أربع سنوات 3 ،حيث استطاعت تلك التقنية أن تتيح لكل فرد من أفراد المجتمع  -ومن بينهم الطلاب - إمكانية الدراسة والتعلم بطريقة تسمح له بالتحكم في ذلك وفق حاجاته وإمكانياته بغض النظر عن موقع وجوده الجغرافى، ومكنت من الاستفادة من المكتبات الالكترونية، والكتب الالكترونية، وقواعد البيانات عند الطلب، والمحادثات ذات الاتصال المباشر وخدمات المعلومات الأخرى والبرامج الثقافية المختلفة،من خلال قيام العديد من معاهد التعليم الالكترونية والجامعات الافتراضية (الالكترونية) بتوفير برامج عديدة على الشبكة الالكترونية (الانترنت)، يمكن للدارسين من جميع أنحاء العالم الالتحاق بها، وما على الدارس منهم إلا أن يفتح موقعاً معيناً، ويدخل رقمه السري فيحصل على نص المحاضرة والأسئلة التي يجيب عليها، كما يمكن إجراء الاختبارات والمشاركة في الحوار مع الدارسين الآخرين والمحاضر أو المشرف الأكاديمي.4
  والجامعات – حتى تلك التي لا تقيم تعليماً افتراضيا على الشبكة –  أدركت أن ما لديها من مخزون علمي ومعرفي يتطلب منها أن توفره للعموم أو لطلابها أو المجتمعات التي تتصل بها، فأنشأت بوابات ومنصات ذات كفاءة عالية تتيح للمستخدم الدخول إلى مكتبات هذه الجامعات ومنشوراتها والتجول في أرجائها والإفادة من مختبراتها وغير ذلك الكثير.5
         وتشير بعض الدراسات إلى أن بداية ظهور الجامعات الافتراضية كان في العقد الأخير من القرن العشرين، نتيجة تطور تقنيات عديدة كالمحادثات المباشرة والمؤتمرات المسموعة والمرئية، وإنشاء محاور افتراضية، وشبكات الاتصال الحديثة والانترنت وغيرها، حيث بدأ ظهور هذا النوع من الجامعات عام 1999 في جامعة نيويورك بكلية افتراضية واحدة من كليات الجامعة، وكانت تجربة مشجعة جداً، مما حدا بالعديد من مؤسسات التعليم العالي إلى خوض التجربة نفسها.6
       فقد صدر تقرير في أوائل عام2000 يوضح أن هناك أكثر من300 مؤسسة متخصصة مكرسة للتدريب عبر الاتصال المباشر في الولايات المتحدة وحدها Online Training ، وثمة جامعة افتراضية على نطاق الولاية في 33 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يتوقع أن يعمد85% من الكليات المحلية أو كليات المجتمع Community College إلى تقديم مقررات دراسية بالتعليم عن بعد مع حلول عام2002. 7
       والواقع أن نمو الجامعات الافتراضية ليس ظاهرة مقتصرة على الولايات المتحدة الأمريكية، فجامعة مونتيرى الافتراضية في المكسيك virtual University of Monterrey, Mexico  تقدم برامج تمنح بموجبها 15 شهادة ماجستير باستخدام الاجتماعات الهاتفية Teleconferencing والانترنت بحيث تصل إلى 500000 طالب فى1450مركزا تعليميا في أنحاء المكسيك، فضلا عن116موزعا على بقية بلدان أمريكا اللاتينية.8
         كما بدأت جامعة تون عبد الرزاق Tun Abdul Razak University ـ وهى أولى المؤسسات التي تعتمد على الاتصال على الخط المباشر في ماليزيا ـ بتوسيع وصولها إلى البلدان الآسيوية المجاورة .أما الجامعة الافتراضية الأفريقيةAfrican virtual University  و الجامعة الافتراضية الفرنكوفونية  Francophone virtual University  فهما رائدتان في التعليم الافتراضي في بلدان جنوب الصحراء الأفريقية، ومع حلول عام2002 نشأ نحو15 جامعة افتراضية في كوريا تقدم 66 برنامجا لنيل شهادة بكالوريوس في الفنون( B.A.) يستفيد منها زهاء 14550طالبا.9
         وقد تطور ظهور الجامعات الافتراضية أو الالكترونية نتيجة التطور في تكنولوجيا الاتصالات، وتزايد الطلب على التعليم العالي وعدم قدرة الجامعات التقليدية على تلبية ذلك، إضافة إلى تغير حاجات الطلاب ومطالبهم، وحلول مؤسسات أخرى في ميدان تقديم المعرفة.. وغير ذلك من الأمور التي عجزت الجامعات التقليدية عن مواجهتها فاستخدم تلك المؤسسات لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يمكن أن توفر مخرجاً من مأزق التعليم الحالي، وذلك عن طريق توفير التعليم لإعداد كبيرة بنفقات أقل، وبكفاءة وجودة أفضل10، ولعل ذلك هو ما دعا بعض الدول المتقدمة للأخذ بهذا الاتجاه، وأيضاً بعض الدول العربية ومن بينها سوريا وبعض دول الخليج العربي.كما سعت دراسات وبحوث عديدة إلى وضع تصورات لإنشاء جامعات افتراضية في بلادهم.*
         يأتي تأسيس الجامعات الافتراضية  كمؤسسات  أكاديمية تهدف إلى تأمين أرفع مستويات التعليم الجامعي العالمي للطلاب  من مكان إقامتهم بواسطة شبكة الإنترنت، وذلك عن طريق إنشاء بيئة تعليمية إلكترونية متكاملة تعتمد على شبكة فائقة التطور، وتقدم مجموعة من الشهادات الجامعية من أعرق الجامعات العالمية المعترف بها دولياً، كما تؤمن كل أنواع الدعم والمساعدة للطلاب بإشراف تجمع افتراضي شبكي يضم خيرة الخبراء والأساتذة الجامعيين في العالم. 11
     والواقع أن ذلك لا يعنى أن الجامعات الافتراضية ستحل محل الجامعات الحالية وإنما ستضع هذه التحديات أمام بعض هذه المؤسسات (الجامعات التقليدية) إمكانية تطبيق هذا النمط من التدريس دون سواه، غير أنه من الضروري الإشارة إلى أن التطور في مجالات التعليم المختلفة ليسير لصالح هذا النوع من التعليم، ومن ثم لصالح الجامعات الافتراضية، ومع تنامي عدد الجامعات الافتراضية يمكننا أن نتنبأ بأن هذا النوع من الجامعات سيكون له دور حضاري وتربوي كبير في القرن الحادي والعشرين12، وفى هذا يؤكد أحد علماء الدراسات المستقبلية أنه بحلول عام 2025 قد تصبح الجامعات التقليدية من مخلفات الماضي، ويحل محلها مجموعة من المؤسسات التي تقدم برامج عن طريق قنوات وأنظمة للتواصل بعيداً عن الفصول الدراسية والمدرجات الجامعية التقليدية.13
     وتسعى الدراسة الحالية إلى إلقاء الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بالجامعة الافتراضية كأحد الأنماط الجديدة في التعليم الجامعي ومعوقات الأخذ بها، من خلال محاولة التعرف على العوامل التي ساعدت على ظهور وانتشار الجامعات الافتراضية،و مفهومها، ومتطلباتها ،وآلية العمل بها، وأوضاع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بها، مع استعراض بعض القضايا التربوية المثارة حول نظام التعليم بها،و معوقات الأخذ بها في العالم العربي.
وفى ضوء ذلك سوف تسير خطة الدراسة وفق الخطوات التالية:
ـ استعراض ابرز العوامل أو الأسباب التي أدت إلى ظهور وانتشار الجامعات الافتراضية.
ـ توضيح مفهوم الجامعة الافتراضية ، خصائصها، آلية عملها، أوضاع الأساتذة والطلاب بها.
ـ توضيح بعض القضايا المثارة حول نظام التعليم بالجامعة الافتراضية.
ـ تحديد بعض معوقات الأخذ بالجامعة الافتراضية في العالم العربي .
أولا: العوامل أو الأسباب التي أدت إلى ظهور وانتشار الجامعات الافتراضية:
    يشير جلوبينيو Jlobeanu, M في دراسته الهامة عن تاريخ وواقع التعلم عن طريق الانترنت، إلى أن ظهور وتطور التعلم عن طريق الانترنت و الجامعات الافتراضية ارتبط بعاملين هامين هما : 14
     ا ـ نمو التعليم عن بعد، والذي ظهر في نهاية القرن التاسع عشر، وأصبح اليوم منتشرا في جميع أنحاء العالم ويخدم عشرات الملايين من الطلاب، وله العديد من الخبراء والمنظمات المهنية في معظم الدول،نظرا لما حققه من دور هام واساسى في إشباع حاجات لاتسطيع الجامعة التقليدية إشباعها كتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة ـ من خلال مراعاة ظروف المتعلمين وتجاوز حدود الزمان والمكان ـ وإشباع حاجات المجتمع الحديث من العمالة الماهرة وفي التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
ب ـ نمو وتطور التكنولوجيا متعددة الوسائط، والكمبيوتر وشبكاته العالمية اى الانترنت ، والذي أصبح وسيلة هامة لتيسير التعلم المستمر والمتواصل لكل من يطمح في مزيد من التعليم، و أصبح بالإمكان حضور المحاضرات وإعطاء الدروس عن طريق الوسائل الحديثة وأنشئت من آلاف المؤسسات التعليمية عبر الإنترنت صفوف دراسية، جامعات الكترونية، طلبات على الخط، أوراق عمل وامتحانات، تدريب افتراضي يتضمن مواد التدريب والفحوص، شهادة جامعية عبر الشبكة، والكثير الكثير في حقل التعليم والتدريب.
         والواقع انه يقف وراء ظهور وانتشار الجامعات الافتراضية ـ  في الوقت الحالي ـ عوامل متعددة يمكن حصرها في مجموعتين من العوامل:
1-  عوامل اجتماعية واقتصادية:
         تمر المجتمعات بظروف اجتماعية واقتصادية تختلف عن ظروفها في عصور سابقة، فالحياة في عصر المعرفة والعولمة تختلف عنها في عصر الصناعة والزراعة، تمثلت تلك الاختلافات في ازدياد العلاقات والتفاعلات بين الأمم والمجتمعات عن طريق تبادل السلع والخدمات وانتقال رؤوس الأموال وانتشار الأفكار والمعلومات والتأثر بالقيم والعادات في المجتمعات الأخرى نتيجة انهيار أسوار العزلة التي فرضتها بعض الدول على نفسها أو فرضت عليها.
         فقد أدت التغيرات التكنولوجية الجديدة وانتشارها المتسارع ورخص تكلفتها، إلى ضرورة أن يراجع الاقتصاد الحديث بنيته وأدواته، بحيث تتوافق مع التطورات الأخيرة التي نشأت عن اقتصاد المعرفة والانترنت، من خلال توفير اختصاصات جديدة إلى القوى العاملة المستقبلية ،لكي تكون قادرة على اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة لمثل هذه التحسينات الجديدة المحتومة، مع العمل على ترقية المهارات والمعرفة التي تمتلكها الموارد البشرية الحالية لكي تنجح في التعامل مع التغييرات الجديدة، وهو ما يستوجب متابعتهم للتقدم الحاصل بشكل منتظم في ميادين عملهم، من خلال توفير برامج تعليمية خارج أطر حرم الجامعة.15
 فالاقتصاد العالمي يشهد اليوم نقطة تحول هامة تجاه الاقتصاد المبني على المعلومات، والذي من سماته أنه عالمي النطاق، ويعمل من خلال نظام للاتصالات يسمح للناس باستخدام الحواسب الإلكترونية لتبادل المعارف والمعلومات في شبكة معقدة، ويقوم على اللامركزية، وعلى التخصص،ولا تستطيع أي دولة الاستمرار في ذلك النظام الاقتصادي للقرن الحادي والعشرين بدون أمرين هامين: الأول: هو توفير البنية التحتية الإلكترونية المتضمنة للحواسب الإلكترونية، والاتصال لتبادل البيانات والدخول إلى أوسع مجموعة متنوعة من قواعد المعلومات والمعارف،الأمر الثاني : هو مؤسسات تعليمية وجامعات يواكب متخرجيها هذا التحول في النظام الاقتصادي.16
         فتأثير تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات امتد إلى مجالات العمل،حيث أدت التطورات الهائلة والمتلاحقة في مجال الاتصالات والمعلومات إلى إيجاد واقع جديد من شانه إحداث تغيرات كبيرة في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والفضاء وغيرها، وبالتالي تم استحداث العديد من التخصصات الجديدة، ومن ثم مجالات عمل جديدة، بالإضافة إلى انخفاض الطلب على بعض التخصصات والوظائف الأخرى.
         فهناك العديد من الوظائف مهددة بشكل مباشر بالاختفاء نتيجة لثورة المعلومات والاتصالات والكمبيوتر في العقود القادمة، وهذه الوظائف التي يقوم بها الوسطاء مثل عمال المصانع، والوظائف المتعلقة بأعمال الشراء والتخزين، والوظائف التي يقوم بها الوسطاء مثل القائمين بأعمال التامين ووكلاء السفر، وفى توكيلات السيارات. كما أن هناك العديد من الوظائف سوف تزدهر بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منها البرمجة، وصناعة الخدمات وخدمات المعلومات والخدمات الرقمية، وإصلاح الأقمار الصناعية وصيانة وإصلاح أجهزة الحاسب، وعلوم البحار والمحيطات، التكنولوجيا الحيوية، تكنولوجيا الأعضاء الصناعية، الطاقة الشمسية، مصممو صفحات الانترنت و الحاسب والمعلوماتية، والأقمار الصناعية والفضائيات، والتسليح الالكتروني، والاقتصاد الرقمي والتجارة الالكترونية، وشركات السياحة والنقل، والأجهزة الالكترونية، والتعليم الالكتروني، والإنسان الآلي، والطب الالكتروني، والمكتبات الالكترونية، والإعلام الالكتروني.17
         ونتيجة لذلك وضعت بعض الدول التي تهدف إلى التفوق، لوائح بالتكنولوجيات الرئيسية التي تستخدم في القرن الحادي والعشرين، ففي اليابان أعدت وزارة الصناعة والتجارة قائمة بالمجالات التي يجب إعطائها الأولوية في عمل الحكومة وتضمنت هذه القائمة المجالات الرئيسية التالية: الالكترونيات الدقيقة - التكنولوجيا الحيوية - صناعة علم المواد الحديثة - الاتصالات - صناعة الطائرات المدنية - الإنسان الآلي والماكينات التي تدار ذاتيا - الكمبيوتر (البرمجيات والتجهيزات).18
      وفى ذلك يرى جلوبينيو Jlobeanu, M أن الشركات الصغيرة أصبحت بواسطة الانترنت شركات كبيرة وتضاءلت الشركات الكبيرة وقللت أعداد العاملين فيها، فقد نمت صناعات جديدة واختفت صناعات أخرى وهو ما يتطلب تغيرات مماثلة في أنظمتنا التعليمية وان تستجيب برامج التعليم العالي للحاجات المتغيرة للمجتمع19،كما أصبح العمل والدراسة في الوقت نفسه أمراً أساسياً بالنسبة إلى الموارد البشرية في كافة الميادين، والتعليم الافتراضي هو الحل الأسرع والأسهل للتوفيق ما بين الأوقات المخصصة للعمل وتلك التي يمكن تخصيصها للدراسة.
         ومن ناحية أخرى فإن الرغبة في الحصول على تعليم ذو نوعية عالية، والحرص على تأكد الأهل من أن أولادهم يتلقون أفضل نوعية تعليم متوفرة، دفعت الكثير منهم إلى إرسال أولادهم إلى الخارج بهدف الحصول على هذه النوعية، وهؤلاء الطلاب الذين يتلقون العلم بعيداُ عن وطنهم الأم يعتادون حياتهم الجديدة، وبالتالي يمتنعون عن العودة إلى الوطن، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لمثل هذه البلدان ويقيد احتمالات تطورها الاجتماعي والاقتصادي.
 والتعليم الافتراضي يعد أحد الوسائل الهامة التي يمكن من خلالها التغلب على مشكلة هجرة الأدمغة، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في توفير هذه النوعية من التعليم للطلاب وهم في أوطانهم وبل في بيوتهم، وبذلك يمكن المحافظة على الخبرات الجديدة داخل بلادهم، فالتعليم الافتراضي يمكن طلاب الجامعات وغيرهم من اكتساب أي نوع من أنواع المعرفة التي يرغبون فى الحصول عليها في وطنهم الأم.20
2-  مجابهة التحديات التي تواجه الجامعات التقليدية الحالية:
         تواجه الجامعات الحالية تحديات عديدة تحول بينها وبين تقديم تعليم جامعي متميز يلبى حاجات الطلاب واحتياجات سوق العمل، وهذه التحديات تتمثل فيما يلي:-
أ- عدم القدرة على استيعاب أعداد الطلاب المتزايدة الذين ينهون المرحلة الثانوية وغيرهم ممن يرغبون في الحصول على الشهادة الجامعية، فالامكانات الجامعية عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب التي ترغب في الاستزادة من التعليم والحصول على شهادة جامعية تفتح أمامهم فرض العمل، فالطلب على التعليم العالي يفوق المعروض منه21، والجامعات الافتراضية يمكن أن تسهم في التخفيف من حدة تلك المشكلة، وذلك عن طريق توفير التعليم العالي لإعداد كبيرة من الطلاب وبنفقات أقل.
ب- التكدس الطلابي بشكل يفوق ما هو موجود في معظم دول العالم المتقدم مما يكون أثره السلبي على مستوى الأداء التعليمي: فعلى سبيل المثال: فإن جامعة القاهرة وفقاً لإحصاء 1998 ضمت عدد من الطلاب بلغ 184130 طالب وطالبة أي ما نسبته 14.6% من جملة طلاب الجامعات، بما فيها جامعة الأزهر والجامعات الخاصة التي بلغت 1.258242 طالباً وطالبة، وفى داخل الجامعة نجد أن جملة طلاب كلية التجارة 41865 طالباً وطالبة، وهو الحد الذي يفوق جملة طلاب عدد من الجامعات معاً في بعض الدول المتقدمة،ولا يختلف الأمر بالنسبة لبعض الجامعات الأخرى.22
- محدودية فرص التعليم المتوافرة حالياً ومستقبلاً لقطاعات كبيرة من المجتمع في المناطق الريفية والنائية والناتجة عن التوزيع الجغرافى غير المتوازن لمؤسسات التعليم العالي، أو لبعض فئات من الدارسين لا تتوفر فيهم الشروط التقليدية للالتحاق بالجامعات الحالية كالموظفين ورجال الأعمال وربات البيوت وغيرهم ممن يرغبون في توسيع أفاق معرفتهم وثقافتهم وتطوير مهاراتهم المهنية والحصول على درجة جامعية ملائمة، ولا يستطيعوا الحضور بانتظام إلى الحرم الجامعي، بسبب حواجز العمر وحواجز الجغرافيا والقواعد الصارمة للالتحاق والقبول،والجامعات الافتراضية يمكن أن تلعب دورا هاما في إتاحة الفرص التعليمية لهؤلاء بما يتناسب مع ظروفهم.
د- نقص الموارد المالية اللازمة لتقديم تعليم جامعي جيد، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة هذا النوع من التعليم، وتقلص مصادر التمويل التقليدية وعدم توافر مصادر بديلة في الوقت الحاضر لمجابهة الاحتياجات المستقبلية، حيث يرى كثير من علماء التربية المتحمسون لهذا النوع من التعليم أنّ تكلفته المادية أقل بكثير من التعليم الجامعي التقليدي، فتوفيّر خدمة التعليم و التعلم عبر الإنترنت ، يوفرعلى المتعلم مشقة الانتقال إلى مركز تعليمي بعيد، ما يعني أنه سيوفر كلفة السفر ويكسب مزيداً من الوقت، حيث أن تكلفة التنقل تكاد تكون غير موجودة سواء بالنسبة للطالب أو المتدرب، كما أن المحاضرين لا يتقاضون رواتب شهرية كما هو الشأن في حالة التعليم التقليدي بل يتقاضون أجوراً نظير كل محاضرة في معظم الحالات، بالإضافة إلى ذلك فإن توفير التعليم إلكترونياً لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة لإنشاء مباني كبيرة وفصول دراسية والتي عادة تتطلب تخصيص مبالغ لإدارتها وصيانتها.23اضافة إلى أن تكلفة المكونات المادية للكمبيوتر يتزايد رخصها كل شهر تقريبا، وسوف تصبح البرمجيات التعليمية معقولة الثمن عندما يتم شراؤها بكميات كبيرة، كما يمكن أن تقوم العديد من شركات الكيبل والتليفون بتوفير وصلات شبكاتية مجانية أو مخفضة السعر للمؤسسات التعليمية والمكتبات في نطاقها كما حدث في بعض الدول المتقدمة. 24
- التغيرات السريعة التي تحدث في طبيعة المهن في سوق العمل نتيجة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وما يتطلبه هذا من إعادة تأهيل الكوادر العاملة في سوق العمل25،ويمكن أن تلعب تلك الجامعات الافتراضية دورا أساسيا في هذا المجال من خلال إتاحة برامج للتدريب وفق احتياجات سوق العمل. وأيضاً تؤمن طيفاً واسعاً من الاختصاصات العلمية غير الموجودة في الجامعات المحلية والإقليمية، وتؤهل القوى العاملة بما يتناسب ومتطلبات اقتصاد المعرفة.
ز- اعتماد التعليم على القشور والملخصات من خلال الكتاب الجامعي، وفقر المكتبات الجامعية إلى الكتب والدوريات الحديثة، والجامعة الافتراضية يكن أن تسهم في التغلب على تلك المشكلة، فالاعتماد على الأقراص المدمجة (CD-ROMS) وقواعد البيانات على الشبكة(networked database) يمكن أن يحل جزئيا محل مجموعات المجلات والكتب والتخفيف من النقص في أماكن الخزن الذي يواجهه العديد من المكتبات، فالاشتراك في شبكة للمعلومات لبث المجلات العلمية على الخط المباشر يؤمن وصول اكبر مخزون من المعلومات الرقمية  للجامعات الصغيرة التي لا تتمتع بالقدرات المالية للحصول على كم هائل من المجلات.26 فهناك اتفاق على أن المكتبات سوف تصبح مكتبات افتراضية، بمعنى أن محتويات المكتبات سوف تتوزع الكترونيا عبر العالم بدلا من جعلها متاحة فقط في أبنية محدودة وسوف تتاح تلك المكتبات للطلبة في البيت والمدرسة.27كما ستصبح المكتبات العامة أماكن عامة يمكن لاى فرد أن يجلس فيها،ويستخدم معدات عالية الجودة توصله بالموارد المعلوماتية لطريق المعلومات السريع28، وبذلك تتيح المكتبة الافتراضية فرصة استثنائية للطالب والباحث بتوفير الملايين من العناوين المختلفة والكتب والدراسات الحديثة.
ثانيا: الجامعة الافتراضية مفهومها، خصائصها، آلية عملها، أوضاع الأساتذة والطلاب بها.
1-  مفهوم الجامعة الافتراضية/ الالكترونية
         تعد الجامعة الافتراضية أحد أشكال التعليم عن بعد، تقدم خدماتها عن طريق شبكة الانترنت، والفكرة المحورية في الجامعة الافتراضية الالكترونية هي استخدام تكنولوجيا المعلومات (الكمبيوتر خاصة) والاتصالات والانترنت لمساعدة المتعلمين في الوصول إلى أي تعليم يشاءون، وفى أي وقت يشاءون، وبأي وسيلة يشاءون، وقد يحصلون على تعليمهم من مصدر واحد، أو من مصادر متعددة (وهو الأغلب)، ومع تعدد الفرص والمجالات أمامهم يصبح العالم كله (حرفيا) تحت أطراف أصابعهم.29
 وفيما يلي نستعرض بعض التعريفات التي قدمت لتلك الجامعة.
-    هي تلك الجامعة التي تخلص طلابها من حواجز الزمان والمكان، ويكون التعلم والتواصل بها من خلال التقنيات التكنولوجية المختلفة ومن أبرزها الانترنت 30
-    جامعة تعتمد على التكنولوجيا في انتقال المعلومات وتقديم المعرفة للطلاب وربطهم بعضهم ببعض، وذلك باستخدام البريد الالكتروني والشبكة العنكبودية والاتصال الصناعي التفاعلي الثنائي باستخدام برامج الفيديو ذات الكثافة العالية ومن خلال القنوات الفضائية والأقمار الصناعية. 31
-    مؤسسة للتعليم عن بعد تعتمد في عملها على الانترنت في توصيل المعلومات للدارسين في أماكن إقامتهم، وتحتوى على أقل ما يمكن من المتطلبات المادية، لأن معظم نشاطاتها الكترونية، حيث يستطيع الطلاب الوصول إلى فعاليات الجامعة الالكترونية وإلى العروض التربوية التي تقدمها عن طريق الانترنت باستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات. 32
-    كيان الكتروني يلتقي فيه الطلاب والمعلمون بالبيئة الفضائية cyber space بواسطة أجهزة الكمبيوتر وشبكة الاتصالات العالمية (الويب) 33
ـ  مؤسسة تعليمية تقدم بشكل مباشر فرصاً تعليمية للطلاب، وتستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقديم المقررات والبرامج ودعم عمليات التعليم والتعلم، كما تستخدمها في عمليات أخرى مثل الإدارة، وإنتاج المواد التعليمية وتوزيعها وتوصيلها، وفى خدمات الإشراف والإرشاد والتقويم، وغالباً ما ترتبط هذه المؤسسة بتحالفات مع مؤسسات أخرى (معلوماتية وفنية وإعلامية وتكنولوجية.. الخ) تقدم خدمات وعمليات مساعدة، ولكن دون أن تشارك بشكل مباشر في عمليات التعليم والتعلم.34
-  مؤسسة تعليمية تقدم فرصا تعليمية إلى الطلاب من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتوصيل برامجها ومقرراتها، وتقديم الدعم التعليمي، بالإضافة إلى استخدام نفس التكنولوجيا للأنشطة الأساسية مثل الإدارة : كالتسويق وتسجيل الطلاب، ودفع المصروفات الخ، والإنتاج والتوزيع والتطوير للمواد التعليمية، وإلقاء المحاضرات والتعليم، وتقديم النصح أو الاستشارة المهنية، وتقييم الطلاب والامتحانات. 35
- مؤسسة جامعية تقدم تعليما عن بعد من خلال الوسائط الإلكترونية الحديثة نتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الإنترنت، والبريد الإلكتروني،والقنوات والأقمار الاصطناعية التي تستخدم في نشر المحاضرات والبرامج والمقررات وتصميم وإنتاج المواد التعليمية وتقييم الطلاب، وتنفيذ الإدارة الناجحة بغرض تحقيق أهداف محددة.36
ـ مؤسسة أكاديمية تهدف إلى تأمين أعلى مستويات التعليم العالي للطلاب في أماكن إقامتهم بواسطة شبكة الإنترنت، وذلك من خلال إنشاء بيئة تعليمية إلكترونية متكاملة تعتمد على شبكة متطورة.37
    والفرق بين الجامعة التقليدية والجامعة الافتراضية هو أن الجامعة الافتراضية لا تحتاج إلى صفوف دراسية داخل جدران، أو إلى تلقين مباشر من الأستاذ إلى الطالب أو تجمع الطلبة في قاعات امتحانيه أو قدوم الطالب إلى الجامعة للتسجيل وغيرها من الإجراءات، وإنما يتم تجميع الطلاب في صفوف افتراضية يتم التواصل فيما بينهم وبين الأساتذة عن طريق موقع خاص بهم على شبكة الانترنيت، وإجراء الاختبارات عن بعد من خلال تقويم سوية الأبحاث التي يقدمها المنتسبون للجامعة خلال مدة دراستهم.38
    في ضوء ما سبق يمكن تعريف الجامعة الافتراضية بأنها مؤسسة جامعية للتعليم عن بعد تعتمد في عملها على الانترنت في توصيل المعلومات للدارسين في أماكن إقامتهم، وتقديم الدعم التعليمي، بالإضافة إلى استخدام نفس التكنولوجيا للأنشطة الأساسية مثل الإدارة : كالتسويق وتسجيل الطلاب، ودفع المصروفات الخ، والإنتاج والتوزيع والتطوير للمواد التعليمية، وإلقاء المحاضرات والتعليم، وتقديم النصح أو الاستشارة المهنية، وتقييم الطلاب والامتحانات.
         والواقع أن كلمة افتراضية Virtual تعنى أن الجامعة بما فيها من محتوى وصفوف ومكتبات وأساتذة وطلاب وتجمعات ومرشدين ... الخ، جميعهم يشكلون قيمة حقيقية موجودة فعلا، ولكن تواصلهم يكون من خلال شبكة الانترنت حيث يتألف الصف الافتراضي من طلاب موزعين ما بين استراليا واليابان والهند وسوريا والولايات المتحدة يحضرون محاضرة لأستاذ في بريطانيا معه افتراضياً إما مباشرة من خلال التقديم المتزامن Synchronous Delivery أو غير مباشرة من خلال التقديم غير المتزامن Asynchronous Delivery متحررين من حاجزي الزمان والمكان39
         فالتعليم المقدم من خلال هذه الجامعة تعليماً حقيقياً وليس افتراضياً كما يدل على ذلك مصطلح virtual فالمتعلم في هذه الجامعة متعلم حقيقي ولكنه يتعلم في بيئة الكترونية. فهذا النوع من التعليم شبيه بالتعليم التقليدي إلا أنه يعتمد على الوسائل الالكترونية. والتعليم باستخدام التقنيات الالكترونية تعليماً حقيقياَ وليس افتراضياً، وهو ما يجعل البعض يفضل استخدام مصطلح جامعة الكترونية بدلا من جامعة افتراضية، فالطالب أو المتعلم لم ولن يتغير نوعه بتغير التقنية أو الأداة التي يستخدمها المتعلم، وإنما الذي تغير كيفية أو طريقة تعلمه.40
         في ضوء ما سبق يمكننا الإشارة إلى أن الجامعة الافتراضية تتسم بعدد من السمات تميزها عن الجامعة التقليدية من أهمها:41
1- الانتقال من التمحور حول الجامعة إلى التمحور حول المتعلم (طالب الخدمة)، فالجامعة التقليدية تسير أعمالها بدرجة كبيرة بما يتفق مع مصالحها ويتلاءم معها ويريحها (القبول - التسجيل - المصروفات - التخرج .. وغيرها) ويسيطر عليها الأساتذة والإداريون الذين يحددون أيضاً ما يرونه في مصلحة الطلاب، فعلاقة الطالب بالجامعة قوية وتابعة ودائمة وعاطفية، أما في الجامعات الافتراضية فسوف يتغير الوضع حيث تصبح العلاقة أقرب إلى العمليات التجارية المؤقتة، والبيع والشراء بين البائع والمستهلك، وتصبح رغبة المستهلك (العميل/ الطالب) هي العامل الحاسم والموجه للعملية التعليمية، وليست فلسفتها.
2- الانتقال من الحماية المحلية إلى المنافسة العالمية، ففي إطار العولمة وشبكة المعلومات والاتصالات العالمية، تتعرض الجامعات لمنافسة أشد مما كانت تتعرض له في ظل النظم التقليدية، حيث كانت تتمتع بحماية كاملة أو جزئية (مثلما يحدث في الصناعات الأخرى)، ولذلك قد تضطر الجامعات أيضاً إلى التركيز على تقديم بعض الدراسات التي تملك فيها "قدرة تنافسية"، وبالتالي تتجه إلى مزيد من التخصص، ومحاولة أكثر للتميز من جانب الأساتذة.
3- الانتقال من احتكار العملية التعليمية إلى التعاون مع مؤسسات أخرى مثل مؤسسات الإعلام والمعلومات والفنون، فلن تقتصر جودة قدرة الجامعات على جذب الطلاب على جودة البرامج التي تقدمها فقط، بل ستعتمد أيضاً على طريقة عرض هذه البرامج وتسويقها، الأمر الذي سوف يضطر الجامعات إلى مزيد من التعاون مع تلك المؤسسات وغيرها لتقديم برامج أفضل وأشد جاذبية، وسوف يساعد هذا بدوره على دخول المزيد من هذه المؤسسات مجال العمل التعليمي، مستقلة أو بمشاركة الجامعات التي تحتكر عمليات الاعتماد ومنح الدرجات.
2ـ خصائص الجامعة الالكترونية ومزايا التعليم بها
تتسم الجامعة الافتراضية بعدة خصائص منها:42
-    الوصول إلى جمهور عريض من الطلاب ،حيث أن الظروف القاهرة قد تفرض على الإنسان الانتقال من بلاده لأسباب متعددة، لكن هذا لا يؤثر إطلاقاً على الطالب في الجامعة الافتراضية حيث يستطيع متابعة تحصيله العلمي من أي مكان وفي أي زمان دونما انقطاع عن الدروس أو الإرشاد وبالتالي فلن يفقد بانتقاله أية ميزة أو خدمة تقدمها الجامعة..
-    مواكبة لمفاهيم النظام العالمي الجديد في تبادل الثقافات وإلغاء الحواجز بين الدول وعالمية الشهادات، وتحقيق مبدأ الصيغة العالمية والخروج عن الأطر الإقليمية والمحلية.
-    ترسخ مفهوم التعليم مدى الحياة، والتعليم للجميع، من خلال تلبية حاجات الطلاب غير القادرين على الالتحاق بالتعليم الرسمي النظامي.
ـ   مرونة جدولة أوقات الدراسة ومكانها،حيث يمكّن التعليم بها المتعلم من اختيار وقت التعلم بما يتناسب مع ظروفه، دون التقييد بجداول منتظمة ومحددة سلفا للقاء أعضاء هيئة التدريس والزملاء ،إضافة إلى عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في الموقع نفسه- باستثناء اشتراطات التقييم- أي يتم التغلب على عنصري الزمان والمكان.
-    تتواصل مع التطور العالم التكنولوجي المقدم من خلال الدخول في شراكة المعلومات مع الجامعات التقليدية، وتضمين متحدين آخرين غير أعضاء هيئة التدريس يصعب تواجدهم بالطرق التقليدية.
ـ  تتجاوز الروتين والإجراءات الورقية المملة خاصة في نظم القبول والتسجيل والامتحانات ومنح الشهادات، فالجامعة الافتراضية تقدم خدمات القبول والتسجيل ووسائل الدفع المادي، والدعم الأكاديمي من خلال مرشدين للطلاب يوجهونهم نحو الأفضل، كما توفر لهم سبل الانخراط في حلقات تفاعل وحوار لتجمعات أكاديمية واسعة.
-    سرعة ومرونة عملية تطور المناهج والحصول الفوري على أحدث التعديلات المدخلة عليها، وتجاوز حدود التقليد الأعمى إلى الابتكار والإبداع من خلال الندوات العلمية والمؤتمرات العالمية في التواصل مع الأخر لتقديم عملية التعليم.
-    تواصل الطلاب ذوى الخلفيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المختلفة معا، وصولاً للتماسك والترابط والمساواة الاجتماعية وتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية.
ـ تساهم في تأمين القوى العاملة المتخصصة اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل،حيث إن عملية انتقاء التخصصات التي تطرحها الجامعات  الافتراضية عملية ديناميكية مستمرّة متعلقة مباشرة بحاجات سوق العمل عموماً، وتشمل العديد من الاختصاصات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إدارة الأعمال، علوم الكومبيوتر والذكاء الصناعي، إدارة المرافق السياحية، هندسة الجينات الزراعية، تكنولوجيا التعليم، الإدارة التعليمية، وهذه الاختصاصات كلها وغيرها العديد مطروحة بمستويات عدة: دبلوم - بكالوريوس - ماجستير - دكتوراه.
3- متطلبات (مقومات) الجامعة الافتراضية:
         الجامعة الافتراضية في الأساس مؤسسة تعليمية مبنيةعلى شبكة الانترنت، ولذلك فكل ما هو مطلوب لها شبكة كمبيوتر مع أجهزة كمبيوتر مزودة بوصول كامل بالانترنت، كما يجب أن تتوافر للجامعة بيئة متكاملة تشتمل على:- 43
(1)   بوابة الكترونية آمنة online قادرة على التعامل مع عدة لغات قومية على أن تشمل كحد أدنى اللغتين العربية والإنجليزية، يتم من خلالها نشر الإرشادات والتعليمات ومتابعة الاستفسارات المتعلقة بشتى الأمور الأكاديمية من خلال موقع للبيانات والمعلومات العامة والخاصة.
(2)   مواقع الكترونية web sites بحيث يخصص موقع لكل قسم أكاديمي يحتوى بيانات مبوبة حول بنية القسم الأكاديمية، وأسماء أعضاء هيئة التدريس وتخصصاتهم العلمية وأعداد الطلبة والمناهج والمقررات الدراسية .. الخ .
(3)   مجتمع افتراضي الكتروني يتضمن الأطراف أو الفئات المرتبطة بالتعليم الافتراضي والتي تشمل الطلاب أو المتعلمين أعضاء هيئة التدريس، الفنيين والأخصائيون المساندون لهذا النوع من التعليم، والإداريون المسئولون عن التأكد من توافر وإتاحة المواد التكنولوجية، إضافة إلى المساعدين الذين يقومون بدور الجسر أو الوسيط بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
         هؤلاء جميعا لابد أن يكون بينهم تواصل وتراسل دائم، وهو ما يتطلب توفير العديد من قنوات الاتصال والتراسل مثل:
-        البريد الالكتروني E-mail       
-        خدمات التخاطب Chat, Voice Chat
-        لوحة الإعلانات الالكترونية Bulletin Board
-        خدمة الندوات والمناقشات Forms, Discussion Groups
-        الاجتماعات والمؤتمرات Net Meeting Video Conferencing
-    قواعد بيانات الأسئلة والأجوبة التي تتعلق بالمواد والأسئلة التي تطرح بصورة متكررة Frequently Asked Questions
-        تحرك بث ثنائي اللغة في المواقع Search Engine
-        خدمة التسجيل الالكتروني    
-        خدمة تسديد الرسوم إلكترونياً.
(4) نظام إدارة إلكترونية Electric Management System ويتم من خلاله تسجيل ومتابعة وإيصال كافة البيانات المطلوبة للطلبة وتزويد الجهات المعنية بالتقارير الدورية عن مدى تحصيل الطلبة ونتائج الامتحانات، وتحديد نقاط ضعف تحصيل الطلاب.
4- آلية عمل الجامعة الافتراضية
         الجامعة الافتراضية جامعة الكترونية تعمل عن طريق اتصال الكتروني من خلال بنية تكنولوجية حديثة جداً، تجعل من الممكن لمجموعة من الطلاب في أماكن جغرافية بعيدة ومختلفة أن تجتمع بطريقة غير فيزيائية مع بعضها البعض بوجود الأستاذ الذي ربما يكون في بلد أخر بعيداً عن الطلاب، لدراسة موضوع أو مقرر معين، ويتم ذلك باستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات (كالقمر الصناعي أو شبكة الاتصالات المحلية أو الويب) والتا تعمل على إحداث واقع أشبه بالحقيقة أي بيئة الفصل الاعتباري (الافتراضي).44
         فبيئة الجامعة الافتراضية الالكترونية تعمل على إقامة حرم جامعي في آلاف المنازل أو مواقع العمل، يستطيع الطالب - من خلال الذهاب إلى الكمبيوتر في الوقت المناسب - أن يبدأ حواراً مع زملائه في الصف الافتراضي، ومع مدرسه دون أن يترك منزله أو موقع عمله، ويكون التدريس في هذه الجامعة بأن يختار الطالب عدداً من المسافات في كل فصل دراسي يتم تدريسها كاملة في قاعات أو فصول افتراضية.
         ويمكن تحديد آلية عمل تلك الجامعة من خلال الإجراءات التالية:- 45
-    اختيار مجموعة من البرامج القوية على شبكة الويب يتم من خلالها تقديم المقررات الدراسية الكترونياً مثل برامج web CT، E.college.
-    يقدم الطالب الراغب في الدراسة طلب الالتحاق، ويسدد الرسوم بنظام بطاقات الاعتماد من خلال عنوان ومواقع محددة لهذه الجامعة على web.
-    في حالة قبول الطلب، يعطى الطالب كلمة مرور password للحصول على المواد والمقررات التعليمية، والدخول بها إلى حرم الجامعة الإلكتروني وقاعات المحاضرات والمعامل والمكتبات من خلال مواقع محددة على الويب.
-    تقوم الدراسة بالجامعة على أساس نظام الساعات المعتمدة، حيث تتاح الفرصة للطالب لاختيار عدد من المقررات مع مراعاة بعض المقررات التي لها متطلبات سابقة ويمكن للطالب الحصول على الإرشاد الاكاديمى لاختيار المقررات عن طريق مواقع معينة للمساعدة والتوجيه support system.
-    يقوم الطالب بالدراسة الفردية المستقلة للمقررات المنقولة إليه عن طريق الويب Web Course Delivery وهى عبارة عن مديولات ورزم وبرامج ووسائل متعددة فائقة للتعلم الفردي، وتشمل هذه المقررات على روابط تربطها بمواقع أخرى لمصادر المعلومات على الويب.
-    يمكن للطلاب الاتصال بأساتذة المقررات عن طريق البريد الالكتروني E-mail للاستفسار والحصول على تعليمات وتوجيهات محددة.
-    يمكن للطالب الاشتراك مع زملائه والدخول في فصول الدردشة والمناقشة وقاعات المحاضرات على الخط المباشر بالويب، عن طريق مؤتمرات الويب المتزامنة.
-    يقوم الطالب بإجراء التجارب العملية سواء أكان عن طريق ورش عمل المؤتمرات من بعد، أو بالدخول إلى معامل افتراضية على web.
-        إذا أنهى الطالب دراسة المقرر، يمكنه الاتصال بأستاذ المقرر لإجراء الاختبار النهائي.
5- الأساتذة والطلاب في ظل الجامعة الافتراضية:-
         أن وضع الأساتذة والطلاب في الجامعة الافتراضية سوف يختلف عن وضعهم في الجامعة التقليدية، فبالنسبة للأساتذة ستحاول المؤسسات التعليمية مكافحة لارتفاع التكاليف خفض النفقات من خلال استخدام التكنولوجيا محل الأساتذة، واستخدام الأساتذة المؤقتين والأقل كفاية وخبرة وكلفة محل الأساتذة الدائمين وذوى الرواتب العالية والخبرة الطويلة.
         كما سيزداد الاتجاه إلى محاسبة أعضاء هيئة التدريس وضبط عملهم وتوفير وقتهم (بالغ الكلفة) - فهم يعلمون في الجامعات التقليدية بلا حساب تقريباً- من خلال شيوع أسلوب التعاقد والتكليف بمهام مؤقتة في التعامل معهم بدلاً من الخدمة الدائمة والعمل غير المنضبط.46
         كما أن التغير في طبيعة عمليات التعلم والتعليم سوف يؤدى إلى الانتقال بدور عضو هيئة التدريس من دور ناقل المعرفة إلى دور الميسر والمشرف Mentor وإلى تفتيت عمل الأساتذة من العمل الشامل إلى أعمال جزئية يتم التعاقد عليها أو تعيين من يقومون بها (التدريس، المساعدة في الشرح، الإشراف، التقويم، إعداد المادة العلمية... الخ)، كما ستبرز الحاجة إلى مجموعة من الوسطاء أو السماسرة Bokers الذين يروجون ويبيعون المقررات المختلفة إلى الطلاب، ولا يحتاج هؤلاء إلى مؤهلات أكاديمية عالية أو معرفة عميقة بالتخصص أو المقررات التي يبيعونها، وكل ما يحتاجون إليه هو قدرة على التسويق، وجهاز كمبيوتر شخصي متنقل ، والاتصال- ربما عن طريق الانترنت- بالجماهير المحتملة والعملاء الراغبين في شراء المقررات.47
         ومما تجدر الإشارة إليه أن واجبات عضو هيئة التدريس في حالة التعليم الالكتروني تختلف عن واجباته في التعليم التقليدي، فعلى عضو هيئة التدريس القيام بما يلي:48
-    تطوير فهم كامل لخصائص واحتياجات ومتطلبات الطلاب المتفرقين والمستقلين عن بعضهم البعض، بخلاف خبرات التعامل مع الطلاب وجها لوجه.
-    تطويع أنماط التدريس بحيث تراعى حاجات وتوقعات وأوليات الطلاب الخاصة المختلفة والمتعددة في الغالب.
-    تطوير الإلمام الكامل بما تؤديه تكنولوجيا الإمداد التعليمي للبرامج والمقررات الدراسية، مع التركيز على تنمية وتعظيم دور التعلم.
-        توفير التوجيه والإشراف التعليمي البناء للمحتوى التعليمي للبرنامج أو المقرر الدراسي.
         وفيما يتعلق بموقف الأساتذة ورد فعلهم لتلك الجامعات الافتراضية فإنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد رد فعل أو استجابة أعضاء هيئة التدريس، لتلك الجامعة نظراً لحداثة الظاهرة، وقلة عدد من يتعاملون مع هذا النوع من التعليم، وإن كان من الممكن استعراض بعض مبررات المؤيدين والمعارضين لتلك الجامعة فيما يلي:49
مبررات المعارضين للجامعة الافتراضية:
1- أن فكرة الجامعة تعد نوعاً من الهوس التكنولوجيا، وأن التكنولوجيا لا يمكنها أن تقدم حلاً سحرياً لكل مشكلات التعليم الجامعي الحالي.
2- أن هذه الجامعة ستسهم في انتزاع سيطرة أعضاء هيئة التدريس على عمليات التدريس والتقويم ومنح الدرجات، حيث يمكن أن تتم هذه الأمور بصورة الكترونية وعلى يد عدد من الفنيين والإداريين.
3-  أن ميكنة التدريس ستؤدى إلى اختفاء وضعف التفاعل المباشر بين الأستاذ وطلابه.
4-  خوف أعضاء هيئة التدريس على وظائفهم.
5-  عدم الألفة بالتكنولوجيا الجديدة ومقاومة الجديد ورفضه.
مبررات المؤيدين للجامعة الافتراضية
1-  أن التكنولوجيا الجديدة ستساعد أو تزيد من كفاءة عمل أعضاء هيئة التدريس.
2-  أن التكيف مع العصر الجديد وإمكاناته ومتطلباته أمر لا مفر منه.
3- أن مقاومة التجديد في التعليم شئ طبيعى حدثه في الصناعات الأخرى، ولكن عمليات التطوير ستنتصر في النهاية.
4-  أن قوى السوق والطلب الاجتماعي سوف تحدث أثرها في قبول هذا النوع من التعليم وانتشاره.
5- أن استمرار التعليم العالي على نمطه الحالي في الألفية الثانية، ليس مبرراً كافياً لكي يستمر الوضع فدى الألفية الثالثة، والحاجة ماسة إلى تعليم جديد لعصر جديد.
أما بالنسبة للطلاب:
         فإذا كانت الجامعة التقليدية تخصص مكاناً محسوساً للطالب (مقعد- صف- مكتبة)، فإن الطالب في الجامعة الافتراضية مقعده أمام شاشة الكمبيوتر، وصفه موجود على شبكة الانترنت، ومكتبته ليست محددة بعدد محدود من في قاعة معينة، بل أنه يستطيع الإطلاع على ملايين الكتب بأسرع وأسهل طرق البحث والمتابعة50، فغرفة الصف الافتراض في هذه الجامعة عبارة عن اتصال الكتروني يجعل من الممكن لمجموعة من الناس موجودين في أماكن جغرافية بعيدة ومختلفة أن تجتمع بطريقة غير فيزيائية مع بعضهم البعض بوجود المدرس الذي ربما يكون في بلداً أخر بعيداً عن الطلبة، لدراسة موضوع أو نصوص لمساعدتهم على الفهم كما يجرى عادة داخل الصف التقليدي، ويتم ذلك باستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، التي تعمل على إحداث واقع أشبه بالحقيقة أي بيئة الصف الاعتباري.51
         وفى الجامعة الافتراضية لا يتبادل الطلاب الأفكار مع جهاز الكمبيوتر، بل يحاورون الناس من كل أنحاء العالم عبر الكمبيوتر والدور الرئيسي للطالب أو المتعلم في هذه الجامعة هو أن يتعلم تحت أحسن الظروف المناسبة لعملية التعلم، مع توافر عناصر الدافعية والتخطيط والقدرة على تحليل وتطبيق المعلومات المحصلة على المواقف الحياتية المختلفة.حيث يكون التعليم متمحورا حول الطالب الذي يستطيع الذهاب إلى الكمبيوتر في الوقت المناسب، ويبدأ حوارا مع زملائه في الصف الافتراضي ومع معلمه دون أن يترك منزله أو موقع عمله،كما يستطيع رجال الأعمال أو ربات البيوت الاستمرار في منازلهم أو أماكنهم التي يعملون بها، إذ ليس عليهم أن يعيشوا في نفس المدينة أو حتى البلاد حيث توجد الجامعة الافتراضية،لان الكمبيوتر مع المودم هو وساطة الاتصال المباشر بالانترنت، وهو الأداة الرئيسة لجميع النشاطات التي تعطى داخل حجرة الصف والحصول على التعليم المناسب.52
         والواقع أن الطلاب المستهدفين للتعلم بالجامعة الافتراضية يتسمون في الغالب بعدة سمات منها:53
1-  الغالبية العظمى من هؤلاء الطلاب أكبر سناً من الطلاب في الجامعة التقليدية، ولهم وظائف يباشرونها وعائلات يرعونها بالفعل، وهؤلاء المتعلمين يجب عليهم تنسيق مجالات حياتهم المختلفة المؤثرة بعضها على بعض وخاصة فيما يتصل بمسئولياتهم الوظيفية والعائلية من حيث تنظيم وقت الدراسة والفراغ لدى كل منهم.
2-  تنوع أسباب وتوقعات الطلاب من التحاقهم بتلك الجامعة، فقد يهتم البعض في الحصول على درجات وشهادات علمية تؤهلهم لتبوء مناصب أعلى أو وظائف أحسن، بينما يسعى البعض الأخر إلى الالتحاق بهذه البرامج لاكتساب معارف جديدة أو مهارات متقدمة، تساعد على تحسين الأداء والتواصل في مجتمع يتسم بالتغيير المتواصل.
3-  الطلاب - في إطار تلك الجامعة - منعزلون ومستقلون في العادة عن بعضهم البعض، كما قد تغيب بعض العوامل الأساسية المهمة في التعلم مثل الدافعية النابعة من الاتصال والتنافس مع الآخرين، كما قد يفتقر الطالب الدعم والمساندة المباشرة من المدرس القادر على إسباغ الدافعية وإعطاء الاهتمام بحاجات الطلاب والتعرف على الصعوبات التي تواجههم أثناء التعلم، وهو ما يتطلب ضرورة توافر معلومات عن الطلاب تتصل بخلفياتهم، وخبراتهم وتوجهاتهم الحياتية... الخ، حتى يمكن تلبية حاجاتهم التعليمية.  فالطلاب يعتبرون منفصلين بعضهم عن بعض ويختلفون في خلفياتهم واهتماماتهم وخبراتهم، كما قد يمتلكون فرصاً قليلة للتفاعل مع مدرسيهم خارج الفصل الافتراضي ويعتمدون غالباً على توافر وصلات فنية تعمل للتغلب على الفجوات أو عوامل القصور، والتي تفصل الطلاب المشتركين سواء في الفصول الدراسية التقليدية أو الافتراضية على حد سواء.
4-  أن الطلاب في تلك الجامعة يتعلمون بطريقة أكثر عمقاً وتفهماً، ويمكنهم ربط المعلومات الجديدة بالأمثلة والتمارين المفهومة والمألوفة لديهم والرجوع إلى مصادر المعرفة وتقويم ما سبق تعلمه، بعكس الطالب الذي يتعلم تقليدياً فيميل -  في الغالب -  إلى التركيز على الحفظ وتذكر الحقائق والتفاصيل لأداء الواجبات المدرسية حتى يجتاز الاختبارات والامتحانات فقط، مما يجعله مبتعداً عن الفهم والتأقلم في الحياة الواقعية التي يحياها، حيث أن الحفظ والتذكر تعتبر مداخل سطحية وسلبية للتعلم الجيد والتعلم مدى الحياة.
5ـ أن التعلم في تلك الجامعة يعتمد بصورة أساسية على تكنولوجيا التعليم المتقدمة، وهو ما يتطلب ضرورة أن يكون لدى الطالب الذي يريد الالتحاق بتلك الجامعة المعلومات والمهارات الأساسية اللازمة لحسن استخدامها والاستفادة منها، حتى يستطيع تحديد أنسب البرامج المتاحة والمتوافرة له، وكيفية التفاعل مع زملائه وأساتذته والتواصل السريع معهم، وتقويم ما تم تعلمه.. وغيرها من الأمور، التي لا يحتاج إليها الطالب الذي يتعلم تقليدياً. ولذلك فتصميم التعليم في تلك الجامعة لابد أن يلبى احتياجات ومتطلبات الطلاب المتنوعة.
ثالثا: قضايا تثيرها الجامعة الافتراضية:
إن نظام الجامعة الالكترونية يثير مجموعة من القضايا من أبرزها.
1-  البعد الإنساني في التعليم الافتراضي:
         إن الدارس لطبيعة التعليم والتعلم في الجامعة الالكترونية يلاحظ أن الافتقار للنواحي الواقعية في عملية التعليم يعتبر أهم عيوب هذا الأسلوب في التعليم، الذي يحتاج في بعض الأحيان للمسات إنسانية بين المعلم والمتعلم، فمن الصعب إيصال الأحاسيس عبر الوسائط النصية الفورية كالغضب مثلا، ولكن ليست مستحيلة، ففي التعليم التقليدي (وجها لوجه) يرى الطلاب بعضهم لبعض، ويعرف بعضهم البعض معرفة جيدة، ويتفاعلون مع المعلم خلال العملية التعليمية، وفى التعليم التقليدي يعتبر وجود الطالب في قاعة الدرس حضوراً حتى لو كان صامتاً، أما في التعليم الالكتروني فإن الطالب الذي يحضر ولا يشارك فكأنه غير حاضر ولكن السؤال كيف نجعل كل هذا التعارف والتفاعل يحدث عندما يكون الاتصال مقتصراً على النص أو الصوت عبر شاشة الحاسب فقط ؟.54
     وفى المقابل يرى البعض أن التخوف من أن تجرد التكنولوجيا التعليم الرسمي من طابعه الانسانى ليس له ما يبرره، فأي شخص شاهد التلاميذ وهم يعملون معا حول جهاز الكمبيوتر،أو راقب الحوارات  التي تدور بين طلاب في حجرات دراسية تفصل بينهما المحيطات، سيدرك أن التكنولوجيا يمكنها أن تؤنس  بيئة التعليم ،بل وتجعل عملية التعليم شيئا عمليا وممتعا.55
         إن التفاعل الإنساني عبر الوسائط التكنولوجية لا يحدث على الفور، ولكن يمكن تسهيل حدوثه، من خلال الاهتمام بالنقاش المتبادل للإرشادات ، وتكون البداية بإرسال رسائل ترحيبية وتعريفية، وأن يكون الأستاذ مرناً في طرح جدول أعماله وبرنامجه، ثم السماح للطلاب بتأدية برامجهم الخاصة كل وفق احتياجاته الخاصة مع إتاحة مساحة معينة للقضايا الشخصية طيلة فترة الدراسة54، هذه المساحة إذ لم تنشأ قد تؤدى ببعض الطلاب للبحث عن طرق أخرى مثل استعمال البريد الالكتروني لطرح أمورهم الشخصية، والى شعور بعضهم بالوحدة والانعزالية،فعندنا يفتقد الطلاب هذه المساحة يشعرون بعدم الإشباع، وبأن العملية التعليمية لا تلبى احتياجاته، ولذلك لابد من إعداد وتوفير هذه المساحة في بيئة التعليم الالكتروني حتى يحقق أهدافه بكفاءة.
         والواقع أن المتتبع لواقع التعليم الافتراضي يجد أنه مناسب جداً للأشخاص الانعزاليين والانطوائيين، فالشخص المنعزل بإمكانه الجلوس أمام الحاسب والتواصل مع الناس من غير مشاحنات أو مشاجرات، بل إنه يكون أحياناً متابعاً لما يكتب ويعرض من دروس بدون مشاركة.
         فالأشخاص والانطوائيين هم أكثر ملائمة للتعليم في البيئات الافتراضية، فهي بيئة مشجعة بالنسبة لهم، وذلك لأنه يتيح لهم متسع من الوقت للتفكير حول الموضوع المطروح قبل الرد عليه، وإمكانية التفكير قبل الرد وإبداء الملاحظات تساعد على رفع روح المشاركة والالتزام، إذ أن المشاركين ليس لديهم أي خوف أو تحفظ، فآرائهم ترسل عبر تقنية لا يشاهدهم فيها أحد، حيث يتم التوجيه للحصول على الإجابة الصحيحة عبر النقاش بين الطلاب، إضافة إلى ذلك فإن العمل عبر الوسائط المكتوبة وفى غياب المشاهدة المباشرة يتيح فرصة للمشاركين بالتركيز على معاني ومضمون الرسائل، ونتيجة لذلك فإن الأفكار تتطور وتكون أكثر نضجاً.56
         أما بالنسبة للأشخاص المتفتحين أو الاجتماعيين فالتفاعل في بيئتهم الافتراضية يصبح صعباً ولكنه ليس مستحيلاً، لأن تفاعلهم يكون بوجودهم بين الآخرين، ولذلك فالتعليم الأفضل لهم هو التعليم في أجواء حية، فهو يعطيهم القدرة على الأداء الأفضل في الأجواء الهادئة أو البيئات الافتراضية، ولذا فهم لا يجدون صعوبة في الانضمام إلى البيئات الاجتماعية الصاخبة.57
         وعلى الرغم من أن انخراط الناس في المجتمع بصورة مباشرة له فوائد عديدة، فإن هناك أمور تسبب القلق، فالاضطهاد الذي يمكن ان يحدث ـ او يشكو بعض الطلاب منه ـ فى بعض المواقف التعليمية التقليدية بسبب التمييز بين الطلاب في اللون والجنس والدين، يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية والمزاجية، ويزيد الإحساس بالضغط  بشكل يمكن أن ينتج عنه إحساس بالخوف والقلق وعدم الاستقرار مما يؤدى إلى شعور الشخص بأنه دخيل، وقد ينتج عن ذلك أن يصبح كثير الصمت والانعزال، بل ويجعله قلقا وغير مرتاح ،وببساطة قد يترك الطالب الدراسة لأنه من الصعوبة على الأستاذ أن يلزم الطالب برأيه وفكره مع تلك المجموعات. 58
         أن الإحساس والمشاعر تدخل المجتمع الالكتروني عبر عدد من المداخل، فالمجتمع الالكتروني، أساسه الإنسان وهذا الإنسان مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، إذا فإن الأحاسيس هي الطاقة الكامنة التي تحركه ومن المهم فدى التعليم الالكتروني أن يهتم الأستاذ بأحاسيس ومشاعر الطلبة.59
2 ـ السرية والآمان في التعليم الافتراضي:
تعد قضية السرية والآمان من أهم القضايا المتعلقة التعليم الافتراضي ـ بل وأكثرها ارتبطا بجودته ومصداقيته ـ فالإفقار إلى الأمن وتدخلات الهواة والمولعين بشكبة الإنترنت ، تعد من ابرز الانتقادات الموجه للتعليم عبر الانترنت، حيث أنه لا وجود لما يعرف بالأمن في عالم الإنترنت لسبب بسيط وهو أن أي شيء يتم قفله يمكن فتحه بطريقة أو بأخرى والأمر كله يتعلق بمقدار ما يخصصه الهواة من وقت لاختراق المواقع ، ولذلك فإن الأمن في الإنترنت يعتبر قضية مزعجة، والمشكلة في هذا الصدد ليست محصورة في المؤسسات التعليمية فقط بل حتى الشركات الكبرى التي تملك مـوارد وتقنيات وخبـرات لا حدود لها لا تسلم من مثل هذه الهجمات أيضاً، مثال ذلك أن 60% من هذه الشركات تعرضت إلى نفس النوع من التدخل غير المرخص بجانب تعرضها إلى هجمات متواصلة خلال عام 1998 وحده ، والأمر المخيف فعلاً هو مقدار الضرر الذي يمكن أن يحدثه هجوم واحد من هذا النوع حيث يمكن أن يتسبب في تدمير منظومة الشركة بأكملها وفي بعض الأحيان يكون الدمار أكثر بكثير بحيث يفوق قوة تحمل أية جامعة أو مدرسة عادية أو أي طالب عندما يطال الهجوم حاسبه الآلي ، لقد قدرت بعض الشركات خسائرها الكلية بملايين الدولارات بسبب هجوم واحد فقط من هذا النوع . 60
 كما أشارت إحصاءات هيئة التجارة الفدرالية بأمريكا إلى أنه قد وقع حوالي 635000 شخصاً في العام الماضي 2004 ضحية لسرقة بياناتهم الشخصية مع خسائر تقدر بأكثر من 547مليون دولار، كما أظهرت دراسة أصدرها مكتب شئون الإعلام بالإمارات عن أمن المعلومات أن 24% من مستخدمي الإنترنت يستعملون شبكات غير آمنة لما فيها من ثغرات بسبب عدم مكافحة الفيروسات لتأمين الأجهزة والشبكات، وبينت إجراءات الوقاية لاتقاء شر قراصنة الكومبيوتر وتجنب إفشاء الأسرار وضياع الممتلكات وانتهاك الخصوصيات، وقد بينت الدراسة ضرورة تبصير الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية وتزويدها بالمعلومات اللازمة لفهم هذه المشكلة، وشبهت الدراسة وجود المستخدم على الإنترنت بالوقوف في ميدان عام، لأن العملية التي تجرى في الإنترنت معرضة للإطلاع عليها وتسجيلها من عدة جهات لأغراض مختلفة،وهو ما يتطلب ضرورة البحث عن وسائل لتحقيق أمن المعلومات، والحفاظ على سريتها وخصوصيتها، يتمثل بعضها في استخدام برامج وأجهزة تقوم بعزل الشبكة المحلية للإنترنت عن الشبكة العالمية، واستخدام طرق فنية لمكافحة الفيروسات وعمليات تخريب المعلومات.61
إن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الانترنت أثرت على التربويين ، ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على هذا النوع من التعليم مستقبلا، ولذا فان اختراق المحتوى والامتحانات تعد من اخطر القضايا المثارة حول التعليم الافتراضي.62
3ـ التقويم والامتحانات:
         التعليم عبر الإنترنت مختلف عن التعليم التقليدي من ثم يجب أن تختلف تبعاً لذلك عملية التقويم والامتحانات الخاصة به، من حيث التركيز على وسائل التفكير المنطقي وليس الحفظ، ومحاولة وضع ضوابط صارمة لضمان أن يتم ذلك بطريقة صحيحة، والتأكد أن من أدى متطلبات تلك الامتحانات هو الطالب نفسه وليس أي شخص آخر،كما أن شبكة الإنترنت تكتظ بالبحوث والأوراق الجاهزة "للنسخ واللصق" وهي بأعداد لا حدود لها وتشكل نسبة كبيرة من المواد المنشورة على الشبكة بأسرها، وعلى هذا الأساس يستطيع الطلاب الغش وانتحال بحوثهم من الإنترنت بحيث تبدو سليمة من الناحية الأكاديمية تماماً كأي بحث يتم إعداده بكل أمانة،إذ العقبة هنا هي المعلومات والبحوث واسعة الانتشار على الإنترنت والتي يمكن أن توفر للطلاب "ملاذاً" سهلاً بدلاً من بذل الجهد واكتساب المعرفة وهذا التوجه كمفهوم يمكن أن يدمر الأكاديمية في أية مؤسسة تعليمية، فتوفر الكثير من المعلومات المضللة والخاطئة على شبكة الإنترنت من شأنها إيذاء وإلحاق الضرر بالأمانة الأكاديمية والتأثير سلباً على نوعية المعرفة التي يحصل عليها الطلاب.63  
        ومن ناحية أخرى يرى البعض أن الانترنت يتيح للطلاب الفرصة لكي يمتحنوا أنفسهم في اى وقت، وفى جو خال من اى  مخاطرة أو توتر، فالاختبارات الحالية تمثل في كثير من الأحيان عامل إحباط للكثير من الطلاب،بل وقد تولد لدى الطالب موقفا سلبيا تجاه التعليم كله، أما الامتحان المدار ذاتياـ الذي يتم أثناء التعلم عبر الانترنت ـ فهو يعد شكلا من أشكال استكشاف الذات، جزءا ايجابيا من عملية التعلم.ولن يستدعى خطأ ما تأنيبا قاسيا ،بل سيحفز النظام إلى مساعدة الطالب على التغلب على سوء فهمه، وستكون هناك خشية اقل من الاختبار الرسمي ومفاجآت أقل، إذ أن الامتحان الذاتي المتنامي باستمرار سيكسب كل طالب إحساسا أفضل بأين يقف بالضبط.64
4ـ آليات ضمان الجودة والاعتراف:
         إن نجاح أي نظام تعليمي وتدريبي يعتمد بشكل كبير على التزامه بشكل كبير بمعايير جودة متفق عليها محليا أو عالميا، وفى مجال التعليم الإفتراضى يأخذ هذا الأمر أهمية خاصة لتباعد المتعلم عن المعلم * ، ولان مفهوم التعليم الإلكتروني مفهوم أو أسلوب تعلم جديد نسبياً في العالم العربي وبحاجة إلى اعتمادية واعتراف رسمي من قبل الجهات الحكومية بالنسبة للشهادات الممنوحة عن طريق التعليم الإلكتروني وذلك لإعطائها المصداقية65، حيث أن هناك تخوف لدى كثير من الناس من عدم اعتراف الجهات المختصة أو اعتمادها للشهادات الممنوحة عن طريق التعليم الإلكتروني، فعمليات الاعتماد الموثوق الملائم، وكذلك عمليات التقويم، يحتاج إليها للتأكيد للعامة على أن المقررات والبرامج والشهادات التي تقدمها الأنماط  الجديدة من مؤسسات التعليم عن بعد وصيغه تتوافق والمواصفات الأكاديمية والمهنية المعمول بها.65
         أن ظهور التعليم عبر الانترنت كتعليم بلا حدود يتطلب حدوث تغيرات مهمة في ضمان الجودة والاعتماد، فالفلسفة والمبادئ والمواصفات التي تطبق على البرامج الجامعية القائمة على الحرم واعتمادها، لا يمكن أن تستعمل هي ذاتها لتقويم جودة وفاعلية المقررات الموضوعة على خطوط الاتصال المباشر، وغيرها من نماذج التعليم عن بعد وصيغه، دون أن يجرى عليها تعديلات أساسية. ومن المرجح أن يبذل تشديد اقل على أبعاد المدخلان التقليدية (كمؤهلات كلية منفردة، ومعايير انتقاء الطالب(، في حين أن الاهتمام سينصب أكثر على كفاءات المتخرجين وقدراتهم.66
         ولعل مما يزيد من أهمية هذه القضية أن البلدان العربية التي أنشئت نظم اعتماد وجودة accreditation & evaluation systems قليلة، فضلا من أنها ليست لتصل إلى المعلومات الضرورية  المتعلقة بجودة البرامج الأجنبية ونوعيتها أو القدرة على المتابعة المؤسسية ليكون في وسعها ملاحقة الاحتيال وتتبعه وحماية طلابها من اى برامج ذات جودة متدنية. ولذلك يجب على البلدان التي لا تستطيع توفير قدرات تطوير نظم معلوماتها، أو التي لا تملك أن تقوم بذلك، أن تحظى بفرصة المشاركة في الشبكات المختصة بالاعتماد والتقويم.67
رابعا: معوقات الأخذ بالجامعة الافتراضية في العالم العربي:
        على الرغم من المزايا المتعددة التي برزت للتعليم الإلكتروني أو التعليم الافتراضي إلا أن الأخذ به وتبنيه ونشره في المجتمعات العربية تواجهه مجموعة من العقبات أو الصعوبات تتمثل تلك المعوقات فيما يلى:
1- تخلف البنية التحتية للاتصالات في الوطن العربي:
وتتمثل في الافتقار للموارد وتوفر التقنيات والبني التحتية للاتصالات، فمن المعروف أن التعليم الافتراضي مرتبط ارتباطاً وثيقاً وجزء لا يتجزأ من خدمات الاتصالات وبالذات خدمة الإنترنت، والإنترنت أداة معقدة التقنية من حيث الأجهزة ووسائل الاتصال، ولذلك فإن إدخال التعليم ضمن البنية التحتية لهذه الشبكة وفي ظل نقص التمويل وشح الموارد الذي تعاني منه معظم المدارس في العالـم العربي، فإن الوقت لا يزال مبكراً بعض الشيء لافتراض إمكانية النظر في إدخال التعليم الإلكتروني وتوفيـر شبكة الإنترنت في معظم البيوت أو القاعات الدراسية على نطاق العالم العربي في المستقبل القريب.68
2ـ الرفض والمقاومة من جانب المجتمع:
إذ من السذاجة بمكان أن يظن المرء بأن الإنترنت واكتساب المعرفة الكترونياً سوف تجدان القبول مثل أي وسائل فنية جديدة أخرى، فالكثير من الناس تنتابهم الكثير من الشكوك عندما تقترن الإنترنت بالعملية التعليمية بل وامتدت هذه الشكوك لتطال حتى رؤساء بعض الجامعات الأمريكية مثل رئيس جامعة كولومبيا الذي صرح لمراسل قناة MSNBC الإخبارية في 16 يوليو 2001م قائلاً: "إذا كان الدارسون بنظام التعليم الإلكتروني شغلهم الشاغل هو الإنترنت فنحن شغلنا الشاغل هو التعليم!".
 فاستخدام الإنترنت في التعليم مثله مثل كل فكرة جديدة في الحياة يواجه  بالفعل رفضاً اجتماعيا كبيراً خاصة في العالم العربي حيث تمثل قضية استخدام الطالبات للإنترنت ـ مثلا ـ تحدياً حقيقياً لاسيما عندما يتعلق الأمر بمحاولة إقناع أولياء أمورهن أو ذويهم69، بسبب الاتجاهات غير الصحيحة عن الانترنت والنظر إليه من زاوية الجوانب المضرة له على القيم والأخلاق والأمان والمصداقية، ومن ناحية أخرى فان بعض أولياء الأمور يقاومون استخدام الكمبيوتر لأنهم يعتقدون أنهم لن يتمكنوا من مراقبة ما يفعله أبنائهم ولن يستطيعوا ممارسة اى تأثير, فكثير من الآباء يداخلهم السرور عندما يندمج الابن مع كتاب يستحوذ على انتباههم, لكنهم يكونون اقل حماسا عندما يمضى الساعات على الكمبيوتر.70
 ضعف أو عدم انتشار استخدام الحاسب في كثير من الدول العربية والذي يعد من أهم مقومات التعليم الإفتراضى، والاشتراك في خدمة الإنترنت.71
يبين الجدول أدناه مدى انتشار أجهزة الحاسوب في الدول العربية:
مجموع أجهزة الحاسوب في الدول العربية ( 2002م)
الدولة
عدد الأجهزة (بالألف)
الأردن
170
الإمارات
420
البحرين
107
تونس
255
الجزائر
221
جزر القمر
4
جيبوتي
10
السعودية
1400
السودان
200
سوريا
330
الصومال
-
العراق
-
عمان
85
فلسطين
-
قطر
110
الكويت
272
لبنان
275
ليبيا
-
مصر
1.000
المغرب
400
موريتانيا
27
اليمن
37
المجموع
5.322
المصدر: الاتحاد الدولي للاتصالات
         ويرجع ضعف انتشار أجهزة الحاسوب في معظم الدول العربية إلى ارتفاع أسعارها واعتبارها من أجهزة الرفاهية حيث تفرض كثير من الدول العربية ضرائب على هذه الأجهزة عند شرائها محلياً ورسوم جمارك عند استيرادها مما يحد من امتلاكها و استخدامها من قبل فئات كبيرة من المجتمع.72
4ـ ضعف انتشار خدمة الإنترنت في معظم الدول العربية
فالهوة التكنولوجية بين دول العالم المتقدم والنامي كبيرة وواضحة، بل وبين البلدان النامية نفسها أو بين البلدان في نفس المنطقة، وحتى في داخل الدولة الواحدة من حيث مستوى الدخل أو حتى السلالة )البيض والسود( والنوع )الذكور والإناث(، ففي حين أن بضعة بلدان افريقية مازالت تفتقد حتى مضيفا واحدا للانترنت، تبلغ نسبة الأسر المستخدمة للانترنت فدى سنغافورا 98%، كما تشكل نسبة اسر الأمريكيين الأفارقة المتصلين بالانترنت نصف نسبة اسر الأمريكيين البيض،كما تختلف نسبة اشتراك الذكور عن الإناث في كثيرا من الدول.73
 أما الوضع في العالم العربي فرغم انتشار خدمة الانترنت في العديد من المناطق في البلدان العربية  إلا أن نسبة الانتشار مازالت ضعيفة سواء مقارنة ببقية المناطق في العالم أو مقارنة بخدمات الاتصالات الأخرى.
الجدول أدناه يوضح مجموع مستخدمي خدمة الإنترنت في الدول العربية:
مجموع مستخدمي خدمة الإنترنت في الدول العربية ( 2003م)
الدولة
عدد المستخدمين (بالألف)
الأردن
456
الإمارات
1176
البحرين
195
تونس
630
الجزائر
500
جزر القمر
73
جيبوتي
5
السعودية
1500
السودان
600
سوريا
130
الصومال
-
العراق
50
عمان
51
فلسطين
80
قطر
700
الكويت
567
لبنان
550
ليبيا
160
مصر
3150
المغرب
800
موريتانيا
723
اليمن
150
المجموع
12246
المصدر: الاتحاد الدولي للاتصالات
يتبين من الجدول أن مجموع مستخدمي الإنترنت في الدول العربية بلغ في نهاية عام 2003م 12246 مستخدماً، وبهذا العدد تعد المنطقة العربية أقل مناطق العالم تمثيلاً فيما يتعلق بعدد الأفراد المتصلين بالإنترنت سواء كأعداد أو نسب من عدد السكان. وتشير الإحصائيات إلى أن مجموع مستخدمي خدمة الإنترنت بلغ 190.190.3 مشتركاً في أوروبا، و 249.502.7 في آسيا، و 12.273.6 في أفريقيا، و221.973.7 دول القارة الأمريكية، وذلك حتى نهاية عام 2003م. كما أن نسبة انتشار خدمة الإنترنت في الدول العربية يعد ضعيفاً مقارنة بخدمات الاتصالات الأخرى حيث تشير إحصائيات عام 2003م إلى أن نسبة انتشار خدمة الإنترنت في الدول العربية بلغ 4.07 لكل 100 فرد بينما بلغت نسبة الانتشار لخدمة الهاتف الثابت 8.87 لكل 100 فرد ونسبة 11.82 لكل 100 فرد بالنسبة للهاتف المتنقل.74
ويرجع ضعف انتشار  تلك الخدمة إلى ارتفاع سعر الاشتراك واستخدام خدمة الإنترنت في معظم الدول العربية،حيث أن هذه الخدمة لا زالت محتكرة وتقدم من قبل مقدم وحيد محلي (عادة حكومي أو شبه حكومي) وينحصر دور القطاع الخاص بالنسبة لخدمة الإنترنت في تقديم خدمات محدودة مثل الاستشارات الفنية أو تصميم صفحات الويب. إن ارتفاع الأسعار أدى إلى جعل عملية التعلم عبر الإنترنت عملية مكلفة بالنسبة لقطاعات كبيرة من المجتمع في الدول العربية مما حال دون انتشار التعليم الإلكتروني بشكل واسع.75إضافة إلى ضعف أو عدم انتشار استخدام الحاسب في كثير من الدول العربية، كما سبق أن ذكرنا.
عدم وضوح أسلوب وأهداف هذا النوع من التعليم للمسئولين عن العملية التربوية، بسبب سيادة العقلية التلقينية والقائمة على الاجترار والتكرار في مؤسسات التعليم العربية والذي يعد سبباً مهماً في عدم تنامي الدخول في مجتمع المعرفة أو التعليم عبر الوسائل التقنية أو الإلكترونية والتي تشجع في المقابل الحوار والإبداع والتعلم الذاتي وثقافة السؤال، إضافة إلى ضعف الوعي التكنولوجي لدى الدارس العربي وعدم اهتمامه باستخدام التكنولوجيا المتقدمة واهتمامه بنيل الشهادة فقط بلا جهد.76
التكلفة المادية العالية التكنولوجيا والمتمثلة في التكاليف المرتبطة بحيازة تجهيزات المعلومات والاتصالات وبرمجياتها وباستخدامها وصيانتها ـ حيث أن التقنية في مجملها باهظة التكاليف ـ  فالتكنولوجيا الجديدة تتطلب استثمارا ضخما في التجهيز وفى الشبكات السلكية واللاسلكية،متبوعا بتكاليف عالية للصيانة والتدريب والدعم الفني،وقد قدر أن نفقات الرأسمالية الأولية تمثل فقط 25% من مجمل التكاليف فيما تمثل التكاليف الجارية أو المتكررة (recurrent costs) بالتالي ما يقارب 75% من دورة حياة الاستثمارات التكنولوجية، إن مثل هذه الاستثمارات الرأسمالية والتكاليف المتكررة تجسد تحديات مالية رئيسية بالنسبة إلى مؤسسات التعليم العالي في الدول النامية والعربية.77
ظهور الكثير من الشركات التجارية والتي هدفهــــا الربح فقط والتي تقوم بعرض خدماتها وهي في الحقيقة غير مؤهلة علميا ًلذلك.
كثرة الأجهزة العلمية المستخدمة في العملية التعليمية والتي قد تصيب المتعلمين بالفتور في استعمالها،خاصة إذا لم تكون لديهم دراية كافية بكيفية  استعمالها وصيانتها ،أو يكون باستطاعتهم استخدام هذه الأداة بالفاعلية المطلوبة بما في ذلك القدرة على إجراء البحوث بواسطتها والحرص على التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح من المعلومات الموثوقة والخاطئة وكذلك بين المعلومات القديمة والحديثة، إضافة إلى قدرته على التمييز بين الوسائل الفنية الضرورية للتعلم من خلال الإنترنت والوسائل الفنية القديمة.78  


المراجـــــــــع
1-   وفاء مصطفى كفافى: المناهج التعليمية وتحقيق الحصانة الإلكترونية "تصوير مستقبلي" - بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثالث "التعليم عن بعد و مجتمع المعرفة، متطلبات الجودة واستراتيجيات التطوير" - مركز التعليم المفتوح - جامعة عين شمس (5-7) مايو 2007 ص3.
2ـ محمد محمود زين الدين: أثر تجربة التعليم الإلكتروني في المدارس الإعدادية المصرية على التحصيل الدراسي للطلاب واتجاهاتهم نحوها - بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الثاني "منظومة البحث العلمي في مصر" (التحديات، المعايير، الرؤى المستقبلية) - كلية التربية النوعية - جامعة قناة السويس - إبريل 2006، ص1. www.elearning.edu.sa/form  19-5 -2007:// http
3-David Squine et al: The Changing Face of learning Technology, University of Wales, Cardiff, 2000.
كتب جديدة في التربية (الوجه المتغير لتكنولوجيا التعلم - المجلة العربية للتربية - المجلد الثاني والعشرين - العدد الأول - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - تونس. يونيه 2002 ص 192- 193.
4ـ نجوى يوسف جمال الدين: تطوير إعداد المعلم باستخدام التعليم الإلكتروني، التجربة الإلكترونية لمقرر تاريخ التربية في مصر رؤية نقدية - بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثالث "التعليم عن بعد ومجتمع المعرفة، متطلبات الجودة واستراتيجيات التطوير" - مرجع سابق - ص2.
5ـ عبد الستار أبو غدة: ثورة الاتصالات وأثارها - محاضرة في منتدى الفكر الإسلامي بجدة - منظمة المؤتمر الإسلامي - 23 مايو 2005 ص20. http://www.fiqhacademy.org.sa/fislamicg/index.htm
6ـ محمد سعيد حمدان: التجارب الدولية والعربية في مجال التعليم الإلكتروني الجامعي - بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثالث "التعليم عن بعد و مجتمع المعرفة، متطلبات الجودة واستراتيجيات التطوير - مرجع سابق - ص7.
7-Olsen, J. “Is Virtual Education for Real?” Technologyia , (January - February), 2000, PP. 16-18.
8-Ibid: P.18.
9ـ البنك الدولي: بناء مجتمعات المعرفة، التحديات الجديدة التي تواجه التعليم العالي - مركز معلومات قراء الشرق الأوسط - القاهرة 2003 - ص18.
10ـ محمد نبيل نوفل: الجامعة والمجتمع في القرن الحادي والعشرين - المجلة العربية للتربية - المجلد الثاني والعشرين - العدد الأول - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - تونس - يونيه 2002-  ص 171.
*من هذه الدراسات على سبيل المثال:
ـ سليمان عبد ربه محمد ، عزة احمد محمد الحسيني: “تصور مقترح للتعليم الجامعي عن بعد في الوطن العربي على ضوء بعض التجارب الأجنبية”، المؤتمر القومي السنوي التاسع (العربي الأول) لمركز تطوير التعليم الجامعي “التعليم الجامعي العربي عن بعد : رؤية مستقبلية” ،17-18 ديسمبر2002، جامعة عين شمس ـ  ص207 .
ـ حسن السوداني:مقترح لتأسيس جامعة العراق الافتراضية، التعليم الافتراضى تقنية تربوية أم طريقة تدريس؟ـ النبأ ـ العدد 76ـ نيسان 2005.
http://www.annabaa.org./nbahome/nba76/ivu
11ـ سعاد بنت فهد الحارثي:ورقة عمل بعنوان المنظومة التعليمية بين التقليدية والافتراضية
12محمد سعيد حمدان: مرجع  -سابق ص7.
13-Ruben Nelson: Information society, in Encyclopedia of the future, vol.1, New York 1996. P. 479- 481.
نقلا عن محمد نبيل نوفل: مرجع سابق  -ص145.
 14-Jalopeanu, M. The Internet in Education: “The Past, the Present and Hopefully, the Future” in Nistor, N. et al (eds.); Toward The Virtual University (International Online Perspectives), Information age. Publishing inc, U. S. A, 2003-pp.23-24.
15ـ الجامعة الافتراضية السورية - دليل الجامعة www.svuonline.org/sy/arab
16ـ سليمان عبد ربه محمد، عزة احمد محمد الحسيني: مرجع سابق  ـ  ص207 .
17ـ عبد الباقي عبد المنعم أبو زيد: أثر تكنولوجيا الاتصالات على نوعية التعليم ومجالات العمل في الألفية الثالثة والمتطلبات التعليمية للاستعداد لها "دراسة ميدانية" - بحث مقدم إلى المؤتمر الأول للتعليم الإلكتروني بجامعة البحرين - إبريل 2006 - ص3 http://www21.rapidupload.com/d.php?f...&filepath=4473
18ـ المرجع السابق: ص3.
19-Jalopeanu, M. : op. Cit P.34
20- الجامعة الافتراضية السورية: دليل الجامعة - مرجع سابق. http://www.svuonline.org/sy/arb/about/intro.asp
21ـ جمال على الدهشان: التجديد فى التعليم الجامعى. دار الزهراء للطبع والنشر- الرياض. 2004. ص131
22ـ المجالس القومية المتخصصة: تقرير المجلس القومى  للتعليم والبحث العلمى التكنولوجيا عن دورته الثامنة والعشرين - رئاسة الجمهورية - القاهرة 2001. ص 204.
23ـ عبد الله بن ميران الرئيسى: التعليم الالكترونى فى العالم العربى (الواقع والطموحات). ص2 http://www.ituarabic.org/hresources/...l-Part%202.doc 19-5 -2007
 24ـ بيل جيتس :المعلوماتية بعد الانترنت: ترجمة:عبد السلام رضوان ـ عالم المعرفة ـ العدد231 ـ المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ـ الكويت ـ مارس  1998. ص303
25ـ المجالس القومية المتخصصة: مرجع سابق- ص 230.
26ـ البنك الدولى: مرجع سابق - ص 43.
27-Jalopeanu, M: op. Cit P.34.
28ـ بيل جيتس : مرجع سابق ـ  ص290.
29ـ محمد نبيل نوفل: مرجع سابق- ص165.
30ـ خالد أحمد بن فحوص: بعض الإتجاهات العالمية للتعليم العالى فى ظل العولمة - مجلة التربية -  العدد الثامن - البحرين - إبريل 2003 ص31.
31ـ المجالس القومية المتخصصة : مرجع سابق - ص 186.
32ـ ـ محمد سعيد حمدان: مرجع سابق - ص6.
33-Palloff, R. M., Spratt, K, : Building Communications in Cyber- Space, Josy Bas publishers, San Francisco, 1999.P.
34ـ محمد نبيل نوفل: مرجع سابق- ص 165.
35- Ryan, Steven and others: The Virtual University-The Internet 23J and Resource Based Learning, London, Kogan.  نقلا عن سليمان عبد ربه وعزة الحسيني (2002) مرجع سابق.ص 182
36ـ احمد سالم : تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني- مكتبة الرشد - الرياض (2004) .
37ـ سعاد بنت فهد الحارثي: مرجع سابق. ص11
38ـ سعاد بنت فهد الحارثي: مرجع سابق.ص12
39ـ رشدي طعيمة: التعليم الإلكتروني والجامعات الافتراضية - ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر السنوي الثالث "التعليم عن بعد ومجتمع المعرفة، متطلبات الجودة واستراتيجيات التطوير - مرجع سابق.ص2.
40ـ إبراهيم عبد الله المحيسن: التعليم الإلكترونى ترف أم ضرورة - ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مدرسة المستقبل في الفترة من 16-17/8/1423ﻫ جامعة الملك سعود. ص2
http://www.ksu.edu.sa/seminars/futareschool/papers Almosa paper.rtf . 20-5/2007.
41ـ محمد نبيل نوفل: مرجع سابق- ص 166-167.
42ـ أنظر:
  - محمد محمد الهادي: التعليم الإلكتروني عبر شبكة  الإنترنت - الدار المصرية اللبنانية - القاهرة - 2005- ص 100.
ـ محمد سعيد حمدان: مرجع سابق - ص9
ـ سعاد بنت فهد الحارثي: مرجع سابق.
ـ محمد عبد الحكيم طنطاوى: مشروع الجامعة المصرية كصيغة جديدة للتعليم عن بعد - مجلة كلية التربية - جامعة الزقازيق - العدد 39- سبتمبر 2003. ص9.
43ـ محمد سعيد حمدان: مرجع سابق- ص 8 ـ 9.
44ـ المرجع السابق: ص6.
45ـ محمد محمود زين الدين: مرجع سابق. ص 6-5.
46ـ محمد نبيل نوفل: مرجع سابق ص167
47ـ المرجع السابق: ص167.
48ـ محمد محمد الهادي: مرجع سابق- ص 109-112.
49-Skolnik M: The Virtual University and Professoriate, in Jnayatulloh, S, Gidley, J. (eds): The University in Transition, Bergin, Garvy west port USA. 2000. PP. 61-64.
50ـ رشدي طعيمة: مرجع سابق- ص4.
51ـ محمد سعيد حمدان: مرجع سابق. ص6.
52ـ المرجع السابق: ص7.
53ـ محمد محمد الهادي: مرجع سابق. ص 118-120.
54ـ عبد الله بن عبد العزيز الموسى: التعليم الإلكتروني، مفهومه، خصائصه، فوائده، عوائقه، ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مدرسة المستقبل في الفترة من 16-17/8/1423 جامعة الملك سعود ص11.
55ـ بيل جيتس : مرجع سابق. ص 299
56ـ عبد الله بن عبد العزيز الموسى ـ مرجع السابق: ص11
57ـ المرجع السابق: ص11.
58ـ المرجع السابق: ص13.
59ـ المرجع السابق: ص13.
60ـ زمزم بنت سيف بن سالم اللمكى: التعليم الإلكتروني في الدول النامية مرجع سابق. http://www.mohe.gov.om/NewElearning.asp
61ـ عبد الستار أبو غدة: مرجع سابق، ص10.
62ـ عبد الله بن عبد العزيز الموسى: مرجع سابق، ص19.
63ـ زمزم بنت سيف بن سالم اللمكى: مرجع سابق.
64ـ بيل جيتس : مرجع سابق.ص،317.
إشكالية جودة المعلومات فى المواقع الإلكترونية    لمزيد من المعلومات عن*
يمكن الرجوع إلى:
ـ أعراب عبد الحميد: إشكالية جودة المعلومات في المواقع الإلكترونية مجلة العربي ـ العدد الأول 2005 http://www.arabcin.net/arabiaall/2005/12.html
ـ عبد الرشيد بن عبد العزيز حافظ: مصادر المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت : معايير مقترحة للتقويم ـ مجلة cybrarians  العدد العاشرـ سبتمبر2006متاح فىhttp://www.cybrarians.info/journal/no10/resources.htm
65ـ مركز التعليم والتدريب الإلكتروني: ضبط الجودة في التعليم الإلكتروني.
66ـ عبد الله بن ميران الرئيس: مرجع سابق، ص11.
67ـ البنك الدولي: مرجع سابق. ص37.
68ـ المرجع السابق: ص37.
69ـ زمزم بنت سيف بن سالم اللمكى: مرجع سابق.
70ـ بيل جيتس : المرجع السابق.ص318
71ـ عبد الله بن ميران الرئيسي: مرجع سابق، ص9.
72ـ المرجع السابق: ص10.
73ـ لمزيد من التفاصيل عن توزيع مضيفي الإنترنت وسكان العالم بحسب الأقاليم وفق إحصاءات عام 1999.
أنظر:- البنك الدولي: مرجع سابق ص17، 18:
-                                      OECD: Education Policy Analysis, Education and skills, Paris 2001 P. 149.
74ـ عبد الله بن ميران الرئيسي: مرجع سابق، ص9.
75ـ المرجع السابق: ص10.
76ـ عبد الله بن ميران الرئيسي: مرجع سابق: ص11.
77ـ البنك الدولي: مرجع سابق، ص41.
78ـ زمزم بنت سيف بن سالم اللمكى مرجع سابق.

هناك تعليق واحد: