الخميس، 5 ديسمبر 2013

الخدمات الطلابية في مصر زمن الأيوبيين والمماليك





 
 

 كلية التربية
  قسم أصول التربية
الخدمات الطلابية في مصر زمن الأيوبيين والمماليك

مجلة دراسات تربوية واجتماعية – المجلد الأول – العدد الثاني -  كلية التربية – جامعة حلوان – يونيو 1995 .
اعداد
أ.د/جمال على الدهشان

الخدمات الطلابية فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك
مقدمة:
يمثل عصر الأيوبيين والمماليك والذى امتد بين أواخر القرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى) وأوائل القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى) الحلقة الثالثة والأخيرة من تاريخ مصر فى العصور الوسطى الإسلامية الممتدة فى الفترة الزمنية الواقعة بين الفتح العربى بمصر (21هـ / 641م) والغزو العثمانى لها (923هـ / 1517م) (1).
وقد حرص المؤرخون على الجمع بين الدول الأيوبية ودولة المماليك (البحرية الجراكة) فى وحدة متكاملة لأن التغيرات التى حدثت لمكانة مصر السياسية والاقتصادية والدينية والعلمية ووضعها فى العلم الإسلامى وتنامت مع قيام الدولة الأيوبية ظلت فى نمو حتى أواخر حكم دولة السلاطين المماليك ومن ناحية أخرى أبقى المماليك بعد سقوط الدولة الأيوبية وقيام دولتهم على النظم والأوضاع المألوفة عن السلاجقة التى أحضرها الأيوبيون معهم إلى مصر وطبقوها فيها لأول مرة منذ الفتح العربى لهم فالمماليك لم يرثوا أملاك ونفوذ الدولة الأيوبية فى مصر فحسب بل ورثوا عنها أركان سياستها ونظمها الداخلية وهو ما جعل من حكم هاتين الدوليتن وحدة متكاملة ذات طابع خاص فى تاريخ مصر فى العصور الوسطى الاسلامية (2).
ولقد اكتسب تاريخ مصر خلال هذه الفترة طابعاً لهم ملامحه المميزة ذلك أن الأمر يقتصر على استعادة مصر لوجهها السلمى بسقوط الدولة الفاطمية وقيام دولة بنى أيوب بل كانت مصر طوال هذه الفترة حصن الإسلام الحصين وقلب المقاومة الإسلامية ضد القوة المعادية للإسلام خاصة ضد الصليبييون والمغول فصلاح الدين الأيوبى مؤسس الدولة الأيوبية لم يرث عن سيده نور الدين محمود دولته فى مصر والشام فحسب بل أهم من ذلك ورث عنه سياسته فى تجميع القوى الإسلامية فى الشرق الأدنى للنهوض بحركة جهاد كبرى ضد القوى المعادية للإسلام وهذه السياسة نفها هى التى تمسك بها سلاطين المماليك (3).
        ومما تجدر الإشارة إليه أن عصر الأيوبيين والمماليك لم يكن عصر نشاط حربى فحسب بل كان أيضاً عصراً حضارياً واسع النطاق شمل النواحى السياسية والاقتصادية والدينية والعليمة وأدى إلى قيام نهضة علمية كبيرة فى مصر شملت الآداب والعلوم والفنون وبلغت أوجهها فى عصر سلاطين المماليك حتى أن بعض المؤرخين قد أطلق عليها النهضة الثانية فى الإسلام (4).
ولقد توفرت للحركة العلمية الزاهرة التى شاهدتها مصر فى زمن الأيوبيين والمماليك عوامل عديدة ساعدت على ازدهارها لعل من أهمها ما عرف عن حب وتقدير سلاطين الأيوبيين والمماليك وامرائهم للعلم والعلماء وما قدموه من تسهيلات وإعانات وهبات ورعاية لطلاب العلم وما تمتع به طلاب العلم فى ذلك العصر من خدمات عديدة نحن الأن فى أمس الحاجة للتعرف عليها وتوضيحها وبيان دورها فى ازدهار الحركة العليمة فى ذلك العصر.
والواقع أنه على الرغم من أهمية الخدمات الطلابية وضرورتها لنجاح العملية التربوية، فإن الدراسات التى تناولت هذا الجانب الهام من جوانب العملية التربوية ما زالت محدودة وقليلة منها دراسة فوزى سليمان (1970) (5) والتى سعت إلى دراسة الخدمات الاجتماعية لطلاب الجامعات فى كل من مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ودراسة خالد الحيدر (1986) (6) عن تقييم الخدمات الطلابية بجامعة الملك فيصل من وجهة نظر الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة، ودراسة جون (1986) (7) عن الخدمات الطلابية بكلية التربية بجامعة توليدو، ودراسة كانجان (1986) (8) عن الخدمات الطلابية بكليات شمال شرق تايلاند ودراسة محمد ابراهيم طه خليل (1988) (9) عن جوانب الرعاية الطلابية بجامعة طنطا، ودراسة عبد العزيز الدعيج (1994) (10) عن وجهة نظر أولياء الأمور فى الخدمات التربوية والتعليمية التى تقدمها مدارس التعليم العام للطلبة بدولة الكويت، هذا بالإضافة إلى بعض التقارير التى تكتبها بعض الجهات الرسمية، وهو ما يتطلب ضرورة أن نولى ها الجانب التربوى الهام مزيداً من البحوث والدراسات، ليس اعتماداً فقط على دراسة واقع هذه الخدمات أو مقارنة ما يقدم من جانب خدمات طلابية فى مصر بغيره من الدول الأخرى، لكن بالإضافة إلى ذلك لابد من دراسة ما قدم لطلاب العلم من العصور التى شهدت نهضة علمية وفكرية واسعة النطاق.
مشكلة الدراسة
تتحدد مشكلة الدراسة الحالية فى محاولة الإجابة عن التساؤلات التالية:
1.     ما معنى الخدمات الطلابية؟ وما مجالاتها؟ وما أهميتها بالنسبة للعملية التربوية، ولإعداد الطالب العام اعداد متكاملاً؟
2.     ما أحوال المجتمع المصرى فى عصر الأيوبيين والمماليك؟ وما علاقة ذلك بالخدمات التى قدمت لطلاب العلم؟
3.     ما أهم ملامح النظام التعليمى فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك، وارتباط ذلك بالخدمات التى قدمت لطلاب العلم؟
4.     ما الخدمات التى قدمت لطلاب العلم فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك؟
5.     ما أهم الجوانب التى يمكن الاستفادة منها فى مجال الخدمات الطلابية فى الوقت الحالى؟
هدف الدراسة
       تسعى الدراسة الحالية إلى التعرف على الخدمات التى قدمت لطلاب العلم فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك، ومدى ارتباط هذه الخدمات بالظروف السياسية والاقتصادية والدينية والعلمية فى ذلك العصر فى محاولة للاستفادة من ذلك فى التأكيد على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب الهام من جوانب العملية التعليمية والعمل على تطوير هذه الخدمات فى مجتمعنا.
أهمية الدراسة
تكمن أهمية الدراسة فى النواحي التالية:
1.    أنها تتناول جانباً من الجوانب التى تسهم بدور كبير فى العملية التربوية وتساعد على تنمية شخصية الطلاب تنمية شاملة متوازنة، فمن الأمور الهامة فى أي نظام تعليمى ما يتعلق بالخدمات الطلابية التى تؤثرها المؤسسة التعليمية، وفى مقدمتها خدمات الإقامة والترفيه والرعاية الاجتماعية والصحية للطلاب (11).
2.    أنها تتناول هذه الخدمات فى عصر من عصور الهيبة بالنسبة لمصر الاسلامية فى العصور الوسطى فهو – عصر الأيوبيين والمماليك لم يكن عصراً من العصور الهادئة أو الخامدة فى التاريخ ,وإنما كان عصر حركة دائمة ونشاط دائب، فى الخارج حياة صاخبة حافلة بالتيارات الاقتصادية والدينية والاجتماعية والعلمية (12).
3.    أنه ما يزيد من أهمية هذه الدراسة قلة الدراسات التى تناولت هذا الجانب الهام من حوانب العملية التربوية.
حدود الدراسة
تقتصر حدود الدراسة على فترة حكم الأيوبيين والمماليك لمصر، والتى بدات بسقوط الخلافة الفاطمية بمصر وتولى صلاح الدين الأيوبى الحكم، واستمرت حتى الغزو العثمانى لمصر، وهى تشمل الفترة الزمنية والواقعة بين (565هـ / 1169م) (922هـ / 1517م) وقد شملت هذه الفترة دولتين:
1.    الدولة الأيوبية: وهى التى امتد حكمها الفترة الزمنية من (565هـ / 1169م) إلى (648هـ / 1250م).
2.    الدولة المملوكية وهى التى امتد حكمها الفترة الزمنية من (648هـ / 1250م) إلى  (922هـ / 1517م) ويقسم المؤرخون هذه الفترة إلى دولتين:
-       دولة المماليك الترك أو البحرية: امتد حكمها من (648هـ / 1250م) إلى (784هـ / 1381م)
-       دولة المماليك الجراكة أو البرجية: أمتد حكمها من (784هـ / 1381م) إلى (922هـ / 1381م) كما تقتصر الدراسة فى تناولها للخدمات الطلابية على المجالات الآتية:
1.    خدمات الاقامة والسكن                2. خدمات التغذية والاعانات المالية.
3.    الخدمات المكتبية                     4. الخدمات الصحية والوقائية والعلاجية.
5.خدمات التوجيه والإرشاد الطلابي.
منهج الدراسة
اعتمدت الدراسة على منهج البحث التاريخى فى محاولة للتعرف على أهم الخدمات الطلابية فى عصر الأيوبيين والمماليك، وربطها بالقوى التى أثرت فيها خلال هذا العصر، وذلك بالجوع إلى المصادر الأولية التى تناولت ذلك العصر، وكذلك الاستعانة بالمصادر الثانوية ذات الصلة بالموضوع.
خطوات الدراسة
فى ضوء تساؤلات الدراسة واهدافها سارت خطتها وفق خمس خطوات على النحو التالى:
أولاً: الخدمات الطلابية، مفهومها، أهميتها، مجالاتها
كلمة خدمة تعنى مجهود أو مجهودات هادفة تبذل لتحقيق فائدة أو منفعة او لإيقاف ضرر واقع أو محتمل الوقوع.
والواقع أن مصطلح الخدمات الطلابية يرتبط بغيره من المصطلحات الأخرى مثل مصطلح الرعاية، المساعدات الطلابية والخدمات التعليمية والمدرسية... وغيرها، وإن كانت هذه المصطلحات تختلف فى بعض جوانبها عن مصطلح الخدمات الطلابية.


أهمية الخدمات الطلابية
تمكن أهمية الخدمات الطلابية فى النواحى التالية:
1.    الخدمات الطلابية ضرورة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية.
فتعدد وتنوع معاهد التعليم، وتوزيعها فى كل أرجاء المجتمع مدنه وقراه، ويسر وبساطة التحاق الطلاب بهذه المعاهد، مع تقديم بعض الاعانات والهبات لهم. اضافة إلى تقديم بعض الاستثمارات النفسية والاجتماعية... وغيرها من الخدمات الطلابية، تجعل فرص التعليم فى متناول الجميع فقراء وأغنياء، ومن أهل البلاد أصليين أم من الوافدين عليها، وتجعلها مكفولة لكل طالب علم وراغب فيه (16)، وهو يحول دون ضياع فرص التعليم على أحد أو تحديدها أو التأثير فيها بسوء، ويجعل من مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية أمراً واقعا ملموساً.
والواقع أن توفير بعض الخدمات لطلاب العلم فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك قد جعل فرص التربية والتعليم متاحة لكل أفراد المجتمع، طالما كانت لدى الفرد القدرة والاستعداد الشخصى لعملية التعليم، وأن الفقر لم يقف عاتقاً أمام الراغب فى العلم والساعي إليه.
2.    الخدمات الطلابية وسيلة لتحقيق النمو المتكامل للطلاب.
فالخدمات الطلابية يمكن أن تسهم فى تهيئة الظروف المناسبة لزيادة عمليات التعليم والتعلم، وتوفير فرص واسعة وكثيرة للمواقف والعلاقات الاجتماعية المرغوبة، واتاحة الفرصة الكافية للتوجيه الفردى والجماعي...وغيرها من الأمور التي تسهم فى نمو الطلاب نمواً سليماً متكاملاً عقلياً وجسمياً وروحياً واجتماعياً.
كما أن الأنشطة الطلابية التى توفرها المؤسسة التعليمية تسهم فى تزويد الطلاب بطائفة من القدرات المهارات التى يمكن أن تفيدهم في حياتهم المقبلة، ولعل ذلك هو ما دعى استين إلي التأكيد أن كثيراً من القادة في إدارة الأعمال والصناعة والحكومة كانوا من قبل قواد في كلياتهم وكثيراً من الممثلين الناجحين تلقوا خبراتهم الأولى في مسرح الكلية.
3.    الخدمات الطلابية تعين على التحصيل الدراسي وتحقيق الأهداف المتوخاة من المؤسسة التعليمية.
تلعب الخدمات الطلابية بجوانبها المختلفة التي تقدم دوراً هاماً في زيادة قدراتهم علي التحصيل الدراسي من خلال توفير الظروف المناسبة لعمليات التعليم والتعلم حتى يتمكن كل طالب من الاستفادة من برامج التعليم التي تقدمها المؤسسة التعليمية إلي أقصى حد ممكن بغض النظر عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية له والتي يكون لها في الغالب تأثيراً واضحاً علي عملية التأثير الدراسي.
فنظام الداخلية في المدارس الذى كان سمة مميزة لمدارس مصر طوال عهد الأيوبين والمماليك ساعد عل توفير الجو العلمي المناسب للطلاب والمعلمين لينقطعوا لطلب العلم بعد أن تكفل مؤسس المدارس بتوفير ما يلزم للمقيمين بها من المأكل والملبس بجانب ما يتقاضونه من معاليم شهرية.
4.    الخدمات الطلابية وسيلة هامة في حل المشكلات الاجتماعية للطلاب ووسيلة لحمايتهم من الانحراف.
يواجه المتعلم فى بداية التحاقه بالمؤسسات التعليمية للعديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتعليمية تتمثل فى مشكلات الشعور عند بدء التحاقه بهذه المؤسسات وهو ما أطلق عليه البعض (صدمة المدرسة) والمشكلات الناجمة عن التغرب والبعض عن الأسرة خاصة الطالب الجامعى والمشكلات الخاصة بكيفية قضاء وقت الفراغ والاشتراك فى الأنشطة الطلابية بالإضافة إلى المشكلات المالية ومشكلات الإقامة والاستذكار خاصة بالنسبة للطلاب والفقراء والمغتربين (23).
والخدمات الطلابية التى توفرها المؤسسات التعليمية المختلفة تعين الطالب على التغلب على معظم هذه المشكلات من خلال ما تقدمه هذه المؤسسات للطلاب من إعانات مالية وقروض ومن خدمات الإقامة والتغذية بالإضافة إلى خدمات التوجيه والإرشاد النفسى والأكاديمى التى يتم من خلالها توجيه النصح لهم فى ما يتعلق بمشاكلهم الصحية والشخصية وتوجيههم فى دراساتهم ومساعدتهم على تحقيق الانسجام فى حياتهم الدراسية وتجنبهم الوقوع فى بعض الانحرافات الاجتماعية والأخلاقية.
·        مجالات الخدمات الطلابية:
إن الدارس لتاريخ التربية بصفة عامة والمؤسسات التربوية بصفة خاصة سيجد أن النواحى المتعلقة للخدمات الطلابية لم تكن خافية على الراعين الأوائل للتعليم فحينما أسست المؤسسات التعليمية وجدت بعض النظم لإعالة طلابهم وتوفير بعض الظروف لتمكينهم من التحصيل العلمي والنمو المتكامل وقد أخذت هذه المؤسسات تطور من خدماتها الاجتماعية على مر العصور متخذة فى ذلك طابعاً للحياة التعليمية يتفق وحاجات طلابها ورغباتهم حيث تعددت هذه الخدمات فشملت النواحى المادية والترفيهية والثقافية والصحية وأنشئت لذلك أقسام وإدارات خاصة مزودة بالأخصائيين فى مختلف هذه النواحى (24)  .
فالخدمات الطلابية مجالاتها متعددة ويمكن أن تشمل النواحي التالية:
1.    خدمات الإقامة والتغذية.
وتتمثل هذه الخدمات فى ما توفره الدولة أو أفراد المجتمع من مساكن الطلاب لاقامة الطلاب خاصة المغتربين جغرافياً، وذوى الظروف الخاصة (الفقراء - المعرقين)، بأجور رمزية وأحياناً مجاناً وفيما توفره أيضاً من مطاعم تقدم لهم الغذاء مجاناً، أو بأقل من ثمن تكلفته، وتتحمل الدول الفرق من مميزاتها أو من تبرعات بعض أفراد المجتمع.
2.    الخدمات المالية والعينية.
وتتمثل فيما تقدمه الدولة أو أفراد المجتمع للطلاب من مساعدات مالية لتغطية بعض نفقات تعليمهم كثراء الكتب، سداد رسوم الاقامة فى المدن الجامعية، سداد الرسوم الدراسية، كما تتمثل فى منح الطلاب المتفوقين مكافآت دراسية لتشجعهم على التفوق الدراسى، إضافة إلى الخدمات التى تقدم ذوى الفئات الخاصة والتى تتمثل فى شراء أطراف صناعية وكراسي متحركة، ودرجات للمعوقين، وبعض الخدمات العامة للمكفوفين من قراءة وتسجيل ودروس ومحاضرات على شرائط كاسيت ...وغيرها.
3.    الخدمات الصحية العلاجية والوقائية.
وتتضمن هذه الخدمات الفحص الطبى الشامل من كل طالب مستجد خلال أيامه بالمؤسسة التعليمية، وتقديم المشورة الطبية له عندما يطلبها وتقديم العلاج أو إجراء العمليات الجراحية له فى حالة مرضه.
بالإضافة إلى الاستشارات النفسية للطلاب المعتلين نفسياً، مع الاحتفاظ بسجل كامل للحالة الصحية والبدنية للطالب خلال فترة دراسته.(25) إضافة إلى خدمات التوعية للوقاية من الأمراض.
4.    خدمات التوجيه والإرشاد الطلابى.
وتعتبر تلك جوهر الخدمات الطلابية وعصبها الحيوي، لما تقدمه من خدمة طلابية شاملة متكاملة تساعد الطلبة على تحقيق أعلى درجة من النمو والتوافق السري النفسى، الاجتماعى الأكاديمى، والمهني. (26) إذ تشمل إبداء النصح للطالب عند اختيار تخصصه أو مواد دراسته والتعرف على أسباب نشله أو عدم تقدمه فى الدراسة. ثم إرشاده إلى تجنب ذلك مستقبلاً، بالإضافة إلى المشورة فى المدن الجامعية بواسطة اللأخصائي النفسي والأجتماعي والأكاديمى والمهنى أو أحد أعضاء هيئة التدريس، وذلك من خلال المشرفين فيها، أو الريادة الطلابية (27).
5.    الخدمات المكتبية.
تعد الخدمة المكتبية من أهم الخدمات التى يمكن أن تقدمها المؤسسات التعليمية للطلاب، فالملكتبة عصب التعليم المتطور، وضرورة أساسية من ضروياته (38)، فهي تيسر للطلاب فرص الإطلاع على مجموعة واسعة متنوعة من الكتب، وتعين الطلاب على تحصيل دروسهم، وتزيد من رصيدهم الثقافي والعلمي وقد أجمع الرأى على أن المكتبات هى القاعدة الصلبة التى يمكن ان تقوم عليها مختلف الجهود الثقافية فى أى مجتمع من المجتمعات (29). وتزداد أهمية المكتبات مع ارتفاع اسعار الكتب وصعوبة إقتناء الكثيرين لها.
وانطلاقاً من أهمية المكتبات تحرص كل مؤسسة تعليمية على وجود مكتبة بها، تضم العديد من المؤلفات والدوريات المحلية والعالمية، والتى لا غنى للطالب عن الرجوع إليها، ها بالإضافة إلى المكتبات المتخصصة الملحقة ببعض الأقسام والتخصصات.
وتوفر المكتبات مجموعة من الخدمات للمترددين عليها، حيث تضم عدداً من القاعات للإطلاع الداخلى كما أنها تقوم بتسهيل خدمات الاعارة الخاجية تحت شروط معينة، كما يتوافر بكل مكتبة مجموعة من الأخصائيين يسهمون بدور كبير فى توجيه روادها نحو الاستفادة من كل ما يوجد بها من كتب ومراجع (30).
ثانياً: أحوال المجتمع المصري زمناً الأيوبيين والمماليك، وعلاقتها بالخدمات الطلابية:
إن التعرف على الخدمات الطلابية فى زمن الأيوبيين والمماليك لا يمكن أن يتم بصورة صحيحة دون التعرف على الأحوال السياسية والاقتصادية والدينية التى سادت المجتمع المصري وتركت بصماتها على مختلف جوانب الحياة فى ذلك العصر من خلال التعرف على النواحى التالية:
1.    الأحوال السياسية
جاءت الدولة الايوبية وليدة أحداث الحروب الصليبية، وعاصرت أشد الحروب ضراوة وعنفاً فقد وضع عماد الدين زنكى أساس حركة الجهاد ضد الصليبيين – الذين اتخذوا من الدين ستاراً لإخفاء ما تنطوي عليه المطامع والأغراض السياسية والتجارية والاستعمارية لهم – ودعا إلى توحيد جهود المسلمين وإلى نبذ ما بينهم من منازعات، ثم حشد الجهود لقتال الصليبيين، وسار على نهجة ابنه نور الدين ثم صلاح الدين الأيوبى(31).
وقد تحققت الوحدة الإسلامية زمن صلاح الدين الأيوبى بفضل ما أفاده من جهود سابقيه، وبما أسهم به هو وأسرته فى بناء هذه الرحلة إدراكه ما للخلافة من قوة روحية فى تحقيق غرضه، يضاف إلى ذلك ما التمسه من الوسائل فى كسب الانصار، بما بذله من الاقطاعات، وبما اتصف به من العفو عن أخطاء خصومه، وبما جري عليه من التزام أحكام الدين فى سياسته، فضلاً عما اشتهر به من السخاء والمروءة.
كما ظهرت دولة المماليك في إحداث وأخطار جسمية أحاطت بالعالم الإسلامى من كل جانب تمثلت فى استيلاء المغول على العراق وسقوط الخلافة العباسية فى بغداد من ناحية، وتدهور أحوال المسلمين فى الاندلس من ناحية أخرى، والهجمات الصليبية الشرسة من ناحية ثالثة، كل هذه الظروف والأحداث ألقت بثقلها على الدولة الأيوبية والمملوكة فى مصر، وأصبحت أنظار المسلمين فى كل مكان مشدودة إليها (32).
وجعلت الاهتمام بالجيش والأسطول والعناية الفائقة بهما أول ما أستأثر بجهود الحكام فى ذلك العصر، فدور جيوش مصر وأساطيلها فى ذلك العصر، لم يتوقف عند حد الدفاع عن البلاد وحماية حدودها، وإنما تخطى ذلك إلى القضاء على الخطر فى متابعه، فخرجت الحملات من مصر إلى آسيا الصغرى وأقليم الجزيرة شمالاً، وإلى دولة النوبة المسيحية جنوباً وإلى  شبه الجزيرة العربية شرقاً فى حين غزت الاساطيل المصرية قبرص ورودس، وقامت بدورها فى تأمين البحرين الأبيض والأحمر (34).
والواقع ان هذه الأوضاع كانت سبباً رئيسياً فى تجمع صفوة العلماء فى مصر، ذلك ان الاتصال بمصر لم يكن ضرورياً فى شئون الحرب والسياسة فقط، بل كان ضرورياً فى عالم التجارة والاقتصاد، وأمر لا غنى فيه فى النواحى العلمية والتعليمية (35) وهذا الأمر انعكس بدووره، على ما قدم لطلاب العلم من خدمات وتسهيلات تتعلق بالإقامة والتغذية وحسن الرعاية والتوجيه انطلاقاً من أن التعليم والعلم كان أحد الأسلحة التى استخدمها سلاطين الأيوبيين والمماليك للتغلب على واجههم من أخطار.
ب. الأحوال الاقتصادية
تمتعت مصر فى هذا العصر بمركز اقتصادى مرموق، نتيجة لازدهار التجارة الداخلية بهذا والانتعاش الذى شمل جميع مرافق الحياة من زراعة وصناعة وتجارة، ذلك ان عصر الأيوبيين والمماليك لم يكن عصر نشاط حربى فقط، بل كان أيضاً نشاطاً حضارياً واسع النطاق، حيث غذت مصر فيه قبلة التجارة العالمية والمعبر الرئيسي لتجارة الشرق فى طريقها إلى الغرب، كما اسهمت الحروب الصليبية بشكل واضح تنشيط التبادل التجاري بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي، فنشطت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين جمهوريات ايطاليا التجارية من ناحية ومصر من ناحية أخرى، مما عاد على مصر بثروة ضخمة ساعدت على ازدهار الصناعات وانتعاش العلوم والفنون، وإقامة المنشآت الدينية مما لا يزال بعضها يشهد على عظمة عصر فى من أزهى عصورها (36).
ولقد كان نتيجة ذلك الانتعاش الاقتصادى أن رصد الأمراء والأعيان زمن الأيوبيين والمماليك العقائد الدول الفاطمية الشيعية فى مصر، من خلال اتخاذ معاهد التعليم مراكز لنشر المذاهب الدينية، نبتذر ما استخدمها الفاطميون للدعاية للمذهب الشيعى، قام الأيوبيين والمماليك باستخدامها لمحاربة هذا المذهب والدعوة للمذهب السني، بجعلها مراكز لتدريس الحديث وقفة أهل السنة والجماعة (38) وقد تطلب ذلك إقامة العديد من المساجد والزوايا والجرامع والمدارس ساهم فى إقامتها السلاطين والأمراء والأثرياء من أبناء الشعب، ووفروا للمتردين عليها من الطلاب العديد من الخدمات.
على أن الظاهرة الواضحة التى أتصفت بها الحياة الدينية فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك هى ظاهرة انتشار التصوف والتى بدأت تزداد وضوحاً فى العصر الأيوبى، ولم تلبث هذه الظاهرة أن أخذت تنتشر فى مصر حتى تركت أثراً واضحاً فى الحياة الاجتماعية فضلاً عن الحياة الدينية والتعليمية فى عصر المماليك، وقد اهتم سلاطين الأيوبيين والمماليك وأمراؤهم بإنشاء منازل وبيوت للصوفية أطلق عليها الخانقاوات والربط والزوايا (39) .
ولعل ما يجب الإشارة إليه أن الدين لم يكن بمعزل عن الحياة السياسية والاقتصادية في المجتمع المصري زمن الأيوبيين والمماليك، فقد كان القادة الحقيقيون هم علماء الإسلام متمثلين فى رجال العلم والقضاء على اختلاف مذاهبهم، فقد كان هؤلاء العلماء هم الذين يشورون لتصحيح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويتصلون بالحكام، ويصطدمون معهم، وكان الشعب المصرى أكثر طاعة لعلمائه وقضاته من غيرهم من الملوك والسلاطين، فقد كان العلماء هم الزعماء والمصلحين، الذين يدافعون عن حقوق الشعب ويبصرونه بهذه الحقوق، وكانت السلطات الحاكمة تستجيب للعلماء، والفقهاء لأسباب كثيرة منها أن سلاطين الأيوبيين والمماليك كانوا يعتمدون على الفقهاء، ورجال العلم فى الدعوة إلى الجهاد ضد الأعداء، وحث الناس على البذل والعطاء قبل المعركة، كما كان هؤلاء يشتركون بأنفسهم فى الحروب للتحريض على القتال، وتبصير الجنود بمعنى الجهاد، وبث الروح المعنوية بينهم. (40) هذه المكانة للعلم والعلماء جعلت الحكام والأمراء يغدقون على العلماء والطلاب لتمكينهم من أداء دورهم فى تعليم العلم وتعلمه.
الأحوال العلمية والفكرية
       كانت مصر فى عصر السلاطين الأيوبيين والمماليك محور النشاط علمي وفكري كبير جاء مصاحباً للنشاط الدينى والاقتصادى المزدهر خلال ذلك العصر، ولعل ذلك هو ما أكده ابن خلدون (808هـ)، بقوله نحن لهذا العهد نرى أن العلم والتعليم انما هو بالقاهرة من بلاد مصر، كما أن عمرانها مستبحر، وحضارتها مستحكمة منذ آلاف من السنين، فاستحكمت فيها الصنائع وتفتت، ومن جملتها تعلم العلم (41)، كما أشار السيوطى ت (911هـ) إلى أن مصر فى ذلك العصر أصبحت منبع العلم، ومحل سكن العلماء، ومحط رجال الفضلاء 420.
والواقع أن مظاهر النشاط العلمى فى ذلك العصر، لا تتمثل فقط فى تلك العمائر التى شيدوها فى مصر من مساجد ومدارس وخانقاوات، ووكالات واسبلة، مازالت نماذج منها باقية حتى اليوم، ولكن تتمثل أيضاً فى ذلك التراث الرائع الضخم، الذى خلقه العلماء والفقهاء والأدباء فى مؤلفاتهم التى مازالت تعتبر فى طليعة مراجع البحوث والدراسات فى شتى ألوان الثقافة الإسلامية، هذا بالإضافة إلى الاسهامات التى تدعمها علماء هذا العصر فى مجال علوم الطب والفلك والكيمياء والفيزياء والرياضيات والحيوان والنبات والجيولوجيا (43) وقد توافر للحركة العلمية فى ذلك العصر عدة عوامل داخلية وخارجية ساعدت مجتمعه على ازدهارها لعل من أهمها ما جيل عليه كثير من سلاطين الأيوبيين والمماليك وأمرائهم من إقامة العديد من المنشآت الدينية والتعليمية، وحبس الأوقاف عليها مما كان سبباً فى الإكثار من طالب العلم ومعلمه بكثرة جرايتهم منها (44)، ولعل فى ذلك ما يفسر قول ابن بطوطة ت (779هـ) وأما المدارس بمصر فلا يحيط أحد يحصرها لكثرتها (45) وما ذهب القلقشندى ت (821هـ) من أنه قد بني في مصر من المدارس ما ملأ الاخطاط وشحنها (46) هذا بالإضافة إلى اجلال السلاطين والأمراء للعلم والعلماء، ومشاركتهم فى تحصيله حيث كانت مجالس السلاطين والأمراء فى الغالب حافلة بالعلم والعلماء باعثة على المشاركة والمناقشة فى الأمور الدينية والثقافية (47). ولعل الدارس لتاريخ الملوك الذين تعاقبوا على مصر من ملوك بنى أيوب يوشك ألا يصادف فيهم ملكاً قليل العناية بالعلم، أو فاترا فى تشجيع أهله تقريبهم إليه، بل أوشك أن يكون كل واحد من هؤلاء شاعراً أو فقيها أو محدثاً أو إذ تصانيف ونحو ذلك، فصلاح الدين الأيوبى (1169 / 1193م) مثلاً اهتم الطلبة اهتماماً كبيراً حيث كان يوفر لهم كل ما يحتاجون من مساكن يأوون إليهاويوفر لهم الخبز الذي يوزع عليهم كل يوم, ورتب لهم المدرسين في مختلف العلوم, وهيأ لهم الرعاية الصحية, وفي هذا يقول ابن جبير ت (614هـ) اتسع اعتناء السلطان بهؤلاء الغرباء الطارئين حتى أمر بتعيين حمامات يستحمون فيها متى احتاجوا إلي ذلك, ونصب ماريستانا لعلاج من مرض منهم ووكل لهم أطباء يتفقدون أحوالهم وتحت أيديهم خدام يأمرهم بالنظر في مصالحهم,(48) كما ذكر أيضاً ابن جبير (خلال رحلة زار فيها مصر في عهد صلاح الدين)أن من يطلب العلم يجد الأمور المعينات وأولها فراغ البال والسكن الذي يأويه والمعلم الذي يعلمه الفن الذي يريده والأجير الذي يقوم بأحواله (49), كما وصف المقريزي ت(845هـ) بعض سلاطين الأيوبيين (السلطان الكامل1218- 1238 هـ) بأنه كان يحب أهل العلم ويؤثر مجالستهم وعنده شغف بسماع الحديث النبوي .... وكان يناظر العلماء وعنده مسائل غريبة من فقه ونحو يمتحن بها فمن أجاب عنها قدمه وحظى عنده وكان يبيت عنده بالقلعة جماعة من أهل العلم فينصب لهم أسرة ليناموا عليها بجانب سريره ليسامره (50). وعلي نفس الدرب سار سلاطين المماليك فكما كانوا تلاميذه بني أيوب في الدين والحرب السياسة, كانوا كذلك تلاميذهم في تشجيع العلم والعلماء ورعايتهم وإن كان البعض يرى أنهم لم يكن لهم باع واسع في المشاركة الفعلية في الحركة العلمية كما فعل بنو أيوب (51) والشواهد الدالة علي ذلك كثيرة منها قول المقريزي مترجماً المؤيد الشيخ (1412 – 1421م) كان يحب اهل العلم ويجالسهم ويجل الشرع النبوي ويذعن له (52).
وقول ابن تغري ت(874هـ) مترجماً الظاهر جقمق (1438 – 1453م) كان معظماً للشريعة محباً للفقهاء وطلبة العلم وكان يقوم لمن يدخل عليه من الفقهاء والصلحاء كائناً من كان (53) وقول ابن إياس ت (930هـ) مترجما الأشرف قيتباي (1468 – 1496م) كان يعظم العلماء عارفاً بمقام الناس ينزل كل واحد منزلته (54) والواقع أن هذا الإهتمام بالعلم والعلماء وطلاب العلم قد أسهم بصورة واضحة في توفير العديد من الخدمات لطلاب العلم شملت نواحي الإقامة والتغذية وحسن التدريس والتوجيه وغيرها.


ثالثا: ملامح النظام التعليمي في مصر زمن الأيوبيين والمماليك, وإرتباطها بالخدمات الطلابية.
اتضح مما سبق أن الأيوبيين اقاموا دولتهم علي أنقاض الدولة الفاطمية التي استطاعت بوسائلها المختلفة أن تبسط سلطانها السياسي والروحي علي مصر ما يزيد علي قرنين من الزمان من (358هـ / 968م) إلي (565هـ / 1169م) وكان التعليم من الوسائل التي لجأ إليها الفاطميون في توطيد سلطانهم (55), كما إتضح أنه بقدر اهتمام الفاطميين بالتعليم واتخاذ معاهد التعليم مراكز لنشر المذاهب الدينية وللدعاية للمذهب الشيعي, كان اهتمام الأيوبيين والمماليك بالتعليم واتخاذ معاهدة مراكز لمحاربة هذا المذهب والدعاية للمذهب السني (56).
فمع انتقال مصر من حكم الفاطميين إلي حكم الأيوبيين ظهر عهد جديد يختلف في نظمه وسياسته عن العهد الذي سبقه وتميز بسياسة سنية أدت هذه السياسة إلي قيام الكثير من المؤسسات التعليمية والتي أخذت في التطور والنمو طوال العصر الأيوبي وجاء العصر المملوكي ليجد نظاماً تعليمياً مكتمل النضج خلفه له عصر الأيوبيين فالشكل الذي عرفه نظام التعليم في العصر المملوكي ما هو إلا امتداد لذلك النظام في العصر الأيوبي الذي أورثه إياه (57), ولعل ملامح هذا النظام يمكن أن تتضح من خلال استعراض المؤسسات التربوية ودور العلم التي تنافس السلاطين والأمراء والأعيان في مصر زمن الأيوبيين والمماليك علي بنائها, وما وفرته هذه المؤسسات من خدمات للمترددين  عليها ومن هذه المؤسسات ما يلي:-
1.    المكاتب أو الكتاتيب:
أنتشر بناء هذه المكاتب علي نطاق واسع في مصر زمن الأيوبيين والمماليك, وكانت تقوم مقام مدارس المرحلة الأولى في وقتنا الحالي وكانت مهمتنا الأساسية تحفيظ القرآن الكريم بالاضافة الي تعليم القراءة والكتابة وعرفت مصر في تلك الفترة نوعين من :
-       المكاتب:
أ‌.         المكاتب الأهلية أو الخاصة وهي التي يقيمها من وجدوا في أنفسهم القدرة علي أتخاذ التعليم حرفة يتفوقون منها ويتعلم فيها الصبيان بأجر معلوم لاصحابها.
ب‌.     المكاتب العامة أو مكاتب الأيتام أو مكاتب الأسبلة : وهي التي كان قيامها مرهوناً بأصحاب المناصب والجاه في الدولة من سلاطين وأمراء ووجهاء وتجار وعلماء ابتغاء مرضاه الله وثوابه, وقد حظى هذا النوع من المكاتب بعناية فائقة طوال العصرين الأيوبي والمملوكي وكان التعليم فيها مكفولاً بدون أجر للأيتام والمعدمين (الفقراء) وابناء البطالين (المتقاعدين) من الجند ما لم يبلغوا حد البلوغ وقد كفل لهم نظامها معاليم عينية ونقدية تصلح لما يحتاجونه أثناء دراستهم في المكتب من ألواح ومحابر وأقلام ومداد وفضلاً عن الكساء والفرش وما يبذل لهم في المواسم والأعياد والكعك والسكر والحلوى والفاكهة والأضحيات (58).
وعلي الرغم من أن المعلوم الذي يتناوله الطفل كانت تختلف قيمته من مكتب لآخر طبقاً لشروط الوقت إلا أن هذا المعلوم كان في الغالب خير عون للطفل وربما لأسرته التي غالباً ما تكون فقدت عائلتها علي مواصلة الحياة لحين بلوغ الطفل وقدرته علي الاكتساب (59).
2.    المدارس:
شهدت مصر في بداية العصر الأيوبي اهتماماً عظيماً بإنشاء المدارس لتكون مراكز للتعليم ينتشر من خلالها المذهب السني كما حظيت المدارس في عهد المماليك بنفس القدر من الاهتمام ولقد كان وراء اهتمام الأيوبيين والمماليك بإنشاء العديد من المدارس والعناية بها أسباب ودوافع عديدة منها:
أ‌.         إن المدارس في هذا العصر اتخذت سنداً ودعاية لتقوية نفوذهم السياسي وركيزة لتقوية وضعهم الداخلي في مصر بانتصارهم للمذهب السني (60).
ب‌.     حب الأمراء والسلاطين والأعيان للعلم والعلماء وتشجيعهم له حني أصبح من المعتاد طوال عصر الأيوبيين والمماليك أن يكون من آثار السلطان مدرسة أو أكثر كما لو كانت هذه المدارس من مظاهر السلطة وشعارها (61), فصلاح الدين الأيوبي بني سنة (566هـ/ 1170م) مدرستين هما الناصرية للشافعية والقمحية للمالكية وهو لا يزال وزير للعاضد وفي أثناء سلطنته بنيت السيوفية للحنفية.... وغيرها, وقلده في ذلك خلفاؤه في دولته السلاطين فضلا عن الأمراء والتجار وغيرهم (62), مما أدى إلي زيادة عدد المدارس حتى بلغ عددها بالقاهرة حوالي سنة (600هـ) ثلاث عشرة مدرسة (63), وعلي نفس الدرب سار سلاطين وأمراء وأعيان المماليك من ذلك بناء الظاهر بيبرس (1260- 1279م) للمدرسة الظاهرية والمنصور قلاوون (1376 – 1380م) لمدرستي تربة أم الصالح والمنصورية المؤيد شيخ (1412- 1421م) للمؤيدية.... وغيرها من المدارس الكثيرة (64).
ج. كان هناك سبب ثالث وراء الإكثار من بناء المدارس وترتيب الأوقاف للصرف من ريعها علي المدرسين والطلبة, تعلق هذا السبب بالحياة السياسية الداخلية وما اتسمت به من عدم استقرار خاصة في عصر المماليك إذ أن الأمراء بل والسلاطين أنفسهم كانوا يتعرضون لحوادث المصادرة والسجن, مما جعلهم يرون في الأوقاف وسيلة وملجأ يلجئون إليه عند الضرورة وضماناً لذريتهم من بعدهم وهو ما أكد عليه ابن خلدون بقوله أن أمراء الترك في دولتهم يخشون عادية سلطانهم علي من يتخلفونه من ذريتهم لما له عليهم من الرق أو الولاء ولما يخشى من معاطب الملك ونكباته فاستكثرا من بناء المدارس والزوايا والربط, ووقفوا عليها الأوقاف المغلة يجعلون فيها شركاً لولدهم بنظر عليها أو نصيب منها (65).
وكانت المدرسة في ذلك الوقت مؤسسة كاملة تشمل علي المكان المعد لإلقاء الدروس والمسكن الذي يبيت فيه الطلاب والمدرسين, والرواتب التي تغنيهم عن طلب الدنيا وتضمن انقطاعهم لطلب العلم مع توفير المدرسين الأكفاء المتفرغين لتعليم الطلبة وخزانة الكتب التي يرجع إليها المدرسون والطلاب ولاسيما الفقراء منهم, ولذلك رتب لكل مدرسة بعض الأراضي والعقارات للصرف من ريعها علي مصاريف المدرسة ودفع رواتب المدرسين والطلبة وغيرهم من العاملين بالمدرسة (66).
3.    المساجد:
عرفت مصر هذا النوع من المؤسسات التعليمية منذ أنشأ (عمرو بن العاص) الجامعة فيها (67), وعلي الرغم من أن التدريس بالمساجد قد تأثر بعض الشيء وواجه فترة من الركود النسبي نظراً لاهتمام الأيوبيين بإنشاء العديد من المدارس التي انتقلت إليها قيادة الحياة التعليمية في تلك الفترة نظراً لما كان يصرف فيها من المرتبات النقدية والعينية بالإضافة إلي السكن المجاني في كثير من المدارس (68), فإنه ما لبث أن تغير الحال طوال العصر المملوكي وأخذت حركة بنيان المساجد وعمارتها تضطرد, بحيث كان منها وفي القاهرة وحدها مالا يكاد يحصى فضلاً عن سائر مدنها وقراها (69) .
وإذا كانت المساجد قد أقيمت أساساً للعبادة فإنها كانت تؤدي وظيفة تعليمية إلي جانب ما كان يؤدي فيها من شعائر العبادة مع وجود المدرسة بل لعلها تفوقت آنذاك علي المدرسة بما اختصت به من ميزات من بينها كثرة المنتفعين بالعلم فيها والحرية المطلقة بالنسبة للمدرسين والطلبة في اختيار مناهج الدراسة وأسلوبها وأوقاتها (70), وقد أجمل ابن الحاج ت (837هـ) هذه الميزات في مدخله قائلاً : وأفضل مواضع التدريس المسجد لأن الجلوس للتدريس إنما فائدته أن تظهر به سنة أو تخمد به بدعة أو يتعلم به حكم من حكام الله (تعالى) علينا يحصل فيه هذا الغرض متوافراً لأنه موضع مجتمع الناس رفيعهم ووضيعهم, عالمهم وجاهلهم إذ المدرسة لا يدخلها في الغالب إلا أحاد الناس بالنسبة للمسجد لأنه ليس كل الناس يقصد المدرسة وإنما يقصد أعمهم المساجد (71) .
ولقد حظيت كثير من المساجد في مصر زمن الأيوبيين بنشاط فكري وعلمي ملحوظ واتخذت صورة الجامعات الإسلامية من هذه المساجد والجوامع (الجامع الأزهر – جامع عمرو – جامع ابن طولون – جامع الحاكم) وغير ذلك كثير ولقد كانت سبل الإعاشة بالنسبة للمجاورين والمترددين علي هذه المساجد تختلف عنها في المدارس إذ أن الطلبة في المدارس يتلقون المعاليم الشهرية التي تعينهم علي معيشتهم والاستمرار في طلب العلم أما حالة الطلبة المجاورين فإنهم يقومون بنفقة أنفسهم إلا ما يقوم به أرباب الأموال والإحسان من الصدقة بأنواع البر من الأموال والأطعمة والحلوى لاسيما إعانة للمجاورين (72).
4.    والبيمارستانات:
البيمارستان كلمة فارسية مركبة من كلمتين "بيمار" بمعني مريض أو عليل أو مصاب و"سنان" بمعني مكان أو دار فهي إذن دار المرضى أو المصحة (73), والبيمارستانات كانت إلي جانب كونها مصحات لعلاج المرضى مراكز لتعليم الطب وممارسته ولعل ذلك توضيحه وثيقة وقف السلطان قلاوون علي البيمارستان المنصوري في العصر المملوكي الذي يعد من أعظم المستشفيات والكليات في تاريخ مصر الإسلامية (74).
       وقد أسهمت هذه المؤسسات في تقديم خدمات الرعاية الصحية للمترددين عليها كما قدمت خدمات صحية أخرى للطلاب وأفراد الشعب في منشئاتهم الدينية والتعليمية (75).
5.    المكتبات :
كان من ثمار النهضة الثقافية في مصر زمن الأيوبيين والمماليك الاهتمام بالمكتبات والعناية بالكتب وجمعها حيث حظي الكثيرين من العلماء والأمراء علي حد سواء بمكتبات عامرة محتوية علي فروع من المعرفة متعددة كما كانت هناك بعض المكتبات الملحقة بالمكاتب والمدارس والجوامع والمساجد والخوانق والزوايا وقد حبست عليها وتولي أمورها الخزان والنظار (76), وكذلك وجت مكتبات أو خزانات خاصة كثيرة فى ذلك العصر منها مكتبة كبيرة فى قلعة الجبل (77) بمصر وقد كانت المكتبات بمثابة مدارس للتعليم ومؤسسات ينفق عليها السلاطين والأمراء والأثرياء والعلماء لينتشر العلم بين الناس، خصوصاً فى ذلك الزمن الذى لم تكن فيه الطباعة موجودة وكانت الكتب تنسخ على أيدى نساخ متخصصين فى هذا العمل مما جعل ثمن الكتاب مرتفع جداً، فيتعذر على طالب العلم أو العالم الفقير شراؤه (78).
ولقد لعبت المكتبات دوراً هاما فى ارساء قواعد النهضة الثقافية الكبرى فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك، وقدمت خدمات متميزة للطلاب والمعلمين، عملت على حفظ التراث والحضارة الإسلامية، واسهمت فى تخريج عدد كبير من مشاهير الفلاسفة والفقهاء والأدباء والمؤرخين والعلماء وغيرهم.
6.    المؤسسات الصوفية:
اتضح مما سبق عند الحديث عن الأحوال الدينية – أن التصرف قد انتشر فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك واتسع نطاقه، وشايع كبير من السلاطين والأمراء بمصر حركة التصوف واستتبع انتشار التصوف وكثرة الصوفية ان عدد البيوت التى خصمت للصوفية وأطلق عليها خوانق وربط زوايا، والتى وإن اختلقت فى أسمائها إلا أنها جميعاً قامت لغرض واحد (79) فالخوانق جمع خانقاه وهى كلمة فارسية معناها البيت أو الدار التى يختلى فيها الصوفية لعبادة الله تعالى، وغالباً كان يقوم بإنشائها أحد السلاطين أو الأمراء أو غيرهم من ذوى اليسار والتقوى؟ ترتيب بعض الأوقاف للصرف من رعها على من ينزل فيها من الصوفية (80) .
والزاوية كلمة مأخوذة من الفعل انزوى وبمعنى اتخذ ركناً من أركان المسجد للاعتكاف والتعبد وأنشئت الزوايا أول الأمر ملحقة بالمساجد، ثم تطورت إلى أبنية صغيرة للصلاة والعبادة يتخذها أحد المشايخ المشهورين بالتقوى والصلاح سكناً له، ولمن يرد عليه من العابرين ويقوم بالوعظ والارشاد لمن يتردد عليه من الناس، وكذلك تطلق الزاوية على الرباط الذى تنشئه إحدى الفرق الصوفية (81) اما الربط فهى جمع رباط وهو البناء المحصن الذى يقام قرب الحدود، إلا أن الرباط يطلق أيضاً على الدار التى يسكنها اهل طريق الله، والربط بهذا الوصف لا يتعدى أن يكون هو الأخر زاوية أو خانقاة (82).
ولقد ادت هذه المؤسسات وظائف تعليمية وإصلاحية بجانب قيامها بوظيفتها الأساسية: وظيفة التصوف فبجانب كونها أماكن للإنقطاع للعبادة كانت مراكز علمية تحتوى على مكتبات تضم كتباً تراثية متنوعة وتلقى فيها دروس الفقه والحديث والقراءات ويتدارس فى خلواتها كثير من العلوم كالتصوف والطب والنحو والصرف وغيره كله بحسب جهده وطاقته وإلمامه بأطراف هذه العلوم (83).
كما وجدت بجانب المؤسسات السابقة مؤسسات أخرى عديدة مثل بيوت العلماء وحوانيت الوراقين وقصور السلاطين والأمراء ومجالسهم ....وغيرها وقد وفرت كل هذه المؤسسات خدمات عدسدة للطلاب شملت جوانب كثيرة وهو ما سوف نوضحه فى السطور التالية:
رابعاً: الخدمات التي قدمت لطلاب العلم فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك:
ادى اهتمام أمراء وسلاطين ذلك العصر بالعلم وطلابه إلى توفير العديد من الخدمات لهم والتى يسرت لهم سبل العلم وطريق المعرفة منذ المرحلة الأولى وحتى نهاية التعليم ذلك أن اهتمام المجتمع المصرى فى ذلك العصر بالتعليم انطلاقاً من النظرة الشاملة بالتعليم لم يقتصر على تنظيم شئونه من حيث اللوائح ومواد الدراسة والعلاقة بين المعلمين والطلاب والعلاقة بين الطلاب وبعضهم بل امتداد اهتمامهم ليشمل النواحى الصحية والاجتماعية للطلاب فضلاً عن الاهتمام بالناحية النفسية لهم وإسداء النصائح التى تكفل لهم حسن الرعاية والتربية (84).
1.    خدمات الإقامة المجانية:
امتدت رعاية المجتمع فى ذلك العصر لطلاب العلم لتشمل بالإضافة إلى توفير مؤسسات التعليم المجانية توفير المساكن لإقامة طلاب العلم بها خاصة الفقراء والغرباء والنازحين من مختلف أرجاء العالم الإسلامى الذين يعز عليهم الحول على المأوى اللازم والقوت الضرورى وفى ذلك يشير مصطفى شيخة إلى أن مساكن الطلبة كانت من اهم الوحدات المعمارية التى يجب توافرها فى المنشأة التعليمية بقصد إقامة الطلبة فيها ولضمان عدم انقطاعهم عن العملية التعليمية بها وكانت هذه المساكن فى أحيان كثيرة تقع فى طوابق متعددة (85).
ويلخص أحمد فكرى عناصر المدرسة فى فترة العصر الأيوبى أربعة عناصر رئيسية هى الأواوين والبهو او الفناء المكشوف أما العنصر الثالث فتمثل فى بيوت الطلبة بالمدارس وهى عبارة عن غرفة صغيرة الحجم بعضها من طابق واحد ومعظمها من طابقين ويختلف عددها وشكلها من مدرسة لأخرى تبعاً لحجم المدرسة إضافة إلى الوحدات الثانوية الأخرى المطلوبة فى المدرسة كخزانات الكتب وقاعات الدروس وتناول الطعام وغير ذلك من المنافع الضرورية للمقيمين بالمدرسة (86).
كما حرص مؤسسو المدارس فى العصر المملوكى على توفير المساكن اللازمة لإقامة الطلاب والمدرسين بهذه المدارس حتى أن بدر الدين بن جماعة ت (33هـ) قد اشار فى حديثه عن المدارس التى عاصرها أن هذه المدارس قد وفرت للطلاب الذين كانوا ينزلون بها للدراسة الإقامة فى بيوتها (87).
وقد اختلفت مساكن الطلاب فى جودتها من مدرسة إلى أخرى فذكر المقريزى فى خططه أن بعض المدارس كانت مساكنها من الجودة بحيث يتشاحن الطلاب على السكن فيها ففى حديث عن المدرسة الصاحبية البهائية قال " كانت من اجل مدارس الدنيا وأعظم مدرسة بمصر يتنافس الناس من طلبة العلم فى النزول بها ويتشاحنون فى سكني بيوتها حتى يصير البيت الواحد من بيوتها يسكن فيه الإثنان من طلبة العلم والثلاثة " (88)، أما المدرسة الظاهرية التى انشأها (السلطان بيبرس) فقد كان للناس فى سكناها رغبة عظيمة ويتنافسون فيها تنافسا يرتفعون فيه إلى الحكام (89).
وللمزيد من استفادة الطلاب من خدمات الإقامة وضع منشئو المدارس قواعد عديدة تنظم السكن فى تلك المساكن الداخلية بحيث تراعى حالة الساكن الصحية واختيار المسكن الملائم له كما روعى المستوى الأخلاقى للطلبة عند اختيار اماكن سكناهم بالمدرسة بما يضمن العلاقة الطيبة بين جميع الساكنين..وغيرها الكثير.
ولقد كان الدافع الأساسى وراء وضع هذه القواعد الرغبة فى توفير أكبر قدر من الهدوء والسكينة للقاطنين بالمدرسة حتى يتفرغوا للدراسة والبحث وإقامة شعائر دينية هذا بالإضافة إلى المحافظ على سمعة المدرسة ونظامها من خلال القواعد التى ارتبطت بسلوك ساكنى المدرسة خارج مبناها (90).  
2.    خدمات التغذية والإعانات المالية:
شملت الخدمات الطلابية فى ذلك العصر بالإضافة إلى خدمات الإقامة والسكن توفير التغذية المجانية والمساعدة المالية للطلاب فى كل شهر من شهور السنة على امتدادها من خلال ما سمى فى ذلك الوقت معلوم الطالب (91). الذى كان ينص عليه فى الغالب فى وثيقة أو كتاب الوقف الخاص بالمؤسسات التعليمية ويبدو ان هذا المعلوم لم يكن موحداً بالنسبة للطلبة كلهم وغنما كان يختلف حسبما يراه ناظر الوقف من التسوية والفضل وهو ما أدى فى كثير من الأحيان إلى إثارة التحاسد والتضاهد بين الطلبة (92)، وفيما يلى بعض المعاليم التى كانت تصرفها بعض معاهد التعليم للطلبة والتى تشير بصورة واضحة إلى ما وفره المجتمع فى ذلك العصر من عناية ورعاية لطلاب العلم (93), المدرسة الصرغتمشية التى اسسها الأمير صرغمتش الناصرى فى مصر (757هـ) كان يصرف للطالب فيها خمسة وخمسون درهما نقرة كل شهر ورطلان ونصف زيت طيب كل شهر ورطلان من الصابون كل شهر وفى شهر رمضان من كل سنة يصرف لكل طالب رطلان من السكر ويصرف فى كل سنة فى وقت أوان البطيخ والعنب لكل طالب ثلاثة دراهم نقرة وبالإضافة لكل ما سبق كان يصرف على الطلبة فى عيد الأضحى ما يراه الناظر فى ذلك.
-       فى جامع ابن طولون رتب الأمر يلبغا العمرى (767هـ) درس للحنفية فى الجامع وقرر لكل طالب من الأصناف فى الشهر أربعين درهماً وإردباً من القمح.
-       فى خانقاه شيخو التى أنشأها الأمير سيف الدين شيخو العمرى (757هـ) كان معلوم الطالب فيها كل يوم الطعام واللحم والخبز وفى كل شهر الحلوى والزيت والصابون.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الإيرادات غير الثابتة للأوقاف قد ترتب عليها تغير المعلوم وبالتالى المستوى المعيشى للطلاب والمعلمين حيث كان يتذبذب بين فترة واخرى من علو إلى انخفاض وبالعكس (94).
3.    الخدمات المكتبية:
شكلت الخدمات المكتبية جانبا هاما من جوانب الخدمات الطلابية فى العصر الأيوبى والمملوكى، لأن الكتب فى ذلك العصر لم تكن متيسرة ولم يكن باستطاعة الكثيرين اقتناءها نظراً لارتفاع أثمانها وقلة الموجود منها لأن معظم الكتب كانت مخطوطات تعتمد فى كتابتها على النسخ اليدوية (95). وكانت أثمان مواد الكتابة من ورق وجلد ورق وغير ذلك مرتفعة ولذلك فتوفير هذه الخدمات للطلبة جنب كثير منهم جشع تجار الكتب ومغالاتهم فى أسعار شرائها واستئجارها والتى وصلت إلى حد أن أحد التجار كان إذا احتاج شخص ما كتاباً معيناً احضره له وأوهمه أنه استأجره من شخص أخر ولا يمكنه منه إلا إذا دفع إيجاره يومية للكتاب وقد تصل إلى ثمنه أو أزيد منه (96).
الواقع أن عدم قدرة معظم الطلبة على دفع ثمن الكتاب أو ثمن إعارته جعل للمكتبة أو خزانة الكتب أهمية بالغة فى حياة الدارسين وعنصراً أساسياً فى النظام التعليمي فبدونها لا يستطيع الطلبة الإطلاع على شئ إلى ما يمليه عليهم أساتذتهم ولكن وجودها اتاح لهم فرصة البحث والإطلاع ومعارضة ما يدرسون على آراء الفقهاء والعلماء كما اتاح لهم وجودها حرية القراءة والبحث فى فروع العلوم المختلفة بصرف النظر عما إذا كانت تدرس لهم من عدم كما أتاحت المكتبة لهم الإطلاع مسبقاً على الدروس التى سيقوم المدرسون بشرحها أو إملائها عليهم الأمر الذى يعين على سرعة الفهم والتجاوب مع الأساتذة (97).
وإنطلاقاً من تلك الاهمية قل أن توجد مدرسة فى العصر الأيوبى والمملوكى دون أن يحوى تصميمها المعمارى خزانة للكتب (98) كما لم يقتصر وجود خزانة الكتب على المدارس وحدها بل وجدت فى المساجد والجوامع والخوانق والزوايا...وغيرها من المؤسسات التعليمية والدينية كما حرص الأمراء والسلاطين على إنشاء مكتبات خاصة فى قصورهم وكذلك العلماء والفقهاء والأدباء وكانوا يتنافسون فى جمع الكتب والمخطوطات النادرة والمصاحف بها(99).
كذلك حرص الواقفون انطلاقا من أهمية المكتبة على المحافظة على خزانة الكتب وتزويدها بالكتب وتخصيص المبالغ المالية اللازمة لإمدادها بالأوراق والأقلام لصيانة وترميم الكتب لأن نسخ الكتب كان يمثل جهداً شاقاً باهظ التكاليف بالإضافة غلى خوفهم من ضياعها نتيجة للإهمال وسوء الاستعمال والسرق (100).
ولضمان حسن أداء الخدمة المكتبية توفر فى كل خزانة الكتب مجموعة من الموظفين القادرين على تنظيم الكتب ورعايتها والمحافظة عليها فضلاً عن خدمة المترددين عليها من طلبة العلم كان من اهمهم الخازن والذى يشرف عليها والمسئول عن كتبها وتنظيم العمل بها وفقاً للشروط التى يعينها له الواقف (101).
ونظرا لما كان لهذه الوظيفة من أهمية فى حياة الطلاب والمشتغلين بالعلم فقد أشترط الواقفون فيمن يشتغل بهذه الوظيفة أن يكون متمتعا ببعض الصفات والمهارات تتمثل فى الأمانة والتدين وسعة الإطلاع والدراية بشئون الكتب ومعرفة محتوياتها ومصنفاتها واحياناً كان تعيين الخازن يتم بموافقة طلبة العلم المنتفعين بالمكتبة (102). كما كان يتولى هذه الوظيفة في أحيان كثيرة أحدى العلماء أو الأدباء ليكون عوناً للطلبة والباحثين ويمكنه إرشادهم للكتب والمراجع (103).
4.    الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية:
لم يهمل مؤسسوا المؤسسات التعليمية فى العصر الأيوبى والمملوكى الرعاية الطبية الشاملة للطلاب والمدرسين ومن معهم من أصحاب الوظائف فى المؤسسة سواء كانوا من المقيمين بها أو المقيمين خارجها ولم يقتصر اهتمامهم بهذا الجانب على ما تقدمه البيمارستانات بل حرصوا على تقديمها الرعاية الصحية لها فى مؤسساتهم ولذلك اشترطوا على الأطباء الحضور يوميا إلى المؤسسة لمعالجة من يمرض من أرباب الوظائف أو طلبة العلم سواء كانوا مقيمين بالمؤسسة أو خارجها وفى كافة الأحوال لا يكلف المريض بالحضور إلى الطبيب بل يشترط الوقف ضرورة توجه الطبيب إلى المريض حيث سكنه ومن ذلك ما جاء فى وثيقة وقف السلطان حسن بن قلاوون (137هـ / 1251م) أن على الناظر أن يرتب رجلين مسلمين أحدهما عارف بالطب خبير بمعالجة الأبدان والثانى عارف بصناعة الكحول على أن كلا منهما يحضر فى كل يوم إلى المكان المذكور ويداوى ومن يحضر إليها من الطلبة وارباب الوظائف ممن ليس له سكن بالمكان ومن مرض من المقيمين بالأماكن المذكورة أعلاه يوجه الطبيب إليه فى مكان إقامته ولا يكلف المريض الحضور إلى الطبيب ويرتب الناظر رجلاً جرائحياً مجبراً يحضر فى كل يوم إلى المكان المذكور ويفعل نظير ما شرط على الكحال (طبيب العيون) والطبيب ما عليه (104).
الواقع فى الخدمات الصحية فى ذلك العصر لم تقتصر على النواحى العلاجية فقط ولكنها امتدت بالإضافة إلى ذلك إلى الخدمات الوقائية والتى تمثلت فى عزل المرضى خاصة فى حالة الأمراض المعدية والاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة والاعتدال فى الأكل والشرب.
حيث حرص الواقفون ومؤسسو المؤسسات التعليمية والدينية على عزل المريض من طلبة العلم أو من ارباب الوظائف خاصة إذا كان مرضهم من الأمراض المعدية ورأفة بهم شرطوا لهم أن يتناولوا مرتباتهم حتى شفائهم أو وفاتهم مثال ذلك ما جاء فى وثيقة وقف السلطان برسباى (1422 – 1437م) وان لا يترك فى الوظائف المذكورة أحد به عاهة من جذام أو برص فإن حدث والعياذ بالله تعالى بأحد من أرباب الوظائف المكورة شئ من ذلك وحدث له مرض يعجزه عن القيام بوظيفته أجرى عليه معلومه له إلى حين عافيته أو وفاته (105).
 كما كانت توجيهات المربين فى ذلك العصر للمعلمين بضرورة الاهتمام بنظافة الكتاب والأدوات المستخدمة فيه منعاً للتلوث المسبب للأمراض فإشترطوا أن يكون لمسح الألواح موضع طاهر مصون نظيف وان يمنع المعلم الصبيان مما اعتاده بعضهم من أنهم يمسحون الألواح أو بعضها ببصاقهم وذلك لا يجوز لأن البصاق مستقذر (106), كما قدموا العديد من التوجيهات التى تتعلق بنظافة الثوب واليدين أثناء الكتابة ونظافة وصيانة الكتب وغيرها وكذلك نظافة الأمكنة التى يقضى بها التلاميذ حاجتهم ونظافة وطهارة الماء الذى يشربون منه خلال اليوم المدرسى (107).
كذلك أشار المربون إلى أن من مسئولية المعلم تجاه تلاميذه تقديم العون لهم فيما يتعلق بحل مشكلاتهم الصحية وإرشادهم إلى ما يصلح لهم من الغذاء من حيث نوعه وكميته وإلى أهمية الرياضة البدنية لحفظ الصحة وتحقيق تعلم جيد (108).
5.    خدمات التوجيه والإرشاد الطلابى:
لم يهتم منشئوا المؤسسات التعليمية فى عصر الأيوبيين والمماليك بتقديم خدمات الإقامة والتغذية والرعاية والصحة فقط ولكن إمتدت الخدمات بالإضافة إلى ما سبق ذكره إلى خدمات التوجيه والإرشاد الطلابي والتى تكثلت فى مساعدة المتعلم على أختيار ما يناسبه من خبرات ومعارف وعلوم التى يسعى إلى تعلمها وإراده إلى ما يصلح منه فإذا اختار المتعلم فناً من الفنون ليدرسه وأخطأ فى تقدير استعداداته كان المعلم يوجهه إلى ما يناسبه وما يستطيع فيه استخدام إمكاناته إستخداماً فعالاً وتوجيهه إلى أفضل الطرق المذاكرة والتحصيل والمساعدة فى حل مشكلاته الاجتماعية بالإضافة إلى تهيئة الجو التعليمي الخالى من الإنفعالات الهائجة الضارة والمواقف المؤلمة (109).
ما تجدر الإشارة إليه أن عبء تقديم هذه الخدمات كان يقع على عاتق المعلم وهو ما دعا المربين فى ذلك العصر إلى القول بضرورة مراعاة المعلم لمثل هذه الأمور فعلى المعلم كما يرى ابن جماعة أن علم أو غاب على ظنه أنه (المتعلم) لا يفلح فى فن اشار عليه بتركه والإنتقال إلى غيره مما يرجى فيه إصلاحه (110) كما أن من صميم مسؤلياته إرشاد طلابه إلى خير الطرق تعليم وتوجيههم إلى كيفية اكتساب عادات صالحة للتحصيل كتخصيص وقت معين للاستذكار ومكان معين أيضاً للإستذكار فعنده أن "أجود الأوقات للحفظ الأسحار, وللبحث الأبكار, وللكتابة وسط النهار, والمطالعة والمذاكرة الليل" (111). وعنده أيضا أن أجود أماكن الحفظ الغرف وكل موضع بعيد عن الملهيات (112). كذلك أشار أبن جماعة إلى أن من مسئوليات المعلم وواجباته أن يسعى فى مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما يتيسر عليه من مال وجاه عند قدرته على ذلك (113). هذا بالإضافة إلى دعوة المعلم إلى نبذ القسوة فى معاملة تلاميذه والرفق بهم ومعاملتهم بمكارم الأخلاق من طلاقة الوجه وإنشاء السلام وكظم الغيظ وكف الأذى (114).
والواقع أن هذه التوجيهات لم تكن أمورا نظرية فقط ولكنها تعبر عن واقع فعلى حيث حرت الكتب التاريخية من الأدلة الواضحة على المعاملة التى كان يعامل بها المدرسون الطلبة فها هو العالم نجم الدين الخيوشانى الذى عين صلاح الدين على المدرسة الصلاحية كان يعامل الطلبة معاملة الأب لأبنائه ويحاول تقصى أخبارهم والسؤال عن مشاكلهم ومحاولة حلها حتى يتفرغوا لطلب العلم وقد خرج فى بعض الليالى يطوف على بيوت الطلبة فنظر من الباب فرأى صاحب الخلوة وقد وضع الكتاب من يده وأنشد الطالب بعض أبيات الشعر فلما أصبح النهار سأل الخيوشانى الطالب عما به وأخبره بما سمعه منه فى الليلة السابقة وفى ذلك دلالة على أن المعلم لم يكن يهتم فقط بإلقاء الدروس وإنما بأحوال الطلبة النفسية (115).
خامساً: الجوانب التى يمكن الاستفادة منها فى مجال الخدمات الطلابية فى الوقت الحالى:
اتضح مما سبق أن الخدمات الطلابية فى العصر الأيوبى والمملوكى كانت تشكل جزءاً أساسياً من النظام التعليمى فى لك العصر حيث حرص السلاطين الأمراء والأعيان فيه على توفير العديد من الخدمات لطلاب العلم حتى يتفرغوا لطلبه فإهتموا بتوفير ما يحتاجونه من معلمين متفرغين ومكتبات زاخرة بالكتب ومساكن يأوون إليها وأطعمة توزع عليهم وأطباء يتفقدون أحوالهم وخدم يأمرونهم بالنظر فى مصالحهم...وغير ذلك كثير, الأمر الذى يتطلب ضرورة التفكير بجدية وإعادة النظر فيما يقترحه ويدعو إليه البعض من منطلق ترشيد مجانية التعليم أو البحث عن بدائل جديدة لتمويل التعليم من ضرورة التخلي عن بعض ما يقدم الطلاب من خدمات من خلال العمل على تقليلها أو قصارها على فئات دون غيرها كالمدن الجامعية أو التغذية أو العلاج أو العمل على رفع أسعار تقديم هذه الخدمات زيادة الرسوم المدرسية المقررة على الطلبة فرض بعض الرسوم على الدخول بعض المكتبات الجامعية وكذلك العمل على إعادة النظر فى نظام مكافآت التفوق ودعم الكتاب الجامعى ....وغيرها من المقترحات التى يمكن أن تحرم بعض الطلاب من هذه الخدمات.
خضعت معظم الخدمات الطلابية فى مصر زمن الأيوبيين والمماليك لمجموع من القواعد والضوابط الإدارية والخلقية بما جعلها تسهم بصورة واضحة فى اداء الهدف الذى وضعت من أجله فقد وضع منشئو المدارس فى ذلك العصر مجموعة من القواعد تنظم السكن فى مساكنها سواء ما تعلق منها بالأشخاص الساكنين أما ما تعلق بصيانة المسكن ذاته والواقع أننا فى حاجة الآن إلى الأستفادة من مثل هذه القواعد فى المدن الجامعية أو المساكن الداخلية ببعض المدارس والتى لا يلتزم ساكنوها من الطلبة بالضوابط الخلقية التى تكفل الهدوء والراحة للجميع وفوض الدخول والخروج منها وإليها وضعف الرقابة واللامبالاة احياناً وكذلك الحال بالنسبة للخدمات المكتبية والخدمات الصحية والوقائية والعلاجية.
أشارت الدراسة أيضاً إلى النهضة التعليمية التى شهدها المجتمع المصرى فى ذلك العصر كان ورائها ما تمتع به طلاب العلم فى ذلك العصر من خدمات عديدة شملت الإقامة والتغذية والصحة وغيرها ولذلك فتطوير النظام التعليمى والاهتمام به لابد أن يتم فى ضوء هذا الفهم بمعنى أنه لا يمكن أن تتم عملية التطوير هذه دون تقديم أنواع مختلفة من الخدمات لرعاية الطلاب فى مراحل تعليمهم خاصة أن عدم كفاية الخدمات الطلابية يمثل جانباً من سلبيات التعليم فى مجتمعنا.
مثل الجهد الأهلى "الأوقاف" الجزء الأكبر من تمويل الخدمات الطلابية فى ذلك العصر وكان الدافع الدينى أحد الدوافع الهامة وراء هذا العمل كما من مصادر تمويلها الأمر الذى يدعونا إلى العمل على تشجيع الجهد من مصادر الأهلى لتوفير الخدمات الطلابية وذلك من خلال تشجيع الجمعيات الأهلية للعمل فى هذا المجال وتوعية أفراد المجتمع بأهمية تعاونهم لتقديم هذه الخدمات.
شكل الدور الإجتماعى والإصلاحى الذى قام به علماء ومفكرى هذا العصر فى الدفاع عن حقوق الشعب ومصالح الوطن خاصة فى أوقات الحروب الصليبية وحروب المغول دوراً هاماً فى تمتع العلماء والفقهاء بمكانة مرموقة ومتميزة لدى الحكام وأفراد الشعب هذه المكانة جعلت الحكام والأمراء بل وأفراد الشعب خاصة الأغنياء يغدقون عليهم وعلى طلابهم الأموال والهبات لتمكينهم من أداء دورهم فى تعليمهم لعلم وتعلمه, الأمر الذى يؤكد السبيل نحو زيادة اهتمام المتسع بالعلم وطلابه هو حسن قيام العلماء بدورهم الإصلاحى فى المجتمع فى الوقت الحالى.
              

   



مراجع الدراسة وهوامشها
·       يمثل الولاء والطولونيين والإخشيدين الحلقة الأولى، وتمثل الدولة الفاطمية الحلقة الثانية من تاريخ مصر فى العصور الوسطى الإسلامية
1.    سعيد عبد الفتاح عاشور: مصر فى عصر الأيوبيين والمماليك فى كتاب: تاريخ مصر الإسلامية، تحرير عبد العظيم رمضان – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1993 – ص 345 – 348.
2.    المرجع السابق: ص 348.
3.    المرجع السابق:ص 349
4.    المرجع السابق: ص 350
·       لمزيد من التفاصيل عن هذه العوامل يمكن الرجوع إلى:
-       محمد كمال عز الدين: الحركة العلمية فى مصر فى دولة المماليك الجراكة – عالم الكتب – بيروت – 1990 – ص 15 – 26.
-       محمد محمد أمين: الأوقاف والحياة الاجتماعية فى مصر – دار النهضة العربية – القاهرة – 1980 ص223 – 260.
-       سعيد عبد الفتاح عاشور: المجتمع المصري فى عصر سلاطين المماليك – دار النهضة العربية – القاهرة – 1962 ، ص 141 – 142.
-       محمد عبد الرحيم غنيمة: تاريخ الجامعات الإسلامية الكبرى – المغرب – 1953، ص91 – 92.
5.    فوزى يوسف سليمان: الخدمات الاجتماعية لطلاب الجامعات فى الجمهورية العربية المتحدة وكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية " دراسة مقارنة – رسالة ماجستير غير منشورة – كلية التربية – جامعة عين شمس – 1970.
6.    محمد إبراهيم طه خليل: دراسة للرعاية الطلابية بجامعة طنطا ودورها فى تحقيق أهداف الجامعة رسالة ماجستير غير منشورة – كلية التربية – جامعة طنطا – 1988.
9.       عبد العزيز الدعيج: الخدمات التربوية التى تقدمها مدارس التعليم العام للطلبة من وجهة نظر أولياء أمروهم بدولة الكويت "دراسة – مجلة البحوث النفسية والتربوية – كلية التربية – جامعة المنوفية – السنة العاشرة – العدد الأول 1994م.
10. محمد منير مرسي: التعليم الجامعي المعاصر قضاياه واتجهاته – دار النهضة العربية – القاهرة – 1977 ص 107.
·       على الرغم من وصف الباحث لعصر الأيوبيين والمماليك بأنه عصر زاهر، إلا أن الأمانة الموضوعية تقتضى ضرورة الإشارة إلى أن هناك بعض الآراء ترى عكس ذلك، وتقدم العديد من المآخذ عليه من بيئتها.
-       أن هذا العصر شهد كثير من المظالم ارتكبها بعض سلاطين الأيوبيين والمماليك، واستمروا فى ذلك مع سابقيهم من بعض حكام الدولة العباسية، وهم بذلك يخلطون بين المماليك كدولة – مثلاً – استلقت بحكم مصر وبين المماليك كأفراد وموظفين لدى الدولة العثمانية اثناء احتلالها مصر.
-       أن الآثار العلمية والأدبية فى ذلك العصر لم تكن فى أكثر الأحيان سوى تصرف فى آثار السالفين كان تكون اختصاراً لمطول أو شرحا لمختصر، أو تعليقاً على شرح....أو غير ذلك من أنواع التصرف السطحى الذى لا يمس جوهر الموضوع.
-       أن الأوقاف – التى تعد من مفاخر العصر – كانت وسيلة وملجأ يلجأ إليه السلاطين والأمراء عند الضرورة وضمانا لذريتهم من بعدهم، ولم تكن فقط بدافع تشجيع العلم والعلماء، وحبهم وإقبالهم الشديد على بناء المدارس، حيث كانوا يجعلون فيها شركاً لوالدهم بنظر عليه أو نصيب منها.
للمزيد يمكن الرجوع إلى :
·       سليمان اسحق عطية: مقدمة كتاب "تحرير المقال فى آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤديو الأطفال" لابن حجر الهيتمى – مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة – 1978. ص5.
·       منير عطا الله وآخرون: تاريخ ونظام التعليم فى الجمهورية العربية المتحدة – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – 1968.
·       عبد الغنى محمود عبد العاطى: التعليم فى مصر والشام – دار النهضة العربية – القاهرة. ص5.
13. سعد مسقر القصيب: الخدمة الاجتماعية المدرسية ومنهج وتطبيق – دار المريخ للنشر – الرياض 1986. ص21.
14. عبد الرحمن أحمد الأحمد: الإدارة والخدمات التعليمية فى التعليم العام بدولة الكويت – الكويت 1986. ص367.
15. The New Encyclopedia Britannica, Volume lx, Reference and Index Helen Hemingway Benton pub., 1973 P.624.
16. جمال على الدهشان: تكافؤ الفرص التعليمية، المفهوم ومظاهر التطبيق فى عصور الازدهار الاسلامى، مجلة العلوم النفسية والتربوية – كلية التربية – جامعة المنوفية – السنة التاسعة – العدد الثالث – 1993. ص32 – 36.
أنظر كذلك:
  زينب حسن حسن: المجانية فى مصر، هل دعمت أم خرجت ديمقراطية التعليم؟ الكتاب السنوى فى التربية وعلم النفس – المجلد العاشر، تحرير سعيد إسماعيل على – دار الثقافة للطباعة والنشر – القاهرة – 1985. ص 119.
17. محمد أحمد الغنام: مسئولية التعليم فى تذويب الفوارق بين الطبقات فى مجتمعنا – صحيفة التربية – القاهرة – نوفمبر 1962. ص 109.
18. أحمد شلبى: التربية والتعليم فى الفكر الإسلامى – الطبعة الثامنة – مكتبة النهضة العربية – القاهرة 1987. ص 296.
19. عبد القادر النعمانى: على هامش الأبوة الجامعية، الخدمات التى تؤديها الجامعة للطلبة فى كتاب نظريات فى التعليم الجامعى، تحرير تشارلزفرانك، ترجمة محمد توفيق رمزى – دار المعرفة – القاهرة – 1963. ص209.
20. Astin A: Fourcrirical Years: Effects of college on Beliefs autitudes and Knowledge, Washington, Jossey,Bass 1978. P.115
رجب عبد الوهاب عبد اللطيف: دراسة تحليلية لمفهوم تكافؤ الفرص التعليمية – بحوث مؤتمر نحو رؤية نقدية للفكر التروى العربى – المجلد الأول – رابطة التربية الحديثة بالاشتراك مع الجامعة العمالية بالقاهرة – 1989. ص 156 – 160.
22. عبد الغنى محمود عبد العاطي: مرجع سابق. ص 301.
* لمزيد من التفاصيل عن هذه الصدمة يمكن الرجوع إلى: Carl Weinderg Education is Ashuck, How the Educational syslems is failing aut children, wiliam g, company, Inc New York 1975:  
23. عبد المنعم شوقى دور الجامعة فى حل المشكلات الاجتماعية للطلاب، مجلة اتحاد الجامعات العربية، العدد الثامن – سبتمبر 1975. ص17 – 21.
24. فوزى يوسف سليمان: مرجع سابق. ص3
25.روبرتم. ستروزير على هامش الأبوة الجامعية، الخدمات التى تؤديها الجامعة المطلبة، فى كتاب نظريات فى التعليم الجامعى، مرجع سابق. ص195.
26. سهام أبو عطية: ادراك الأخصائيين الاجتماعيين والإداريين فى الهيئة العامة للتعليم التطبيقى والتدريب للخدمة الإشرافية، دراسات تربوية – المجلد السابع – الجزء 46 سلسلة ابحاث تصدر عن رابطة التربية الحديثة بالقاهرة – 1992. ص 262.
27. روبرت م. ستروزير: مرجع سابق. ص 199.
28. وزارة التربية والتعليم: مشروع مبارك القومى، إنجازات التعليم فى 3 اعوام – القاهرة – أكتوبر 1994. ص151
29. سعيد اسماعيل على: معاهدة التربية – دار الفكر العربى – القاهرة – 1986 ص 387.
30. جامعة المنوفية، الإدارة العامة لمركز المعلومات: الكتاب الإحصائى السنوى لعام 1991 – إدارة الأحصاء – 1991.
31.السيد الباز العرينى: الشرق الأدنى فى العصور الوسطى (1) الأيوبيين – دار النهضة العربية – القاهرة – 1967. ص123.
32. المرجع السابق: ص7.
33. على سالم النباهين: نظام التربية الاسلامية فى عصر دولة المماليك فى مصر – دار الفكر العربى – القاهرة – 1981. ص123.
34.سعيد عبد الفتاح عاشور: مصر فى عصر الأيوبيين والمماليك – مرجع سابق. ص351.
35. على سالم النباهين: مرجع سابق، ص 126.
36. سعيد عبد الفتاح عاشور: مصر فى عصر الأيوبيين والمماليك – مرجع سابق. ص449.
37. محمود رزق سليم: عصر سلاطين المماليك ونتاهة العلمى والأدبى – المجلد الثانى – الطبعة الثانية – مكتبة الآداب – القاهرة – 1965. ص263.
38. على سالم النباهين: مرجع سابق، ص142.
39. سعيد عبد الفتاح عاشور: مصر فى عصر الأيوبيين والمماليك – مرجع سابق. ص446.
40. على سالم النباهين: مرجع سابق، ص141.
41. ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد): مقدمة ابن خلدون – طبعة دار الشعب -  القاهرة – د . ت. ص 400.
42. السيوطى (جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر): حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة – ج1 ، تحقيق ابى الفضل ابراهيم – ط2 – مكتبة الحلبى – القاهرة – 1968. ص94.
- أن ما كشف من هذا التراث ضئيل جداً. فمازالت مكتبات العالم ومتاحفة زاخرة بالاف المخطوطات التى ترجع إلى ذلك العصر، والتى لم يستطيع العلماء حتى الآن تحقيقها ونشرها أو حتى استيعاب كل ماجاء فيها من حقائق ومعلومات.
43. عبد الرحمن ذكى: من تراث مصر العلمى فى العصر المملوكى: فى كتاب بحوث فى تاريخ الحضارة الإسلامية ، أعدها للنشر السيد عبد العزيز سالم – مؤسسة شباب الجماعة – الإسكندرية 1983.
44. ابن خالدون (عبد الرحمن بن محمد) : مرجع سابق، ص 400.
45. ابن بطوطة (أبو عبد الله محمد بن إبراهيم) : رحلة ابن بطوطة ، دار بيروت – بيروت – 1980. ص 37.
46. القلقشندى (حمد بن عبد الله) صبح الأعشى فى صناعة الإنشاء- جزء 3 – الهيئة المصرية العامة للكتابة ، القاهرة – د.ت. ص 364.
47. لمزيد من التفاصيل عن هذه المجالس أنظر:
محمد كمال الدين عز الدين: مرجع سابق. ص79- 85.
48.أبن جبيبر (أبو الحسين محمد بن أحمد الكنانى الأندلسى): السلوك لمعرفة الدول الملوك – رحلة ابن جبير – دار صادر – بيروت 1988 – ص15.
49. المرجع السابق: ص 2228
50.المقريزى (تقى الدين أحمد بن على): السلوك لمعرفة دول الملوك – ج2 تحقيق محمد مصطفى زيادة – الطبعة الثانية – مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة – 1956. ص258.
51. على سالم النباهين: مرجع سابق. ص 146 – 147.
53. ابن تغرى بردى (جمال الدين أبو المحاسن يوسف): المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى تحقيق محمد محمد أمين، ونبيل عبد العزيز – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1988 ص296.
54. ابن إياس (أبو بكر محمد بن أحمد): بدائع الزهور فى وقائع الزهور – ج2 تحقيق محمد مصطفى، مطابع مكتبة عيسى البابى الحلبى – القاهرة – 1963. ص326.
55. السيد الباز العرينى: مرجع سابق. ص218
56.عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق . 327.
57. المرجع السابق: ص 71
58. محمد كمال الدين عز الدين: مرجع سابق ص 29، 30.
59. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق، ص126.
60. المرجع السابق: ص 151
61. المرجع السابق ص 151
62. محمد كمال الدين عز الدين: مرجع سابق ص46.
63. السيد الباز العرينى: مرجع سابق ص221
64. محمد كمال الدين عز الدين : مرجع سابق ص 47
65.ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد): مرجع سابق ص400
66.عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص61.
67. محمد كمال الدين عز الدين: مرجع سابق 65
68.عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص65.
69. محمد كمال الدين عز الدين: مرجع سابق 210
70. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص210.
71. ابن الحاج (أبو عبد الله محمد بن محمد العبدى: المدخل ط2 – الكتاب العربى – بيروت – 1972 ص 80 - 81)
72. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص218.
73.أحمد عيسى تاريخ البيمارسات فى الاسلام – ط2 الرائد العربى – بيروت 1981 ص4.
74. على سالم النباهين: مرجع سابق ص 273
75. محمد محمد امين: مرجع سابق ص 273
76. محمد كمال عز الدين: مرجع سابق ص 74
77.على سالم النباهين: مرجع سابق ص 74
78. المرجع السابق: ص 276.
79. على سالم النباهين: مرجع سابق.
80. على سالم النباهين: مرجع سابق.
81. المرجع السابق: ص235
82. المرجع السابق: ص237.
83. دولت عبد الله عبد الكريم: معاهد تزكية النفوس فى مصر – القاهرة 1980 – ص23.
84. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق، ص295.
85. مصطفى عبد الله محمد شيحة: دراسة مقارنة بين المدرسة المصرية والمدرسة اليمنية – فى كتاب تاريخ المدارس فى مصر – مرجع سابق ص58.
86. أحمد فكرى: مساجد القاهرة ومدارسها ج2 العصر الأيوبى – القاهرة – 1969. ص118 – 121.
87. ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد): مرجع سابق.
88. المقريزى (تقى الدين بن على): كتاب الواعظ والاعتبار بذكطر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية – ج2 – دار صادر – بيروت – د.ت.ص 370.
89. المرجع السابق. ص379.
لمزيد من التفصيل عن  هذه القواعد يمكن الرجوع إلى:
- ابن جماعة (بدر الدين محمد ابن إبراهيم بن سعد الله): تذكرة السامع والمتكلم فى أدب العالم والمتعلم – دار الكتب العليمة – بيروت – د.ت.
- عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق
90. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص 306
91.محمد محمد عبد القادر الخطيب: دراسات فى تاريخ الحضارة الإسلامية – مطبعة الحسين الإسلامية – القاهرة – 1991 ص233.
92. مجاهد توفيق الجندى : دراسات وبحوث جديدة فى تاريخ التربية الإسلامية – دار الوفاء للطباعة والنشر – القاهرة 1984 ص 243.
93. محمد محمد عبد القادر الخطيب: مرجع سابق ص 233.
94. مجاهد توفيق الجندى: مرجع سابق ص 244.
95. محمد محمد أمين: الأوقاف والحياة الاجتماعية فى مصر – دار النهضة العربية – القاهرة 1980 – ص259.
96. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص 248.
97. المرجع السابق: 249.
98. محمد محمد امين: مرجع سابق ص 255. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص 248 – 249.
99.زبيدة محمد عطا: مكتبات المدارس (خزانة الكتب فى العصر الأيوبى والمملوكى فى كتاب تاريخ المدارس فى مصر الإسلامية – مرجع سابق ص 211)
100. زبيدة محمد عطا: مرجع سابق 217.
101. المرجع السابق: 220.
102 عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص 253.
103. زبيدة محمد عطا: مرجع سابق 220.
104. وثيقة وقف السلطان حسن : رقم الأوقاف ص 457 ، 458 نقلاً عن محمد محمد امين: مرجع سابق ص 175.
105. وثيقة السلطان: برسباى 880. أوقاف ص 208. نقلاً عن محمد محمد امين: مرجع سابق ص 177.
106. عبد الغنى محمود عبد العاطى: مرجع سابق ص 110.
107. حسن إبراهيم عبد العال: فن التعليم عند بدر الدين ابن جماعة، مكتب التربية العربى بدول الخيج ، الرياض – 1985 ص 135.
108. مرجع سابق ص 136.
109. حسن إبراهيم عبد العال: مرجع سابق 135 – 136.
110. ابن جماعة (بدر الدين محمد ابن إبراهيم ابن سعد الله) مرجع سابق ص 57.
111. المرجع السابق ص 72
112. المرجع السابق ص 73
113. المرجع السابق ص 73
114. المرجع السابق ص 23.
115. عفاف السيد صبرة: مرجع سابق ص 188.
* أنظر:
- جمال على الدهشان: مرجع سابق ص45.




هناك تعليق واحد:

  1. معادلة كلية الهندسة جامعة القاهرة
    انت خريج معهد فنى صناعى او دبلوم ؟؟؟ تعرف انك ممكن تدخل كلية الهندسة وتبقى مهندس اد الدنيا
    عن طريق انك تعمل معادلة كلية الهندسة جامعة القاهرة, واحنا في مركز النور هنخليك تنجح وبتفوق كمان لاننا بنقدملك محاضرات وشروحات خاصة بالمعادلة مع محاضرين ومدرسين متخصصين في مواد المعادلة
    اتصل على 01118585670
    معادلة كلية الهندسة جامعة القاهرة
    http://www.eng-elnour.com

    ردحذف