شئون الطلاب بالجامعة واتجاهات تطويرها
بحث مقدم الى
المؤتمر العلمي السادس لكلية التربية بعنوان’’َالتربية والتنمية البشرية‘‘
– كلية التربية – جامعة طنطا- 29-30 ابريل 2001.
إعـــــداد
د . جمال على الدهشان د. صبحى شعبان شرف
أستاذ مساعد أصول
التربية مدرس
أصـول الـتربيـة
كلبة التربية جامعة المنوفية
كلبة التربية جامعة المنوفية
مقدمة :
تعد
أقسام وإدارات شئون الطلاب بالجامعة الجهة الأولي التي يقصدها الطالب عند التحاقه
بالجامعة ، محاولا معرفة كل ما يتعلق بقبوله وتسجيله بها ، ونظام دراسته، وما
يؤديه– أو ما يجب أن يؤديه – من أنشطة تعليمية وغير تعليمية ، وما يجتازه من امتحانات وأساليب
تقويم ، حتى يتقرر حصوله علي الدرجة الجامعية ، بل إن علاقته بتلك الأقسام
والإدارات تستمر– في أحيان كثيرة – بعد تخرجه من خلال ما يطلبه من شهادات واستفسارات تتعلق بالخبرات
التى مر بها أثناء دراسته الجامعية ، فأخصائي شئون الطلاب ينظر إليه علي أنه بوابة
الكلية أو الجامعة من خلال قيامه بمجموعة من الأنشطة مثل تبصير الطالب بالمؤسسة
وأقسامها وأهدافها ومواردها ، وإرشاده الأكاديمي ، وتوضيح سياستها للاحتفاظ
بالطالب بعد تسجيله ، ومساعدته علي التعلم وتنظيم أعمال الدراسة والامتحانات (1)
.
ولعل
مما يزيد من تأثير أخصائي شئون الطلاب في جوانب نمو الطالب وتعلمه اعتبارات كثيرة
، فهو قريب من الطالب سنا بالقياس إلي أغلب أعضاء هيئة التدريس ، كما أنه بطبيعة
عمله مضطر للتفاعل مع الطالب في أوقات وأماكن مختلفة داخل الجامعة وخارجها ، كما
أن مكانته الاجتماعية ليست مرتفعة بالقياس إلي مكانة أعضاء هيئة التدريس (2)
.
ولقد
أصبح دور أخصائي شئون الطلاب أكثر أهمية في العملية التعليمية خاصة مع تغير ظروف
المجتمعات الحديثة ، وتغير أنماط الطلاب، والتغيرات في فلسفة وأهداف التعليم
الجامعي ومهنة التعليم ، إضافة إلي ما
أشارت إليه الدراسات المعنية بتأثير الكلية عل الطالب من الاعتراف بأهمية التفاعلات
غير الرسمية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وأخصائيى شئون الطلاب باعتبارهم عناصر
مهمة في التطبيع الاجتماعي للطلاب ، خاصة وأن التفاعل غير الرسمي بين الطالب وعضو
هيئة التدريس قد أصبح محدودا ، لزيادة عدد الطلاب وانشغال أعضاء هيئة التدريس
بالبحث والشئون الأكاديمية (3).
وانطلاقا
من ذلك أصبح مطلوبا من قطاع شئون الطلاب الإسهام في جذب الطلاب إلى المؤسسة ،
والمحافظة عليهم ، والعمل علي منعهم من الانتقال إلي مؤسسة أخري من خلال العمل علي
زيادة تحصيل الطالب وإرشاده وتوجيهه ، والتعامل مع العنف الطلابي داخل الحرم
الجامعي ، وتهيئة مجتمع محلي داخل الجامعة قوامه العلاقات الحميمة ، والاشتراك في
القيم ، والعناية بالنمو المتكامل للطلاب (4).
إن
تصميم بيئات تعليمية هادفة هو التحدي الذي يواجه التعليم الجامعي وشئون الطلاب علي
وجه الخصوص ، وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال التعاون بين مختلف أعضاء المجتمع
الجامعي وأقسامه ، وتحقيق التكامل بين المناهج الرسمية والمناهج المصاحبة (5).
ولعل
ذلك يتفق مع ما أكده "ترتريني" و" باسكاريلا " في مقالاتهما
المنشورة بمجلة التغير حيث يقولان " إذا أردنا زيادة التعليم الجامعي وترقيته
يجب أن يصمم أعضاء هيئة التدريس وشئون الطلاب طرقا لتقديم هذا التعليم علي نحو
شامل ومتكامل بنفس الطريقة التي يتعلم بها الطالب في الواقع ، ولذلك فنحن في حاجة
إلي عقلية جديدة للإفادة من الارتباطات بين التأثيرات داخل الفصل وخارجه علي تعلم
الطالب ، والارتباط الوظيفي بين الأقسام الأكاديمية وأقسام شئون الطلاب " (6)
.
لقد
شهد التعليم الجامعي تغيرات جوهرية في جوانبه
المختلفة ، اضطرت معها مؤسساته إلى الاستجابة لتلك المتغيرات، وأصبح لشئون
الطلاب أهمية في مساعدة الجامعة علي الاستجابة لتلك المتغيرات ، ومن أبرز التغيرات
التي جعلت لشئون الطلاب دورا مهماً وأساسيا في تحقيق أهداف الجامعة ما يلي :
1-تضاؤل
ثقة الناس في التعليم الجامعي ، وحيث كانت مؤسسات التعليم العالي قديما حرة تتابع
برامجها دون مسئولية من جانبها نحو خدمة المجتمع، ودون مساءلة من أحد ، ثم زاد
تدخل الحكومة والسياسة في شئون التعليم العالي ، وبدأ العامة يفقدون الثقة في
التعليم العالي لعجزه عن إعداد طلابه علي نحو يؤهلهم للحصول علي الوظائف ، خاصة في
ظل تزايد الإنفاق علي الجامعة والشكوى من سوء استخدام الموارد المالية(7).
2-زيادة
المساءلة الاجتماعية للمؤسسات الجامعية ، خاصة في ظل تزايد اهتمام جماعات متعددة
داخل المجتمع بالتعليم من حيث برامجه وأهدافه ونتائجه ، حيث أصبحت تلك المؤسسات
مطالبة أمام المجتمع بأن تقدم دلائل علي العائد منها مقابل ما يبذل فيها من جهد
ومال (8)، من خلال تحقيق الأهداف التعليمية والسياسية والاجتماعية التى
من بينها الاهتمام بالأقليات والمعوقين ، ومعالجة حالات سوء السلوك بين الطلبة
والإداريين وأعضاء هيئة التدريس ، وحسن إدارة أموال الطلبة ، وتحقيق تكافؤ الفرص
التعليمية ……وغيرها
.
3-زيادة
الاهتمام بالمخرجات التعليمية ، وهو ما تطلب السعي نحو إيجاد معايير تحاول وصف
الطالب المتخرج علي أنحاء لها معني عند التسجيل أو قبوله في المؤسسة ، وتحديد ما
يتعلمه الطالب خلال سنوات دراسته ، والتساؤل حول ما إذا كان ما تعلمه الطالب يرجع
إلي ما يحدث في المؤسسة ، أو يرجع إلي مؤسسات أخرى .
4-التغيرات
في خصائص الطلبة ، ففي ظل التغيرات في فلسفة وأهداف التعليم الجامعي، تغيرت تبعا
لذلك خصائص الطلبة الملتحقين به ، حيث زاد عدد الطالبات، وعدد الطلبة من الخلفيات
الاجتماعية الدنيا ، كانعكاس لفلسفة أو شعار التعليم العالي للجميع Higher Education For All (9). وزيادة
عدد الطلبة الذين يدرسون بعض الوقت ، والطلبة المعوقين ، والطلبة غير المعدين
أكاديميا لمواصلة التعليم الجامعي ، ويحتاجون إلى مساعدات أكاديمية ، وزيادة أعداد
الطلبة ذوي المشكلات النفسية والسلوكية .
5-زيادة
النزعات المهنية لدي أعضاء هيئة التدريس ، والتى تتمثل في انشغالهم بوظيفة البحث
أكثر من انشغالهم بوظائفهم الأخرى، خاصة المتعلقة بريادة طلابهم والاهتمام
بالمشكلات غير الأكاديمية .كل هذا يحتم ويزيد من أهمية أخصائي شئون الطلاب في
العناية بالطلاب من خلال القيام بوظائف عديدة تتمثل في إرشاد الطلاب وتوفير برامج
لمساعدتهم ماليا وأكاديميا ونفسيا ، والتعامل مع مشكلات السلوك العدواني والخلقي ،
وتوعية الطلاب لمخاطرها والتدخل في علاج سوء السلوك من خلال الاهتمام بالنمو
الشخصي والاجتماعي للطالب وتوفير الظروف والبيئات المعينة علي تحقيق ذلك (10)
.
إن
ما يشهده التعليم الجامعي المعاصر من تحديات ومطالب متغيرة دفعت جماعة من المربين
إلي دراسة ومناقشة كيفية استجابة قطاع شئون الطلاب لبعض هذه المطالب والتحديات – قبول أعداد كبيرة
مع المحافظة في الوقت نفسه علي جودته – وقد ترتب علي مناقشتهم إخراج تقرير بعنوان " أضواء علي تعلم
الطالب ، مضامين لشئون الطلاب " ، وكان من أهم افتراضات هذا التقرير "
أنه إذا كان التعلم مقياسا لإنتاجية المؤسسة ، تتحدد بناءً علي نوعية الحياة
الجامعية ، فإن كمية ونوعية ما يتعلمه الطالب يجب أن تكون معايير نحكم بها علي
قيمة شئون الطلاب ، ولذلك يتعين علينا نحن العاملين في مجال شئون الطلاب في
الجامعة أن ننظر إلي زيادة تعلم الطالب علي أنه رسالتنا وأهم أهدافنا " (11).
ولعل
المطلع علي الأدب الخاص لقطاع شئون الطلاب بالجامعة يجد أنه يقع في ثلاثة مجالات يتعلق المجال
الأول بالدراسات التي تناولت تأثير قطاع شئون الطلاب علي نمو الطالب وتعلمه ويتعلق
المجال الثاني بالدراسات التي عرضت بعض مجالات عمل قطاع شئون الطلاب ( كالقبول والتسجيل ، الإرشاد المهني
والأكاديمي ، والمساعدات الطلابية والتربية الخلقية …….ألخ ) ، أما
المجال الثالث فيتعلق بالدراسات التي تناولت تمهين شئون الطلاب و واقع برامج إعداد
أخصائي شئون الطلاب (أو ما ينبغي أن يكون ) و برامج التدريب التى يمكن أن تقدم لهم
بعد الالتحاق بالخدمة .
ففيما
يتعلق بالمجال الأول جاءت دراساته في إطار الاهتمام بتأثير الكلية على الطالب حيث
تناولت دراسة Boudreau,C.Kromrey,J. (1994) تأثير دراسة الطلبة في العام الجامعي الأول لمقرر يتعلق
بتبصيرهم بظروف الكلية و الخدمات الطلابية و عادات الاستذكار الجيد و إدارة الوقت……وغيرها
من المجالات المرتبطة بعمل قطاع شئون الطلاب ، علي بقاء الطالب في الكلية وأدائه
الأكاديمي وتخرجه ، وكشفت نتائج الدراسة عن أن الطلبة الذين درسوا المقرر أفضل من
الطلبة الذين لم يدرسوه علي مقاييس الاحتفاظ والأداء الأكاديمي ، ولم تكشف عن فروق
جوهرية في معدلات التخرج (12) ، وسعت دراسةLove, P. ( 1995) إلي التعرف علي تأثير أخصائي شئون الطلاب في
تعلم الطالب ونموه خاصة وأن التفاعل غير الرسمي بين الطالب وعضو هيئة التدريس أصبح
محدودا لزيادة عدد الطلبة وانشغال أعضاء هيئة التدريس بالبحث ، وقد أوضحت الدراسة
أن هناك أدلة امبريقية تؤكد أن هؤلاء الأعضاء ( شئون الطلاب ) من العوالم التي
تحبب الطالب في الكلية وتحول دون تسربه في الأسابيع أو الشهور الأولي من التحاقه
بالكلية ، وأكد الباحث علي أن هناك أبعاد لابد من دراستها عند تناول هذا التأثير
من بينها كمية ونوعية اتصال الطالب بالعاملين في مجال شئون الطلاب ، وطبيعة العمل
وما إذا كان معنيا بالجوانب الإدارية أو جوانب النمو ، وتأثير حجم ونمو المؤسسة ،
حيث إن المؤسسات الصغيرة تتيح فرصة الاحتكاك الرسمي وغير الرسمي بين الطالب
والعاملين في قطاع شئون الطلاب أكثر من المؤسسات الكبيرة (13) .
وعني
Astin , A (1996) وزملاؤه في دراساته العديدة عن تأثير الكلية علي الطلبة ،
بعرض ما أثير من مناقشات حول الكيفية التي يستطيع العاملون في مجال شئون الطلاب من
خلالها خلق الظروف التي تعين علي تعلم الطالب ونموه ، فهم مربون يشاركون أعضاء
هيئة التدريس والإداريين الآخرين والطلبة في مسئوليتهم عن إعداد بيئات وتخطيط
أنشطة تدفع الطالب إلي التعلم والنمو الشخصي ، وقد أوضحت الدراسة أن شئون الطلاب
المعنية بزيادة التعلم والنمو تكشف عن عدة خصائص منها ، الإيمان بأن رسالة شئون
الطلاب تكمل رسالة المؤسسة لزيادة تعلم الطالب ونموه الشخصي وجعلهما هدفين من
أهدافها ، والتأكيد علي توزيع الموارد وإعداد العاملين في شئون الطلاب بما يعين
علي الاهتمام بهذين الهدفين ، وأن يتعاون قطاع شئون الطلاب مع ممثلي القطاعات
الأخرى لزيادة تعلم الطالب ونموه ، وأخيرا الإفادة من الأبحاث والدراسات المعنية
بنمو الطالب وتعلمه في تطوير العمل بقطاع شئون الطلاب ، وقد حددت الدراسة مجموعة
من التساؤلات تتعلق بكل خاصية من هذه الخصائص ، لابد لأخصائي شئون الطلاب أن يوجدوا
إجابات لها (14) .
وفيما
يتعلق بالدراسات التي تناولت مجالات عمل قطاع شئون الطلاب – ففيما يتعلق
بالاختبار والقبول بالكلية – حاولت دراسة Martin,
N.& Dixan,P. (1991) الكشف عن العوامل المؤثرة في اختيار
الطالب للكلية اعتمادا علي أداة تقيس مختلف أوجه تأثير تلك العوامل بناءً علي
دراسة عامليه ، وقد أوضحت نتائجها أن الطلبة الموجهين خارجيا External يتأثرون أكثر بالآخرين من الطلبة الموجهين داخليا ، وأن التخصص في
مجال معين يتأثر بتقاليد الأسرة (15).
وسعت
دراسة Veitman ,G. & schuh,
J(1991) إلي وصف
كيفية استخدام نموذج النظام البيئي Ecosystem
لتقويم الخدمات التي يقدمها مكتب المعوقين
ولتقدير حاجات المعوقين ، وتألف نموذج النظام البيئي من استفتاء من مرحلتين لجمع
البيانات من المستجيب ، تألفت المرحلة الأولي من عبارات مقيدة الاستجابات تحاول
تحديد تقويم المفحوصين لبعض جوانب بيئتهم ، وأعدت تلك العبارات بمساعدة من مكتب
المعوقين الذين قدموا ثبتا بالأنشطة والخدمات التي يقدمونها وبلغ عددهم (30) ثم
صيغت عبارة لكل خدمة أو نشاط وتراوحت فئات الاستجابة ما بين موافق جدا (1) وغير
موافق جدا (5) ، أما المرحلة الثانية من الأداة فقد تمثلت في تعيين المستجيب
للخدمة أو النشاط الذي يشعر أنه في حاجة ماسة للتغيير ويطلب إلى المستجيب أن يقدم
مقترحات الحل أو التغيرات المطلوبة، ويمكن استخدام مثل هذا النموذج في تقويم
الأنشطة والخدمات التي يقدمها شئون الطلاب ، من خلال استجابات الطلبة وأعضاء هيئة
التدريس وأخصائي شئون الطلاب أنفسهم ، ولا ينبغي أن يقوم المستجيب كل شئ وإنما
بالأحرى النشاط الذي يألفه أو يصادف فيه مشكلة (16).
وتناولت
دراسةLapidus, J. (1995) التوجيه أو الإرشاد
المهني باعتباره وظيفة من وظائف شئون الطلاب ، حيث أوضحت أهمية أن يتاح للطالب
وعضو هيئة التدريس وأخصائي شئون الطلاب معلومات أفضل وأحدث عن الوظائف والمهن التي
يمكن أن يعمل فيها الخريج ، من خلال مجموعة من البرامج المرنة والتي تزود الطلبة
بمدي واسع من الاختيار كما أوضحت أنه ينبغي علي أخصائي شئون الطلاب تبصير الطالب
بإمكانية تغير طبيعة المهن وحاجته إلي تجديد معرفته ومهاراته ، وأن يعين
الأخصائيون في شئون الطلاب الأقسام الأكاديمية علي جمع البيانات الخاصة بوظائف خريجيها وتجعلها متاحة
للطلبة ، ودعوة الخريجين للتحدث عن خبراتهم في العمل وماذا يعملون بالتحديد ،
وتقديم مقررات دراسية أو عقد ندوات لبيان طبيعة المهن والمهارات المطـلوبة
والمعرفة التي يحتاج إليها من يعمل فيها (17).
أما
دراسات المجال الثالث والتى تناولت برامج إعداد وتدريب العاملين في مجال شئون
الطلاب ، فقد تناولت دراسة Young,R.
& Elfrink, v. (1991)
دور التربية الخلقية في برامج الدراسات العليا لشئون الطلاب، من تناول أهميتها ، و
كيفية تعليمها رسميا و غير رسمى، والقيم التي تعلم في برامج الماجستير، و قد أعد
الباحثان استفتاء طبق على (90) أخصائيا في شئون الطلاب، أرسل (45) استفتاء للقادة
العاملين في الميدان ، و أرسل (45) استفتاء إلى الإداريين العاملين في المجال و قد
أكد (94%) من أفراد العينة على أنهم يدرسون في برنامج الماجستير في مجال شئون
الطلاب عن القيم المهنية ، كما أكدوا على أهمية توجيه القيم لسلوك العاملين في هذا
المجال ، وأن التربية الخلقية ضرورية لإعداد الأخصائيين ضرورة المعرفة والمهارة ،
واعتقد أكثر من (75%) من أفراد العينة على أن قيم كالغيرية والحرية والعدالة
والكرامة الإنسانية تعد من القيم الأساسية التي يحتاج إليها العاملون في قطاع شئون
الطلاب. وفيما يتعلق بطرق تدريس هذه القيم ، أكد (88%) من أفراد العينة على أنهم
يدمجون التربية الخلقية في خطط دروسهم الرسمية ، وناقش (94%) مشكلات خلقية بطريقة
غير رسمية و اعتقد (94%) من المستجيبين القائمين بالتدريس انهم يدرسون القيم
الخلقية بطريقة غير رسمية عن طريق تقديم النموذج وضرب الأمثلة ودراسات الحالة (18)
.
وسعت
دراسة Coomes,M., & etal (1991) إلى وصف برامج الدكتوراه التي تعد للاشتغال بإدارة التعليم
العالي و العمل في قطاع شئون الطلاب ، و استمدت بيانات الدراسة من استجابات (58)
مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في أمريكا التي تقدم برنامجا للدكتوراه ، و كان
الاستفتاء الأول يتعلق بخصائص البرنامج و يجيب عليه مدير البرنامج ، حيث طلب منه
أن يبين الاهتمام الأساسي للبرنامج و عدد أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون كل
الوقت و بعض الوقت ، و مطالب البرنامج، مواعيد التسجيل متوسط الدرجات ، الخبرة
السابقة ، عدد الساعات المعتمدة المطلوبة للتخرج ، اجتياز اختبار اللغة0000 إلخ .
أما الاستفتاء الثاني فقد طبق على طلبة برنامج الدكتوراه في مجال شئون الطلاب وكان
عددهم (775) لمعرفة بعض البيانات عنهم ( نوع الدراسة–العمر-الجنس-الهدف من
الدراسة ……).
وقد
قدمت الدراسة وصفا لبروفيل الطلاب الملتحقين بهذه البرامج ………، وكذلك وصفا للبرنامج، شروط القبول، متطلبات التخرج ، خصائص
البرنامج……، وغيرها من
الخصائص الضرورية لمن يريد الالتحاق بتلك البرامج (19) .
وقد
قدمت دراسة Nash, R & Manning, K.
(1996) إطارا
تربويا للطرق التي يتبعها الأساتذة المعنيون بالتدريس لأخصائي شئون الطلاب ، وهذا
الإطار يتكون من أربعة مكونات أساسية هي ( المحادثة -
والحوار – وتحليل النص – والممارسة الخلقية ) ، وقدمت الدراسة المبادئ العامة لكل مكون من
هذه المكونات ، وكيف يستخدمها الأساتذة للتعرف وعرض الأفكار ، وحل المشكلات التي
تواجههم ( أخصائي شئون الطلاب) أثناء عملهم المهني (20) .
والواقع
إذا كانت هذه الدراسات -والمتعلقة بشئون الطلاب – قد أشارت إلي أهمية هذا القطاع وتعدد وظائفه ومجالاته عبر مراحل
تطور التعليم الجامعي، وإلي أن هذا القطاع قد أصبح أكثر تعقيدا اليوم منه فيما مضي
، الأمر الذي يتطلب السعي نحو إجراء المزيد من الدراسات والبحوث خاصة في ظل ندرة
الدراسات والبحوث العربية في هذا المجال، لذلك تسعي الدراسة الحالية إلي التعرف
علي نشأة هذا القطاع وتطوره والفلسفة التي حكمت عمله عبر مراحل تطوره ، والمجالات
والوظائف المطلوب منه القيام بها، في محاولة لتقديم بعض اتجاهات تطويره، وجعله أكثر
قدرة علي تلبية مطالب الجامعة وطلابها ، ومطالب المجتمع الذين يعيشون فيه في ضوء
ما يتعرضون له من تحديات داخلية وخارجية ، وهذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال محاولة
الإجابة عن التساؤلات التالية:
1-
ما التطور التاريخي
والفلسفي الذي وجه العمل بقطاع شئون الطلاب بالجامعة منذ نشأته وحتى الآن ؟
2-
ما أهم مجالات عمل
قطاع شئون الطلاب في الجامعة في الوقت الراهن ؟
3-
ما أبرز اتجاهات
التطوير في مجال شئون الطلاب بالجامعات في الوقت الراهن ؟
أولا
: قطاع شئون الطلاب بالجامعات من منظور تاريخي وفلسفي:
إن
الدارس لتاريخ التربية بصفة عامة والمؤسسات التربوية بصفة خاصة سيجد أن النواحي
المتعلقة بشئون الطلاب وأحوالهم لم تكن خافية علي الراعين الأوائل للتعليم، فحينما
أسست المؤسسات التعليمية وجدت بعض النظم لإعالة طلابها وتوفير بعض الظروف لتمكينهم
من التحصيل الدراسي والنمو المتكامل ، وقد أخذت هذه المؤسسات تطور من خدماتها
الاجتماعية علي مر العصور متخذة في ذلك طابعا للحياة التعليمية يتفق وحاجات طلابها
ورغباتهم ، حيث تعددت هذه الخدمات فشملت إلي جانب النواحي التعليمية النواحي
المادية والترفيهية والثقافية والصحية ، وأنشأت لذلك أقسام وإدارات خاصة تتعلق أو
تتولى شئون الطلاب وأحوالهم وقد زودت هذه الأقسام والإدارات بالأخصائيين في مختلف
هذه النواحي(21).
ولمزيد
من الاهتمام بقطاع شئون الطلاب أنشأت الجامعة منصب عميد شئون الكلية أو عميد
الكلية المساعد – منذ عام 1930 ،
وكانت جامعة شيكاغو أول من أنشأت هذا المنصب – أو وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب ، ونائب رئيس الجامعة لشئون
التعليم والطلاب ، حيث يتولى القائم بهذا المنصب تنسيق العلاقات بين الجامعة
والطلاب ، بما في ذلك القبول والتسجيل ، والخدمات الصحية والأنشطة الطلابية
والإشراف الاجتماعي والتربوي علي المدن الجامعية ، واتحادات الطلاب ، وتقديم
المساعدات الطلابية ، وتدبير المنح الدراسية وإدارة الامتحانات…وغيرها(22).
ولقد
ارتبط التغير والتطور في قطاع شئون الطلاب بالتغير في التعليم الجامعي والذي كان
انعكاسا لحاجات ومطالب المجتمع المتجددة ، حيث قامت شئون الطلاب بوظائف متعددة في
المراحل المختلفة لتطوير التعليم الجامعي ،ففي العصر الاستعماري – والذي خدمت فيه الكليات الجامعية الأمريكية مجتمعها بإعداد رجال
الدين والقادة في المجتمع من خلال منهج التعليم الليبرالي – قام أعضاء هيئة التدريس والمربون بوظائف شئون الطلاب التي ركزت
علي النمو العقلي والخلقي ، وفي القرن التاسع عشر تنوعت أدوار الجامعات وزادت
الحاجة إلي أعضاء هيئة التدريس المهنيين والإداريين المتخصصين، كما أدت زيادة
الأنشطة الخارجة عن المنهج إلي زيادة الحاجة إلي الأخصائيين في شئون الطلاب وإلي
العناية بالنمو المتكامل للطالب باعتباره هدفا تربويا(23) .
وقد
أدى التغير في المساعدات المالية التي يقدمها المجتمع لمؤسسات التعليم العالي ،
وزيادة الطلاب الراغبين في الالتحاق بتلك المؤسسات ، وتضاؤل ثقة الناس في أداء تلك
المؤسسات لأدوارها ، وانتشار مفاهيم الاعتماد الأكاديمي والمحاسبية ، وضرورة
اجتياز تلك المؤسسات لمعايير الجودة النوعية المعتمدة لدي مؤسسات التقويم التربوية
، كالسمعة الأكاديمية المتميزة، وتوفير مصادر التمويل الثابتة التي تكفل لها
التطور والاستمرار في تأدية رسالتها (24) ، إضافة إلي زيادة الاعتماد
علي مصروفات الطلاب في تسيير أمور الجامعة ، وزيادة المطالبة بوجود دور أكبر
للجامعة في خدمة وتنمية مجتمعها – كل هذه التغيرات وغيرها ، أدت إلي ضرورة قيام قطاعات شئون الطلاب
بجهود واضحة في مجال إدارة القبول والتسجيل ، والبحث عن مصادر جديدة لتمويل أنشطة
الجامعة وتحسين الخدمات الطلابية جذبا للطلاب … وغيرها من الأنشطة ذات الارتباط المباشر بمهام أخصائي شئون الطلاب
(25) .
وفي
ضوء هذه التحديات وتلك المطالب الجديدة تغيرت أدوار العاملين في مجال شئون الطلاب
من دور المؤدب إلي دور المنسق ثم إلي دور المربي ، ففي المرحلة الأولي كان المربون
مسئولين عن القيام بتوجيه الطلاب أكاديميا وخلقيا معتمدين في ذلك علي مفهوم "
بديل الوالدين " In loco Parents والذي علي أساسه يقوم
أعضاء هيئة التدريس والعاملون بمؤسسات التعليم العالي بدور الوالدين في فترة ما
قبل الحرب الأهلية ، حيث كان التعليم في تلك الفترة يهدف إلي الاهتمام بتأديب
الطالب عقليا وخلقيا، وكان أعضاء هيئة التدريس يقومون بوظيفة شئون الطلاب لتحقيق
ذلك الهدف الذي كان ذا طبيعة تأديبية وتهذيبية (26) .
أما
المرحلة الثانية فبدأت ملامحها مع زيادة عدد الطلاب الملتحقين بالجامعة ، وتضاؤل
أهمية وظيفتها التأديبية ، إضافة إلي زيادة النزعات المهنية لدي أعضاء هيئة
التدريس والتي تمثلت في توجيه مزيد من الاهتمام والعناية بدور البحث ، علي حساب
الأدوار الأخرى والتي من بينها توجيه وتأديب الطالب ، الأمر الذي تطلب ضرورة
استحداث وظائف خاصة لشئون الطلاب يكون محور اهتمامها العناية بالجوانب غير
الأكاديمية من حياة الطلاب ، كان من أهمها استحداث وظيفة عميد شئون الطلاب يتولى
إدارة كل ما يتعلق بشئون الطلاب في مؤسسات التعليم العالي (27) .
والواقع
أن زيادة اهتمام الجامعات بالأنشطة اللاصفية ، وحاجة الطلاب إلي استشارات عقلية
ووجدانية بعيدا عن الفصل الدراسي وقاعات المحاضرات، فرضت علي الجامعات ضرورة
الاستعانة ببعض الإداريين المتخصصين للعمل في قطاع شئون الطلاب يتولون الإشراف علي
أنشطة الطلاب وإرشادهم عند أداء تلك الأنشطة، ومع زيادة مسئولية شئون الطلاب فى
القيام بوظائف مرتبطة كالإشراف والتسجيل والإرشاد أصبح للإرشاد دورا مقبولا لشئون
الطلاب ، حيث بدأت الجامعات تدرك أن الحاجات غير الأكاديمية للطالب لا تقل أهمية
في نموه عن الحاجات الأكاديمية ، ومن ثم أنشأت وظائف جديدة تتعلق بالخدمات الصحية
والخدمات النفسية وخدمات التوجيه التربوي والمهني إضافة إلي الخدمات المتعلقة
بالأنشطة الطلابية التي تمارس داخل الجامعة أو بين الجامعة وغيرها من الجامعات
والمؤسسات الأخرى الموجودة بالمجتمع ، هذه الوظائف وغيرها أصبحت في ظل هذا التوجه
من صميم عمل قطاع شئون الطلاب ، وهو ما أسهم بصورة مباشرة في زيادة الاهتمام بذلك
القطاع ، بصورة جعلت البعض يعتبر تلك المرحلة – الفترة اللاحقة للحرب العالمية الثانية – العصر الذهبي لشئون الطلاب (28) . حيث اتسع فيه مفهوم
التربية ليشمل العناية بالطالب بدنيا واجتماعيا ووجدانيا وروحيا فضلا عن العناية
به عقليا، واعتبر الطالب مسئولا عن نموه وليس كائنا سلبيا ، من خلال اعتبار النمو
المتكامل للطالب هدفا أساسيا من أهداف تربيته .
أما
المرحلة الثالثة والتي بدأت – مع فترة الستينات والسبعينات – فاتسمت بزيادة عدد المهنيين وزيادة الحاجة إلى تقويم قطاع شئون
الطلاب لخدمات أوسع في مجالات التسجيل والقبول ، وحفظ السجلات والمساعدات المالية
، والإسكان الطلابي والأنشطة الطلابية والإرشاد الأكاديمي والمهني ، وتبصير الطالب
بأهداف المؤسسة وقواعد العمل أو الدراسة بها ، وفي السبعينات والثمانينات زادت
الحاجة إلي البحث عن فلسفة جديدة توجه عمل شئون الطلاب تعتمد علي نظريات النمو (
النمو المتكامل للطالب ) في توجيه الممارسات في مجال شئون الطلاب (29).
واليوم
زاد دور شئون الطلاب ، وأصبح مطلوب منه القيام بأدوار متعددة من بينها التعرف علي
حاجات واهتمامات الطلبة وتغيير اتجاهاتهم وقيمهم على نحو يوافق أهداف الجامعات ،
وجذب الطلاب إلي الجامعة والمحافظة عليهم ، والتعرف علي الميول المهنية للطلاب
ومساعداتهم في الحصول علي وظائف داخل الجامعة وخارجها ، والعمل على تحسين تعليم
وتعلم الطلاب وزيادة خبرات الطالب بالحياة الاجتماعية عن طريق الأنشطة الطلابية
والمساكن الخاصة بهم .. .. وغيرها ، ولن يتسنى للعاملين في مجال شئون الطلاب
القيام بهذه الأدوار ، إلا من خلال دمج وظائف المؤدب مع المنسق مع المربي (30)
.
والواقع
أن تاريخ وفلسفة شئون الطلاب ، وما تؤديه من وظائف وما شهده من تطور ، قد ارتبط
بفلسفة التعليم الجامعي ، وما يواجهه من تحديات بصفة عامة ، والفلسفات السائدة في
المجتمع بصفة أكثر عمومية ، حيث تأثرت الممارسة المهنية لشئون الطلاب وما زالت
تتأثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بقيم المؤسسة ومعتقدات أعضائها فيما يتعلق
بطبيعة الكائنات الإنسانية وأهداف التعليم العالي (31) ، وانطلاقا من
ذلك يمكن القول أن قطاع شئون الطلاب قد شهد ثلاث موجات فلسفية أسهمت في توجيه
العمل في هذا القطاع ، تمثلت هذه الموجات فيما يلي :
الموجه الأولى : حلول المؤسسة محل
الوالدين :
وقد
تمثلت هذه الموجه في العناية بالطلاب وتوجيههم علميا وخلقيا من جانب المؤسسة ، وفي
ضرورة مسايرة الطالب للعادات الاجتماعية ، فعلاقة الطالب بالمؤسسة أو أعضاء هيئة
التدريس كعلاقة الابن بوالده ، حيث كان أعضاء هيئة التدريس يعرفون صالح الطالب ،
وما هو أفضل بالنسبة إليه ويفرضونه عليه ، فلقد اعتبر الطلاب أطفالا والمؤسسة
والدا أو بديلا للوالد ، ولا غرو فقد كان طلبة التعليم العالي صغارا في السن لا
يتجاوز عمر الطالب (14سنة) ، ومن ثم كانت معاملتهم باعتبارهم أطفالا أمرا مناسبا
ومقبولا ، حيث وضع أعضاء الهيئة القواعد وأجبروا الطالب على اتباعها ، وقد سادت
هذه الموجه مؤسسات التعليم العالي في أمريكا إبان احتلال إنجلترا لها ، واستمرت قرب
قرنين من الزمان ، حيث هيأ المربون والمشرفون على الأنشطة التعليمية البيئة
المناسبة والتي يستطيع الطلاب خلالها متابعة تدريبهم الأكاديمي والخلقي دون تدخل
أو مضايقة أو اعتراض من جانب الطلاب (32) .
فالفلسفة
التي سادت في ظلها هذه الموجه ، لم تشغل الفردية والنمو الشخصي مكانا كبيرا فيها
ولم تعن بسعادة الطالب ورفاهيته خارج الفصل، فالمؤسسة الجامعية تقوم بوظيفة
الوالدين معتمدة على الاتجاه الاستبدادي من خلال تأديب الطلاب وإلزامهم بالقواعد
المطلقة للصواب والخطأ ، ووظيفة شئون الطلاب وفق هذه الفلسفة لا تتجاوز الإعانة على
تحقيق أهداف المؤسسة التي تعني بالنمو العقلي وتغفل سائر جوانب النمو الأخرى، من
خلال صياغة كل شئ في المؤسسة بحيث يعين على تنمية العقل ، فالعقل هو جوهر الطبيعة
الإنسانية ، والعقل والتعقل هما اللذان يميزان بين الإنسان وغيره من الكائنات
الأخرى (33) .
ونتيجة
لما شهدته هذه الموجه من هيمنة على الطلاب من جانب أعضاء هيئة التدريس والمسئولين
عن قطاع شئون الطلاب–حيث كان لهؤلاء الكلمة الأولى في تنظيم
المجتمعات الطلابية –
لجأ الطلاب إلى الشغب وتكوين ثقافات فرعية خاصة بهم ، الأمر الذي أسهم في ضعف تلك
الموجة وظهور موجات وفلسفات أخرى (34).
الموجه الثانية : نظرية النمو المتكامل
:
بعد
ضعف تأثير الموجه الأولى التي تعلقت بفكرة حلول المؤسسة محل الوالدين، ظهرت فكرة
تعلم الطالب والاهتمام بنموه المتكامل ، حيث لم يعد الاهتمام بالنمو العقلي للطالب
الهدف الأساسي الذي يسعى أعضاء شئون الطلاب من أجله ، بل أصبح هؤلاء مسئولين عن
الاستجابة لحاجات نمو الطالب باعتباره كلا متكاملا ، مع العناية بالفروق الفردية
بين الطلاب، والعمل معهم وفقا لمستوى نضجهم ، وقد ظهرت نظريات نمو – خلال فترة الستينات والسبعينات –أعانت شئون الطلاب .
ووفرت لهم أساسا معرفيا يعتمدون عليه في أداء عملهم . في العناية بنمو الطالب
ومراعاة خصائصه ومطالبه ، وكانت تلك النظريات سيكولوجية أو مرتبطة بعلم النفس ،
ومن أشهر تلك النظريات نظرية شيكرينج Chichering ونظرية أريكسون Erikson ونظرية كوليبرج Kohlberg ، وقد أعانت تلك النظريات ونتائجها العاملين في شئون الطلاب على
القيام بإعداد بيئات تعليمية تستجيب لحاجات الطلبة ، وقد كانت هذه النظريات في
بداية اكتشافها عامة ويفترض صدقها على كل طالب ، ثم تكونت نظريات أقل عمومية تصف
حاجات وسلوك فئة معينة من الطلبة (35) .
ولقد
كان وراء ظهور هذه الموجه وبروزها ، نزعات وفلسفات عديدة من بينها النزعة
الإنسانية الجديدة، إضافة إلى الفلسفة الوجودية والبراجماتية والتي ظهرت في أوائل
القرن العشرين نتيجة لنمو علم النفس الفردي وسيكولوجية الفروق الفردية ، والنظريات
المجالية للشخصية والتعلم ، والتأكيد على الإنسان باعتباره كلا متكاملا ، ومن
الضروري العناية بجميع جوانب نموه ، وموافقة المناهج الدراسية لتلك الجوانب ، فهذه
النزعات وإن كانت تؤكد على أهمية العقل ، فهي تؤكد –في الوقت نفسه – على أهمية البدن والوجدان والسلوك ، وعلى ضرورة أن تتجاوز أهداف
التعليم العالي الجوانب العقلية ، وتمتد إلى تنمية الجوانب الأخرى للشخصية
الإنسانية (36) .
إن
على قطاع شئون الطلاب – وفق هذه النزعات – أن يقوم بتوفير الأنشطة التي تعين على العناية بالنمو العقلي
والبدني والاجتماعي والوجداني للطالب وهي في عنايتها بتلك الجوانب لا تغفل الوظيفة
التعليمية للمؤسسة الجامعية ، بل تقوم بتقديم إرشادات تتعلق بوضع الأهداف
الأكاديمية ، وترقية مهارات الدراسة ، واتخاذ القرارات الخاصة بالمفاضلة بين
الأقسام الأكاديمية والاختبارات المهنية ، فالأنشطة الطلابية والإسكان الطلابي
والإرشاد الأكاديمي والخدمات المكتبية تعين وتعزز المحتوى الأكاديمي ، وتعتبر
منفذا للتعيير عن المشاعر والوجدانات والترفيه ، ولا ينبغي لهذه الأنشطة أن تشغل
الطلبة عن الوظيفة الأكاديمية (37) .
ولقد
أكدت الدراسات المعنية بنمو الطالب على مجموعة من القضايا تعد موجها للعمل في مجال
شئون الطلاب لعل من أبرزها (38) :
-
أن مفهوم نمو الطالب
أحد المفاهيم الثرية والمعقدة لما يتضمنه من معان مختلفة وما يثيره من مناقشات على
المستوى النظري ومستوى الممارسة ، ومن المفيد النظر إليه باعتباره تغيرا في
المهارات والاتجاهات والمعتقدات والمعارف يختلف من فرد إلى آخر ، ومن جماعة إلى
أخرى .
-
أن فهم كيفية حدوث
النمو ضروري جدا ، لأنه يقدم توجيهات لفهم القضايا والخطوات الضرورية لمساعدة
الطالب في الحصول على المخرجات التربوية المرغوبة ، فالنمو يحدث في دورات تتسم
بالتنوع والتكامل ، فالنمو العقلي يؤثر في النمو الخلقي ويتكامل معه ، فحل المشكلات
الخلقية المعقدة تتطلب مهارات عقلية والعكس ، كما أن مفاهيم الاستعداد. وقت التعلم
والمرحلة العمرية التي يمر بها الطالب ضرورية لفهم النمو من خلال تأكيدها على قضية
الفروق الفردية .
-
أن النمو يحدث في
سياق ولا يحدث في فراغ ، ونمو الطالب يحدث في البيئة الجامعية بالمعنى الواسع
ولذلك فإن إعداد البيئة التعليمية على نحو مخصوص لتحقيق أهداف معينة – باعتباره الوظيفة الأساسية لأخصائي شئون الطلاب – يوجب فهم السياق الذي يحدث فيه النمو ، وكيف تيسر البيئات أو تعسر
التعلم والنمو. إن إعداد البيئات التربوية الهادفة يجب أن يكون في مركز اهتمام أي
قطاع لشئون الطلاب ، ولقد حدد الباحثون خصائص ونماذج للبيئات التربوية المثالية ،
وخير نموذج قدم وأثبت صلاحيته نموذج بلوشر Blocher (1978) وفيه حدد
سبع خصائص للبيئة التعليمية المثالية هي : الانهماك involvement ، والتحدى Challenge ، المعاضدة Support
والبنية
Structure ، التغذية المرتدة Feedback ، التطبيق Application ، التكامل Integration .
- إن
الأهداف التعليمية ونماذج نمو الطالب يجب أن تتجاوز الاهتمامات الفردية لتبلغ إلى
الاهتمامات الاجتماعية الكبرى، وتنمية المهارات والاتجاهات والمعارف التي تزيد من
إسهام الطالب في ترقية الحياة الاجتماعية هذه الأهداف تفترض الاهتمام بأنواع
مختلفة من المعرفة والمهارة والاتجاه لتحقيق هذا النوع من النمو لدى الطالب.
الموجة الثالثة: المنظور الثقافي النقدي
Critical Cultural Perspective
بدأت
هذه الموجه مع تشكك المعنيين بشئون الطلاب في مناسبة الاتجاهات التقليدية لفهم
الطلاب والثقافات الطلابية والحياة الجامعية ، وهو ما دفع بعضهم إلى التأكيد على
ضرورة تغيير النظرة إلى الحياة الجامعية ، مؤكدين على أهمية المنظور الثقافي
وقضايا التنوع الثقافي في تفسير النمو الإنساني ، وعلى ضرورة إحداث تغييرات جوهرية
في بنية المجتمعات المحلية والثقافات الفرعية التي توجد في الجامعة ، وفي كيفية
النظر إلى خبرات الطلبة في حياتهم وطريقة تفكيرهم (39) .
وقد
اعتمد الاتجاه النظري لهذه الموجه على مصادر متعددة من أهمها الحركات النسائية
والنظرية النقدية وما بعد الحداثة والتعددية الثقافية ، فالاتجاهات النسائية أكدت
على وجوب عناية الأوساط التربوية بالبيئة التي يتحاور فيها الطلبة والمعلمون ،
ويعني فيها بعضهم ببعض ، كما أكدت على الديمقراطية والمساواة بين أعضاء المجتمع
الأكاديمي والتنظيمي ، أما الاتجاهات النقدية فأكدت على نقد الثقافة الحديثة ،
واعتماد توزيع الطيبات الاجتماعية على القوة والثروة ، وتشجيع الجماعات الاجتماعية
على الثورة تحقيقا للمساواة وزيادة للديمقراطية ، ويعتبر " جون ديوي "
بتأكيده على الديمقراطية من أنصار هذا الاتجاه الذي يدعو إلى مجتمع تتساوى فيه
أصوات أعضائه في اتخاذ القرارات التي تشكل حياتهم الاجتماعية ، كما سعت الاتجاهات
التعددية إلى نوع من المجتمع تتساوي فيه الثقافات الفرعية المختلفة ، ويتقبل
الاختلافات الثقافية بين الجماعات المختلفة التي توجد فيه ، حيث تكافح التعددية من
أجل تقليل التدرج الهرمي للأبنية والممارسات
والسياسات التي تخلق تفاوتات عرقية أو جنسية على حساب الآخرين ، وهذه
الاتجاهات تدفع المؤسسات الجامعية وشئون الطلاب إلى إعادة التفكير في التعامل مع
الجماعات المختلفة من الطلبة من خلال بناء مجتمعات تربوية تهتم بالقيم الديمقراطية
ومراعاة الاختلافات الثقافية وتقبلها (40).
ولقد
أعان هذا المنظور الثقافي النقدي العاملين في مجال شئون الطلاب على فهم قوة
الثقافة وبالتالي اعانتهم على الاشتراك في تغيير الظروف الجامعية لاستبعاد الظروف
الثقافية القاهرة ، وغالبا ما يسمى العامـلون الذين يعتمـدون على هـذا المـنظور
بالمربين التحويليين Transformative. ed. وتعتمد فكرة المربيين التحويليين على نظريات للممارسة التعليمية
غالبا ما توصف بالتربية النقدية Critical Pedagogy التي تركز الانتباه على الدور الذي يلعبه المربون لخلق فصول
ديموقراطية يكافح فيها الطلاب لفهم كيف شكلت الثقافة والبناء الاجتماعي حياتهم ،
والهدف النهائي للطالب في هذا الاتجاه هو تنمية الوعي النقدي ، والاشتراك في
التغيير الثقافي والاجتماعي وخلق مجتمع العدل والمساواة ، والأفكار النظرية
المرتبطة بالتربية النقدية التي نماها فريرى Freire
وجيروكس Giroux وهوكس Hooks .. .. وغيرهم، تقدم أفكارا جيدة تتعلق بكيف يرتب المهنيون في مجال
شئون الطلاب أنفسهم، ويضبطون سلوكهم من منظور ثقافي نقدي (41) .
لقد
دعا فريري إلى هدف تربوي يتمثل في استبعاد الأحوال القاهرة التي تحول دون نمو
الناس ، وتحولهم إلى كائنات محبة ومسئولة ، ولهذا نقد المفهوم البنكي للتربية Banking. Ed. الذي يضع المعلم موضع موزع المعرفة ، والطالب في موضع المتلقي،
فهذا المفهوم يجعل الطلبة سلبيين ، ويحول بينهم وبين اكتساب الوعي النقدي الذي
يتمثل في فهم القوى السياسية والثقافية والاقتصادية التي تهمش بعض الجماعات
الاجتماعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستبعاد تلك الظروف القاهرة ، مع تشجيع
الطالب وأعضاء الهيئة على الاشتراك في مناقشات تتعلق بالعدالة والمساواة والحرية
وغيرها ، بما يعين على تنمية الوعي . إن التربية من أجل الوعي النقدي تدفع الطلبة
إلى فهم الواقع وتغييره على عكس التربية التقليدية التي تدفع إلى المحافظة على
الوضع القائم (42) .
وعن
كيفية تطبيق المنظور الثقافي في مجال شئون الطلاب ، فيمكن أن يتضح من خلال استعراض
بعض مضامين الممارسين لشئون الطلاب باعتبارهم مربين تحويليين والتي تتمثل فيما يلي
(43) :
1- يقوم
ممارس شئون الطلاب بإعادة بناء المجتمع الأكاديمي على نحو يعين على نمو الطالب من
خلال الأنشطة الصفية واللاصفية .
2-
التأكيد على السياقات
الثقافية والاجتماعية اللازمة للنمو بدلا من التأكيد على النمو الفردي .
3- بناء
المجتمع الأكاديمي على أساس من العناية والالتزام بالديموقراطية ومراعاة الثقافات
المختلفة والمسئولية الاجتماعية .
4-
التأكيد على اشتراك
الطلبة في اتخاذ القرارات المشكلة للحياة الاجتماعية في الكلية والجامعة .
5-
فهم التباينات
الثقافية وتشجيع الآخرين على تنمية هذا الفهم .
6-
معاملة الطلبة
بالتساوي ، وخلق مجتمع العدل وهو مجتمع محلي يراعي جميع أعضائه .
7-
النظر إلى الصراع على
أنه وسيلة لتغيير المؤسسة ، لأنه يلفت الانتباه إلى وجود مشكلات .
إن
هذه المبادئ تصدق على جميع مجالات شئون الطلاب ، فعلي سبيل المثال إذا طبق مبدأ
الديموقراطية والعناية تغيرت طبيعة الإجراءات التأديبية وسياسات الإسكان الطلابي
والتسجيل والقبول ، كما أن معرفة موظف شئون الطلاب لخبرات الطالب الأجنبي وظروفه
تعينه على إحداث تغييرات في طريقة تقديم الإرشاد الشخصي والأكاديمي وتوفير الرعاية
الصحية والاجتماعية .. .. وغيرها .
ثانيا : مجالات عمل قطاع شئون الطلاب
بالجامعة :
تقوم
قطاعات شئون الطلاب في الوقت الراهن بعدة وظائف هامة تسهم بصورة واضحة في تحقيق
أهداف الجامعة منها التعرف على حاجات واهتمامات الطلاب ، والعمل على تغيير
اتجاهاتهم وقيمهم على نحو يوافق أهداف الجامعة ، وجذب الطلاب إليها والمحافظة
عليهم ، والتعرف على الميول المهنية لهم ، ومساعدتهم في الحصول على وظائف مناسبة
داخل الجامعة وخارجها ……، ويكشف تحليل الكتب الخاصة بشئون الطلاب أن هذه الوظائف تؤدي من
خلال مجالات متعددة مثل القبول والتسجيل ، الإسكان الطلابي ، الخدمات الصحية ،
المساعدات الطلابية ، تأديب الطالب ومعالجة حالات سوء السلوك ، الإرشاد الأكاديمي
والمهني ، الاتحادات الطلابية ( حكومة الطلبة) ، برامج مساعدة الطالب على
الاستذكار وتبصيره بالعلاقات الاجتماعية داخل الحرم الجامعي وخارجه ، وبيان مخاطر
المخدرات 00000وغيرها.
وعلى
الرغم من وجود تباينات حول وظائف ومجالات عمل قطاع شئون الطلاب بالجامعة ، فإن
أبرز هذه المجالات تتمثل– في الغالب – فيما يلي :
1- القبول والتسجيل :
تعتمد الكليات والجامعات على معايير متعددة في
انتقاء طلابها ، كالاعتماد على درجات الطالب في المرحلة الثانوية أو على استعداده
للنجاح في الدراسات التي تقدمها ، أو على الخصائص والسمات العقلية والنفسية ، وهذه
المعايير تتراوح ما بين أسس أكاديمية وغير أكاديمية ، وأحيانا يتم الجمع بينهما
تحقيقا لأفضل استثمار في البشر ومنعا للتسرب والرسوب(45) . فالقبول هو
السياسات والإجراءات التي تعين الطالب على الانتقال من المدرسة الثانوية إلى
الجامعة ، وهو يعتمد أساسا على أراء أعضاء هيئة التدريس ووجهات نظرهم فيما يتعلق
بالتعليم الجامعي وأهدافه وعملياته والتي تتحول إلى سياسات يعمل بها في اختيار
الطلاب ، وهذه السياسات منها ما هو انتقائي لا يسمح لكل الطلبة بالدخول ، وما هو
متاح يسمح لكل الطلبة بالدخول تحقيقا للمكاسب المادية ، أو ما يجمع بين الإثنين (46)
.
وتشتمل
عملية التسجيل والقبول عل عدد من الأنشطة أو العمليات مثل تبصير الطالب بالمؤسسة
وأقسامها وأهدافها ومواردها ، والإرشاد الأكاديمي ، والمساعدة في الاحتفاظ بالطالب
بعد تسجيله ، ومساعدته على التعلم والتدريب ، والحصول على دروس إضافية في بعض
المقررات ، إضافة إلى تعريفة بالأقسام المسئولة عن الأنشطة والمساعدات الطلابية
وغيرها (47) .
وقديما
فهم السؤال " من يلتحق بالجامعة ؟ " على انه تحديد للقدرات الأكاديمية
للطالب ، وكانت هذه مسئولية أعضاء هيئة التدريس ثم أصبحت وظيفة من وظائف شئون
الطلاب. وإذا كان لأعضاء هيئة التدريس الإشراف الصورى عليها، فقرار القبول أصبح –الآن-
قرار الموظف المسئول في شئون الطلاب ، ولذلك عنيت أقسام شئون الطلاب بتحديد من
يلتحق بالجامعة ، والمحافظة على سجلات الطلبة ، وتقديم الخبرات التربوية والثقافية
التي تساعد البرنامج التعليمي الرسمي ، وإرشاد الطلبة في مسائل الحياة الشخصية
والخطط والبرامج التعليمية والوظائف المهنية (48) .
وانطلاقا
من أهمية عملية القبول والتسجيل يحاول أعضاء شئون الطلاب فى مكاتب التسجيل والقبول
معرفة أسباب اختيار الطلبة لكلية دون غيرها ، خاصة مع تضاؤل عدد الطلبة التقليديين
الذين هم في سن الجامعة، حيث يشير الأدب المتعلق (49) بهذا المجال إلى
أن قرار الطالب بالالتحاق في كلية معينة عملية طويلة ، تبدأ بتصور عام عن الفرص
المتاحة في التعليم العالي ، وعن طريق عمليات ودراسات كثيفة يحددون نطاق الاختيار
شيئا فشيئا ثم يستقرون على كلية معينة ، وتوجد في الغالب عوامل عديدة تؤثر في
اختيار الطالب للكلية منها نصيحة الآخرين –كالآباء
والأصدقاء والأقران والمرشدين والخريجين – والسمعة الأكاديمية للمؤسسة والبرنامج المقدم ، ومبلغ وجود
مساعدات مالية من المؤسسة وموقع المؤسسة .. .. ، كما أشار هذا الأدب إلى تضاؤل
أهمية القدرات الأكاديمية كمعيار للقبول – في الوقت الراهن – نظرا لتدخل الحكومة وظهور السياسات والاتجاهات الأيدلوجية التي
تحتم إتاحة فرصة الدراسة الجامعية للأقليات من النساء والفقراء ، تحقيقا لمبدأ
التعليم العالي الجامعي.
2- الإسكان الطلابي :
يعد
تنظيم مساكن الطلاب والإشراف عليها من أهم مجالات عمل قطاع شئون الطالب ، حيث يعد
الاغتراب عن الأسرة من أبرز المشكلات التي تواجه الطلبة عند بداية التحاقه
بالجامعة ، فالطالب المغترب يسعى عند التحاقه بالجامعة إلى الحصول على سكن مناسب
تتوافر فيه الإمكانات التي تعينه على التحصيل الدراسي ، وتسهم في تنمية شخصيته ،
من خلال توجيهه والإجابة عن معظم تساؤلاته عن حياته الجديدة ، فالطالب الذي اعتاد
نظاما معينا في حياته ، وحدودا معينة يسير في نطاقها ، يجد نفسه فجأة مسئولا عن
نفسه – بعد التحاقه
بالجامعة – يضع لنفسه الحدود
إذا أراد ويطلقها إذا أراد ، يخرج عندما يريد ، ويعود عندما يشعر بالرغبة في
العودة (50) ، كل هذا يجعل الطالب في حاجة إلى مقر يسكن فيه ، ويوفر له
العديد من جوانب الرعاية التي تساعد على تهيئة مناخ مناسب يعين الطلاب على الإنجاز
والتحصيل الدراسي ، ويساعدهم على حسن استغلال وقت فراغهم .
وانطلاقا
من تلك الأهمية للإسكان الطلابي ، بدأت الجامعة منذ زمن– بسبب وضعها المركزي ، وما يرتبط بذلك من انتقال طلابها للمعيشة بعيداً
عن الأسرة –الاهتمام بإنشاء
مساكن للطلبة وزودتها بالمشرفين والأخصائيين ، وأصبح الإسكان الجامعي جزءا مميزا
للجامعة وللحياة الجامعية ترصد له الأموال ، وتدخل عليه التحسينات ، وتوفر له
الكوادر الفنية والأخصائيين في مجال التغذية والإرشاد النفسي والاجتماعي للطلاب (51) .
ولقد
جمعت المساكن الطلابية في أنشطتها بين النواحي الاجتماعية والأكاديمية ، حيث خصصت
بعض المساكن بجانب أماكن النوم طاولات للأكل وفقا للتخصص الأكاديمي حيث يأكل عليها
الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والمشرفون على الأقسام الأكاديمية معا ، واشتملت
المساكن على مكتبات تعين الطلاب على السيطرة على موضوعات دراستهم ، إضافة إلى
مطبوعات المساكن التي كانت تتضمن بجانب الموضوعات الأكاديمية موضوعات أدبية
وموضوعات عن المناسبات المحلية وغير المحلية ، وكانت المطاعم مراكز للأنشطة
العلمية والأدبية أشبه بالمحاضرات والسيمنارات التي تعقد في الكليات الحديثة، وفي
أحيان كثيرة كانت المحاضرات العامة تتم في الكلية والسكاشن تعقد في المساكن ، كما
اهتمت بعض المساكن بأنواع معينة من الأنشطة الخارجة عن المنهج كالألعاب والمسابقات
الرياضية والاجتماعية والموسيقية(52) .
ومما
تجدر الإشارة إليه أن الاهتمام بتوفير المساكن لإقامة طلاب العلم بها ، كان من أهم
الأوليات التي حرص عليها المجتمع الإسلامي عبر عصور ازدهاره ، حيث كانت مساكن
الطلبة من أهم الوحدات المعمارية التي كان يجب توافرها في المنشأة التعليمية
لإقامة الطلبة فيها ، ولضمان عدم انقطاعهم عن العملية التعليمية بها ، حيث تكونت
المنشأة التعليمية–
في العصر الأيوبي –
من أربعة عناصر رئيسية الاواويين والبهو أو الفناء المكشوف ، وبيوت الطلبة والتي
كانت عبارة عن غرف صغيرة الحجم بعضها من طابق واحد ومعظمها من طابقين ، ويختلف
عددها وشكلها من مدرسة إلى أخرى تبعا لحجم المدرسة ، إضافة إلى الوحدات الثانوية
الأخرى المطلوبة في المنشأة كخزانات الكتب وقاعات الدروس وتناول الطعام وغير ذلك
من المنافع الضرورية للمقيمين بالمدرسة (53) .
كما
حرص مؤسسوا المدارس في العصر المملوكي على توفير المساكن اللازمة لإقامة الطلاب
والمدرسين بهذه المدارس ، حتى إن بدر الدين بن جماعة قد أشار في حديثه عن المدارس
التي عاصرها " إن هذه المدارس قد وفرت للطلاب الذين كانوا ينزلون بها للدراسة
والإقامة في بيوتها " (54) .
وقد
وضع منشئوا المدارس قواعد عديدة تنظم السكن في تلك المساكن الداخلية ، بحيث تراعي
حالة الساكن الصحية ، واختيار المسكن الملائم له كما روعي المستوى الأخلاقي للطلاب
عند اختيار أماكن سكناهم بالمدرسة ، بما يضمن العلاقة الطيبة بين جميع الساكنين ..
.. وغيرها الكثير ، بما يسهم في توفير أكبر قدر من الهدوء والسكينة للقاطنين
بالمدرسة ، حتى يتفرغوا للدراسة والبحث وإقامة شعائرهم ( شعائر دينهم ) ، هذا
بالإضافة إلى سمعة المدرسة ونظامها من خلال القواعد التي ارتبطت بسلوك ساكنى
المدرسة خارج مبناها (55) .
وانطلاقا
من أهمية مساكن الطلاب ودورها في تحقيق النمو المتكامل للطلاب ، وسعيا إلى توضيح
دور أخصائي شئون الطلاب في زيادة دور تلك المساكن في تحقيق أهداف الجامعة ، فقد
تناولتها دراسات عديدة ، منها ما تعلق بتأثيرها على تعلم الطلاب ونموهم ، وما تعلق
بكيفية تنظيمها وتوزيع الطلاب عليها ، وإضافة إلى الدراسات التي تناولت دور أخصائي
شئون الطلاب في تحقيق تلك المساكن لأهدافها ، حيث كشفت الدراسات المتعلقة بتأثير
السكنى في مساكن الجامعة في مقابل السكني في البيت ، عن أن الطلبة الذين يسكنون في
مساكن الطلبة أفضل تعليما ونموا من الطلبة المتنقلين ، وكشفت النتائج عن أن الطلبة
الذين يسكنون في المساكن الجامعية أفضل تحصيلا من الطلبة الذين يسكنون في المساكن
التي يمتلكها الطلبة (56) ،
فالجامعة توفر للطالب في مساكنها العديد من الخدمات الضرورية لتفرغه للتحصيل
الدراسي ، كالخدمات الطبية ووسائل الترفيه والمطعم إضافة إلى قرب هذه المساكن من
أماكن المحاضرات والدروس العملية .. .. وغيرها (57) ، كما أن هذه
المساكن تسهم في توفير فرص الاحتكاك الثقافي بين الطلبة والمشرفين على المساكن من
أعضاء هيئة التدريس وأخصائي شئون الطلاب ، إضافة إلى ما تتيحه من فرص للاحتكاك
والتفاعل الاجتماعي وتعميق الصداقات بين الطلبة (58) ، أما التقرير
الذي قدمه آستن Astin ولخص فيه نتائج الدراسات العديدة التي أجراها بالاشتراك مع
المؤسسات المعنية بدراسة تأثير الكلية على الطلبة في الفترة من 1960-1974 ،
واستمدت بياناتها من حوالي (30) مؤسسة جامعية في الولايات المتحدة الأمريكية
وحوالي 200.000 طالب، أشارت النتائج – المتعلقة بمساكن الطلبة – إلى أن الطلبة الذين يعيشون في المدن الجامعية مقارنة بمن يعيشون
مع والديهم ، يكشفون عن زيادة كبيرة في بعض الأنماط السلوكية ( تناقص النزعة
الدينية– زيادة السلوك
العدوانى – الانهماك في
الحياة الجامعية ) ، كما أن السكن في مساكن الطلبة له تأثير على كثير من المخرجات
العقلية والاشتراك في الحكومات الطلابية (اتحادات الطلاب) بصورة أوضح من تأثير
السكن مع الأهل (59) .
كما
كشفت الدراسات المتعلقة بالإجراءات التي استخدمت في توزيع الطلاب على المساكن
الجامعية عن نتائج كان أبرزها ، أن الطلبة من نفس التخصص الذين يسكنون معا في
المساكن الجامعية من أفضل الطلبة في مختلفى التخصص ، وأن المزاوجة بين الطلبة
الممتازين أفضل من جمع الطلبة من مستويات مختلفة في مسكن أو حجرة واحدة ، كما لا
توجد فروق بين الطلبة الذين يسكنون في مساكن مختلطة ، والطلبة الذين يسكنون في
مساكن خاصة بالذكور فقط ، أو الإناث فقط ، وإذا كانت بعض الدراسات قد أشارت إلى أن
الطلبة الذين يسكنون في مساكن قليلة العدد أفضل تحصيلا من الطلبة الذين يسكنون في
مساكن كثيرة العدد (أو في غرف يشترك فيها أكثر من شخصين ) ، فإن دراسات أخرى أشارت
إلى أن الحجم المثالي للسكن يعتمد على نوعية التعليم وخصائص الساكنين ، فأحيانا
يكون الحجم الصغير مطلوبا لتكوين العواطف القوية ، وأحيانا غير مطلوب (60).
والواقع
أنه انطلاقا من أهمية هذا المجال– الإسكان الطلابي- وتعقده، ينبغي على أخصائي شئون الطلاب أن يقدم
للطلاب إرشادات وتوجيهات تتعلق بالإسكان الطلابي مثل أهمية السكن في المساكن
الجماعية ودوره في زيادة التحصيل الدراسي للطلاب ، والتخرج السريع ، وكيفية التقدم
للسكن وأشكال الإقامة فيه ، واختيار الزملاء في المسكن ، والخدمات المتاحة في
المساكن وكيفية استفادة الطلاب منها .. .. وغيرها، وقيام أخصائي شئون الطلاب بتلك
المهام يتطلب ضرورة إلمامه بإجابات للعديد من الأسئلة والاستفسارات ، كيف نوفر
مكانا خاصا لكل طالب في المساكن الجامعية ؟ كيف توفر المساكن الطلابية فرصا
للتفاعل الاجتماعي بين الساكنين ، أو بينهم وبين المشرفين على هذه المساكن ؟ كيف
نضاهي بين الطلبة الذين يسكنون في غرفة واحدة مشتركة ؟ كيف يتعامل أخصائي شئون
الطلاب مع الطلبة المخربين ، وذوي الاحتياجات الخاصة ؟ ما تأثير السكنة الجامعية
على المخرجات التربوية بالمقارنة مع أو بالقياس إلى السكن مع الأسرة ؟ ما الخصائص
التي ينبغي أن تتوافر في القائمين على أمر تلك المساكن ؟ .
إن
إلمام أخصائي شئون الطلاب بإجابات أو استفسارات لتلك الأسئلة لا يمكن ان يتم دون
إعداد مهنى له قبل التحاقه بالخدمة ، إضافة إلى مروره بعدد من الدورات التدريبية
للتعرف على الجديد في هذا المجال ، واستكمال ما تم إغفاله في عملية الإعداد.
3- تنظيم شئون
الدراسة والامتحانات :
يعتبر
إعداد ومراجعة الخطة الدراسية ، وتحديد مراحل الدراسة والفترة الزمنية للعام
الجامعي ، وإعداد جداول القائمين بالتدريس من داخل الجامعة أو المنتدبين من خارجها
، والإشراف على التدريب الميداني الذي يتم للطلاب أثناء العام الدراسي أو خلال
الإجازة الصيفية ، وتنظيم الرحلات العلمية له .. .. وغيرها من الأمور التي تتم
استنادا إلى ما تؤكده وتوضحه اللوائح الخاصة بكل كلية من كليات الجامعة ، من أهم
مجالات عمل قطاع شئون الطلاب بالكلية أو الجامعة . كما يتولى أخصائي شئون تنظيم
أعمال الامتحانات من حيث عمليات الإعداد قبل الامتحانات وأثناءها، وتشكيل لجان
الكنترول والمراقبة ، إضافة إلى عمليات رصد النتائج في الكشوف المخصصة لذلك ،
وإعلان النتائج .. .. وغيرها من الإجراءات التي تضمن إتمام هذه العملية وفق
اللوائح المنظمة لتلك الأعمال والخاصة بكل كلية .
كما
يرتبط بهذا المجال ما تقوم به إدارة الامتحانات بالإدارة العامة لشئون التعليم
والطلاب بكل جامعة من مراعاة الاعتبارات التي تحددها القوانين المنظمة للدراسة
والامتحان ومنح الدرجة العلمية ( منح مرتبة الشرف( وعدد مرات تقدم الطالب للامتحان ، وفرص أداء الامتحان من الخارج ،
وحالات فصل الطلاب ، ومواد التحميل والإعفاء ، وترتيب الطلاب الناجحين وفق مجموع
درجاتهم . كما تتولي هذه الإدارة النظر في الاعتذارات عن أداء الامتحان المقدمة من
الطلبة ، سواء كانت اعتذارات مرضية أم اعتذارات اجتماعية وقواعد عقد اللجان الخاصة
للحالات المرضية (61) .
4- الإرشاد الأكاديمي
والمهني :
يعد
الإرشاد الأكاديمي والمهني للطلاب قبل وأثناء الدراسة الجامعية من صميم اختصاص
الشئون الطلابية ، أو على الأقل مشاركة من الشئون الطلابية بتيسير عملية التحاقهم
بالدراسات التي تناسبهم ، من خلال ما يقدمون من بيانات وخدمات ومشورة فنية للطلاب
، تساعدهم في التعرف على الأقسام والإدارات والمكاتب المختلفة التي يتعاملون معها
، كمكتب التسجيل والقبول ، وشئون الطلاب ، والخدمات الطبية .. .. هذا بالإضافة إلى
خدمات الإسكان والخدمات الثقافية ، وخدمات الإرشاد النفسي والتوجيه المهنى وغيرها
من الخدمات التي تستهدف تنمية الشخصية السوية للطلاب، بما يؤدي إلى نجاحهم في
دراستهم وقدرتهم على أداء دورهم في خدمة مجتمعهم (62) ، والإرشاد
الطلابي يعد ركنا هاما من أركان التربية الحديثة من حيث اهتمامه بجوانب شخصية
الطالب ومساعدته على التوافق أثناء حياته الدراسية (63) .
وإذا
كان الإرشاد يشير إلى الاستشارات المتاحة للطلبة المسجلين والمتوقعين الذين
يرتبطون بطريق مباشر أو غير مباشر بمنهج التعليم العالي ، فإن هذا الإرشاد كان وظيفة
من وظائف الكليات ، وكان جزءا من عمل أعضاء هيئة التدريس ، فقد أرشدوا الطلبة فيما
يتعلق بالأنشطة الصفية واللاصفية وفي الجوانب الخلقية والعادات العقلية المناسبة ،
حيث قدموا النصح والإرشاد المناسب لنصح الوالدين لو كانوا موجودين (64).
وفي
الوقت الحالي لا تخلو مؤسسة تعليمية جامعية أو قبل جامعية من وجود مراكز للإرشاد
تنشئها المؤسسة ، وتخصص ميزانية للإنفاق عليها من الرسوم أو التبرعات أو الهبات ،
ويتألف العاملون في هذه المراكز من أعضاء هيئة التدريس ذوي التخصصات المرتبطة بعلم
النفس والصحة النفسية وأخصائي شئون الطلاب وأخصائيين من خارج الهيئة بغرض إعانة
الطالب على التكيف مع البيئة الجامعية والاستقلال عن الأسرة وتكوين علاقات حميمة
مع الآخرين ، ومساعدة الطالب على اختيار التخصص واختيار العمل ، وعلى حل مشكلاته
الشخصية والاجتماعية ، وتحقيق أهدافه الشخصية والأكاديمية بطريقة تتناسب
ورسالة الجامعة (65) .
وللإرشاد
أنماط متعددة حددها ليفين Levine في أربعة أنماط أساسية :
أ- الإرشاد
الأكاديمي : وهذا النمط من الإرشاد يعني بالمكونات العقلية أو المعرفية للمنهج ،
مثل اختيار المقررات الدراسية ، والتعريف بالمتطلبات السابقة لمقررات معينة ،
ومطالب التخصصات المختلفة ، وأداء الطالب الدراسي وتقدمه ، فهو عملية تهدف إلى
مساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم وإمكاناتهم بهدف المعاونة لاتخاذ القرارات التي
تتصل بخطة الدراسة ، واختيار التخصص المناسب والمساعدة في التغلب على الصعوبات
التي قد تعترض المسار الدراسي للطلاب ، وغالبا ما ينقسم الإرشاد الأكاديمي قسمين :
إرشاد قبل التخصص Premajor وإرشاد في التخصص (66) ، فعملية الإرشاد الأكاديمي
يفترض أنها مستمرة منذ قبوله وتسجيله للمقررات وحتى انتهاء تخرجه . وإن كان احتياج
الطالب له يزداد في فترات معينة مثل التقدم للالتحاق بالدراسة لأول مرة ، وعند
البدء في اختيار بعض الشعب أو المقررات (67).
ب- الإرشاد
الشخصي : وهذا النمط يتعامل مع النمو الوجداني والحياة الخاصة للطالب حيث يتعامل
مع مشاعر الطالب وانفعالاته ، وخبرته الاجتماعية وصحته البدنية والنفسية ،
ومشكلاته المالية وسلوكه ، وهذا النمط يعتمد على أعضاء هيئة التدريس والإداريين
والطلبة والمتخصصين في الإرشاد ، وهؤلاء قد يكونوا محامين أو أطباء وأطباء نفسيين
ومرشدين ماليين ومتخصصين في مجال شئون الطلاب ، لتقديم تلك الخدمات الشخصية (68)
.
ج- الإرشاد
الوظيفي أو المهني : يرتبط هذا النمط من الإرشاد بالتخطيط المهنى وإعداد الطالب
لمهنة أو وظيفة معينة سوف يلتحق بها الطالب بعد تخرجه ، والمؤسسة الأساسية لتقديم
تلك الخدمات هي مكتب التخطيط والتعيين الوظيفي في الكلية أو الجامعة ، والذي يسهم
في توفير المعلومات والكتب الخاصة بمطالب المهن المختلفة، ومساعدته في الحصول على
عمل بعض الوقت (عمل صيفي) ، وعمل دائم بعد التخرج ، كما تقدم أقسام شئون الطلاب
برامج وورش عمل تعين الطالب في اختيار الوظيفة المناسبة ، وتعين أصحاب العمل على
الالتقاء بالطالب قبل تخرجه .. .. وغيرها (69).
وهناك
برامج أخرى جامعية وغير جامعية للإرشاد المهني والوظيفي تتم من خلال أعضاء هيئة
التدريس والإداريين والزملاء ، وأصحاب الأعمال بالإضافة إلى الآباء والأقارب
والأصدقاء ، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن هؤلاء ذوو كفاءة في إرشاد الطلاب
وتبصيرهم بحقائق المهن في الوقت الراهن ، فمعرفة أعضاء هيئة التدريس والعاملون
بقطاع شئون الطلاب بحقائق المهن وتعرفهم على الميول المهنية للطلبة يمكن أن يعين
على توجيه الطالب إلى المهن التي تناسبه (70) .
د- إرشاد الجامعات الخاصة : يقدم إرشاد الجماعات
الخاصة استشارات ونصائح للطلبة ذوي الحاجات الخاصة المختلفة عن حاجات عموم الطلبة
مثل الطلبة الكبار والنساء وطلبة الاقليات والطلبة المعوقين والموهوبين والفقراء
.. .. وغيرهم . ويشتمل برنامج إرشاد الجماعات الخاصة على وظائف وخدمات تتعلق
بإرشاد الطالب إلى نوع السكن والمهن التي تناسبه وكيفية الحصول على المساعدات المالية
وتقديم المعاضدة السيكولوجية والاجتماعية للطالبات وجماعة الاقليات ، ويشرف على
تلك البرامج الطلبة أو أعضاء هيئة التدريس أو المهنيون والخريجون (71) .
وإذا
كان الإرشاد يعد من أهم مجالات عمل قطاع شئون الطلاب فإن هناك بعض الانتقادات التي
توجه لعملية الإرشاد من بينها زيادة جرعة الإرشاد وتعدد مجالاته بالكليات
والجامعات ، ويزيد من تبعية الطالب وعدم اعتماده على نفسه إضافة إلى أن الإرشاد
الأكاديمي يحظى– في معظم الكليات – بأكبر قدر من العناية على حساب صور الإرشاد الأخرى، كما أنه يتم
بصورة سيئة ، ولا يشبع مطالب واحتياجات الطلاب (72) .
5- تأديب الطلاب
ومعالجة حالات سوء السلوك :
يعد
تأديب الطلاب ومعالجة سوء سلوكهم أو التربية الخلقية عامة ، من أهم مجالات عمل
قطاع شئون الطلاب ، خاصة في ظل انشغال أعضاء هيئة التدريس والجماعات الأخرى في
الجامعة بالجوانب الأكاديمية المعرفية والمهارية على حساب الجوانب الوجدانية
والأخلاقية ، ولعل ما يزيد من أهمية هذا المجال ما يشهده مجتمع الطلاب بصفة عامة
وطلاب الجامعة خاصة من سلوكيات تتعارض أو تخالف اللوائح والقوانين الجامعية، بل
وقد تمتد إلى مخالفة القيم والأعراف والقوانين المجتمعية(73) ، ففي دراسة عن
أنواع حالات سوء سلوك الطلاب للجامعات الأمريكية خلال عشر سنوات
(1976/1977-86/1987)- بلغت (293) جامعة تمثل مختلف الجامعات والأقاليم والبرامج
والأنماط الإدارية-، أوضحت النتائج أن حالات التأديب التي عالجتها تلك الجامعات
جاءت في (13) مجال منها : إدمان المخدرات وتداولها ، المقامرة ، الاعتداء الجنسي ،
تخريب الممتلكات ، السرقة ، مخالفة قواعد المساكن الطلابية ، مخالفة القانون
المدني التي عولجت في الجامعات ، مخالفات القانون المدني التي أحيلت إلى السلطات
المختصة .. .. وغيرها ، كما أشارت نتائج تلك الدراسة أن أساليب معالجة حالات سوء
السلوك لم تتغير على مدى عشر سنوات ، كما أكدت الدراسة على أن إحالة جرائم العنف
إلى البوليس أو المحاكم يتعارض مع
التقاليد الجامعية الراسخة التي توجب محاكمة الطالب داخل الجامعة ، وتوقيع العقاب
المناسب الذي ينبغي أن يكون علاجيا وذا طبيعة تربوية تناسب أهداف الجامعة ، وأن
على المسئولين عن تأديب الطلاب وأخصائي شئون الطلاب أن يفهموا نمو الطالب
والمشكلات المرتبطة بهذا النمو ، ويقدموا المقترحات التي يعتبرونها مناسبة للجهات
الإدارية والأكاديمية في الجامعة ، ويجب أن يفهموا نظرية النمو ، وما توجبه من
ممارسات تأديبية (74) .
6- المساعدات
الطلابية :
تحرص
معظم دول العالم على تقديم كثيرا من المساعدات المادية والنقدية للطلاب، لكي
تعينهم على استكمال دراستهم خاصة الطلاب ذوي الظروف الخاصة ، وهذه المساعدات تعتمد
– في الغالب – على تقدير حالة الطالب لإكمال تعليمه من خلال دراسة ظروفه ومصادر
دخل أسرته ، وتقدير تكاليف التعليم من مسكن ومأكل ومواصلات وكتب وأدوات تعليمية ..
.. وغيرها ، وتقوم أقسام إدارات شئون الطلاب بدور أساسي في هذا المجال من خلال
تبصير الطالب بأنواع المساعدات وأماكن الحصول عليها والعمليات والإجراءات التي
ينبغي اتباعها للحصول على تلك المساعدات (75) .
وتتضمن
المساعدات الطلابية مجالات متعددة من بينها (76) :
أ-
التخفيض أو الإعفاء
من الرسوم الدراسية ، من خلال وضع نظام للإعفاء يقوم على أسس مختلفة منها ما يقوم
على التفوق الدراسي ، بغض النظر عن حالة الطالب المادية ومنها ما يقوم على الحالة
المادية للطالب بشرط أن يكون حاصلا على تقدير معين ، ومنها ما يقوم على ما يصيب
الطالب أثناء دراسته من ظروف تؤثر في قدراته المادية على دفع الرسوم .
ب-
منح مكافآت دراسية
للطلاب المتفوقين دراسيا ، والذين يحصلون على تقديرات مرتفعة (جيد جداً ، ممتاز )
وهذه المكافآت لا شأن لها بالقدرة المالية فهي تمنح للطالب المتفوق الغني والفقير
.
ج-
تقديم قروض للطلبة عن
طريق بعض البنوك ، لتغطية بعض النفقات اللازمة لهم على مدى سنوات ،وتحصيلها منهم
بأسلوب ميسر بعد أن يتم الطالب دراسته ويجد عملا ، حيث يتم تقسيط هذه القروض على
الطلاب بعد تخرجهم والتحاقهم بسوق العمل .
د-
تقديم مساعدات مالية
للطلاب الفقراء وذوي الظروف الخاصة ، بهدف تحقيق الضمان الاجتماعي للطلاب ، والعمل
على حل المشكلات التي تواجههم ، وتحول بينهم وبين الاستمرار الهادئ في دراستهم
بسبب ظروفهم المادية ، وهذه المساعدات يتم تقديمها للطلاب من خلال صناديق خاصة – صندوق التكامل الاجتماعي – أو بعض البنوك ، أو من خلال التبرعات والهبات التي يقدمها
الأغنياء لهذا الغرض .
وعلى
الرغم من أهمية هذه المساعدات وضرورتها ، فإن قلة الاعتمادات المالية المخصصة لهذا
الغرض ، وزيادة عدد الطلاب طالبي هذه الخدمة ، يمكن أن تحول دون توفيرها بصورة
كافية ، وهو ما دعى بعض الباحثين إلى التأكيد على بعض البدائل لترقية تلك
المساعدات الطلابية دون إضافة أعباء جديدة على الحكومات ومن هذه البدائل (77) ما يلي :
أ-
المساعدة الذاتية ،
بمعنى أن يساعد الطالب نفسه من خلال العمل في بعض شهور الصيف أو العمل بعض الوقت
أثناء الدراسة ، ويفضل ألا يعمل الطالب أكثر من 20 ساعة أسبوعيا ، حتى يستطيع
متابعة دراسته ، وهذا البديل يتيح للطالب الحصول على قدر من المال يعينه على
الإنفاق على تعليمه ، ويوطد الصلة بين مؤسسات التعليم العالي والمجتمع المحلي ،
كما أنه يزود الطالب بخبرات علمية تجعل مهاراته قابلة للتسويق بعد التخرج .
ب-
إنشاء بنك قومي
لمساعدة الطالب ، من خلال تقديم سلف تستخدم للإنفاق على تعليمه ، ولا ترتبط بظروف
الطالب المالية ، هذه السلف تساعد الطالب على الدراسة في مؤسسة أفضل ، وتزيد من
البدائل المتاحة أمامه لإنفاق موارده المالية المتاحة .
ج-
تقديم مساعدات للطالب
تعينه على تكاليف الإقامة والكتب وتحصل من الطالب بعد حصوله على العمل .
د-
الطالب الذي يدرس بعض
الوقت لا يعطى قرضا كاملا ، وإنما يكتفى بنصف القرض .
ه-
تخصيص نسبة معينة من
دعم الطالب – 10% مثلا – للحالات الصعبة التي لا تستطيع الحصول على عمل أثناء الدراسة .
ومما
تجدر الإشارة إليه أن هناك مشكلات عديدة تتعلق بتقديم مساعدات للطالب من بينها
مشكلة تتبع الطالب المدين ، ومشكلة الحصول على مساعدات من القطاع الخاص أو البنوك
أو بنك الطالب لقلة الموارد المخصصة للمساعدة ومشكلة استرداد الأموال ، هذه
المشكلات وغيرها تتطلب من المسئولين البحث أو ابتكار طرق لمساعدة الطالب الذي يدرس
طول الوقت أو بعضه ، والعمل على تحقيق التآزر بين الجهات التي تساعد الطالب – إتاحة لتكافؤ الفرص ، وتقديم خدمة جيدة للطالب– وإجراء مزيد من الدراسات الإمبربقية حول كيفية إنفاق الطالب
للمساعدة ، وهل تستخدم تحقيقا لغرض الدراسة أو لتحقيق لأغراض أخرى (78) .
7- الخدمات الطبية :
يعد
توفير الخدمات الطبية وتنظيم تقديمها للطلاب ، وإرشادهم للحصول عليها والاستفادة
منها ، من مجالات عمل قطاع شئون الطلاب ، ففي كل جامعة جهاز خاص بالشئون الطبية
يتولى الرعاية الصحية وتوفير العلاج لطلاب الجامعة ويتبع نائب رئيس الجامعة لشئون
التعليم والطلاب في إدارته وتسيير أموره ، ويكون له لائحة داخلية تنظم شئونه
ويعتمدها مجلس الجامعة ، وتعتبر مستشفيات طلاب الجامعة وحدة من وحدات هذا الجهاز
كما توفر بعض الجامعات للطلاب نظاماً خاصاً للتأمين الصحي عليه (79 )، وغالبا ما تتضمن
الخـدمات الطبية الفحـص الطبي الشـامل للطالب عند بداية التحـاقه بالجامعة ،
وتقديم المشورة الطبية له عندما يطلبها، وتقديم العلاج أو إجراء العمليات الجراحية
له في حالة مرضه بالإضافة إلى الاستشارات النفسية للطلاب المعتلين نفسيا ، مع
الاحتفاظ بسجل كامل للحالة الصحية والبدنية للطلاب خلال فترة دراسته (80) .
8- الخدمات المكتبية
:
تشكل
الخدمات المكتبية جانبا مهماً من جوانب العملية التعليمية والتربوية ، ومجالا من
مجالات عمل قطاع شئون الطلاب ، فالمكتبة عصب التعليم المتطور ، وضرورة أساسية من
ضرورياته (81) ، فهي تيسر للطلاب فرص للإطلاع على مجموعة واسعة متنوعة
من الكتب ، تعين الطلاب على تحصيل دروسهم وتزيد من رصيدهم الثقافي والعلمي ،
فالمكتبة هي القاعدة الصلبة التي يمكن أن تقوم عليها مختلف الجهود الثقافية في أى
مجتمع من المجتمعات ، وتزداد أهمية المكتبات مع ارتفاع أسعار الكتب وصعوبة اقتناء
الكثيرين لها (82) وظهور خدمات مكتبية جديدة– كخدمات الإنترنت وظهور الكتب الإلكترونية .. .. وغيرها – إضافة إلى ظهور أنماط جديدة للتعليم الجامعي كالتعليم عن بعد ،
والتعليم المفتوح ، هذه الأنماط وغيرها تتطلب توافر خدمات مكتبية أفضل من حيث
النوع والكيفية ، وتزيد من أهمية أخصائي المكتبات ودوره في توفير هذه الخدمات .
وانطلاقا
من أهمية المكتبات تحرص كل مؤسسة تعليمية على وجود مكتبة بها ، تضم العديد من
المؤلفات العامة والدوريات المحلية والعالمية ، والتي لا غنى للطالب عن الرجوع
إليها ، هذا بالإضافة إلى المكتبات التخصصية الملحقة ببعض الأقسام (83)،
وهذه المكتبات منها ما هو مقروء أو مسموع أو مرئي ، كما أنها متصلة بغيرها من
المكتبات داخل الجامعة وخارجها ، وتوفر المكتبات مجموعة من الخدمات للمترددين
عليها حيث تضم عدداً من القاعات للإطلاع الداخلي أو الاستماع والمشاهدة، كما أنها
تقوم بتسهيل خدمات الإعارة الخارجية تحت شروط معينة ، كما يتوافر في كل مكتبة
مجموعة من الأخصائيين يسهمون بدور كبير في توجيه روادها نحو الاستفادة من كل ما
يوجد بها من كتب ومراجع وشرائط وإسطوانات (C.D) والاتصال بمراكز
المعلومات المحلية والعالمية (84) .
9- النشاط الطلابي والاتحادات الطلابية
:
تؤلف
الأنشطة الطلابية مكونا أساسيا من مكونات البيئة التربوية التي توفرها الجامعة
لطلابها ، فهي تشتمل على طائفة من المؤثرات الثقافية والاجتماعية والفنية
والرياضية .. .. وغيرها (85) ، من خلال أحداث يشترك فيها الطالب خارج
الفصل أو قاعات المحاضرات ، ولذلك تسمى أحيانا الأنشطة اللاصفية أو الأنشطة
المصاحبة ، هذه الأنشطة تتضمن-في الغالب-الألعاب والمباريات ، وعرض الأفلام ،
وتنظيم محاضرات علمية وثقافية ، والأنشطة الخلوية والرحلات ، وتنظيم عمل بعض
الجمعيات الطلابية كالجمعيات العلمية والجمعيات الأدبية والجمعيات الفنية
والموسيقية، والجمعيات الاجتماعية والتطوعية والتي تقوم بخدمة المرضى والعجزة
والمحتاجين وذوى الظروف الخاصة (86) .
ووظيفة
أخصائي شئون الطلاب فيما يتعلق بهذا المجال وتلك الأنشطة تتمثل في جمع الاهتمامات
المختلفة للجماعات المختلفة من الطلاب وتقديم الأنشطة التي تخدمها ، وعندما يقوم
الطالب بتلك الأنشطة تصبح وظيفة أخصائي شئون الطلاب هي التدخل لجعل تلك الأنشطة في
خدمة أهداف الجامعة وتحقيق النمو المتكامل للطلاب (87) .
ثالثا : اتجاهات التطوير في مجال شئون
الطلاب للجامعة:
في
ضوء ما يشهده التعليم الجامعي من تغيرات جوهرية ، انعكست بدورها على كافة قطاعاته
والتي من بينها-بل من أهمها– قطاع شئون الطلاب ، شهد قطاع شئون الطلاب تطورات عديدة في أهدافه
وفلسفته ومجالات عمله ، إضافة إلى تطورات في خصائص العاملين به تمثلت في اتجاهات
عديدة لعل من أبرزها ما يلي :
1- تعديل أهداف شئون الطلاب في ضوء
الفلسفات الحديثة المتعلقة به :
إن
زيادة وتعدد مسئوليات قطاع شئون الطلاب ، وقيامه بعدد كبير من الأدوار والوظائف ،
أسهمت في زيادة الحاجة إلى فلسفة جديدة توجه عمل قطاع شئون الطلاب، وقد تمثلت هذه
الفلسفة في الاعتماد على نظريات النمو (نمو الطالب) لتوجيه الممارسات في شئون الطلاب
، فلم تعد الفلسفة الموجهة للعمل في قطاع شئون الطلاب قاصرة على النواحي التأديبية
والإدارية ، ولكنها امتدت إلى العناية بنمو الطالب وتعلمه .
ولذلك
أصبحت الفلسفة التي تحكم عمل قطاع شئون الطلاب وتوجهه، تلك التي تتعلق بفكرة النمو
المتكامل للطالب ، من خلال العناية به ككل ، وعدم الفصل بين الجوانب الأكاديمية عن
غيرها من الجوانب الوجدانية والخلقية من نمو الطالب ، والعاملون في قطاع شئون
الطلاب-انطلاقا من ذلك-مربون يشاركون أعضاء هيئة التدريس والإداريين الآخرين
والطلبة، في مسئولياتهم عن إعداد بيئات وتخطيط أنشطة تدفع الطالب إلى التعلم
والنمو الشخصي .
ويكشف
قطاع شئون الطلاب المعنى بزيادة تعلم الطالب ونموه عن مجموعة من الخصائص ، وكل
خاصية منها تثير مجموعة من الأسئلة والتحديات لابد أن يعيها أخصائي شئون الطلاب من
أهمها :
أ-
رسالة شئون الطلاب
تكمل رسالة المؤسسة لزيادة تعلم الطالب ونموه الشخصي باعتبارهما هدفين من أهدافها
. هذه الخاصية تثير التحديات والأسئلة التالية :
-
هل تعالج رسالة قطاع
شئون الطلاب تعلم الطالب ونموه باعتبارهما هدفين من أهداف القطاع ؟
-
هل يفهم العاملون في
شئون الطلاب مختلف الطرق التي تناسب هذا الهدف وتعمل على تحقيقه ؟
-
ماذا يحتاج الأعضاء
إلى معرفته لتحقيق هذه الأهداف ؟
ب- توزيع
واختيار موارد شئون الطلاب بحيث تعين على تعلم الطالب وزيادة نموه الشخصى ، وهذا
يثير التساؤلات التالية :
-
كيف يصبح العاملون في
شئون الطلاب أكثر عناية بتعلم الطالب ونموه؟
-
كيف يعين قسم شئون الطلاب
على إعداد العاملين فيه بحيث يهتمون بهذين الهدفين ؟
-
هل درس العاملون في
مجال شئون الطلاب في معاهد أو برامج تعين على تنمية التعلم والنمو لدى الطالب
؟
ج- يتعاون
شئون الطلاب مع ممثلي القطاعات الأخرى لزيادة تعلم الطالب ونموه ، هذا يثير مجموعة
من التحديات أو الاستفسارات منها :
-
كيف يمكن زيادة
التعاون بين القطاعات المختلفة في الجامعة لزيادة تعلم الطالب ونموه ؟
-
كيف تعين شئون الطلاب
، أعضاء هيئة التدريس على الربط بين العمل الأكاديمي والخبرات الخارجة عن نطاق
الفصل ؟
-
كيف تستطيع شئون
الطلاب الإفادة من القطاعات الأخرى المعنية بتعلم الطالب ونموه ؟
د-
إفادة شئون الطلاب من
الأبحاث والدراسات المعنية بنمو الطالب وتعلمه ، وهذه تثير الأسئلة التالية :
-
هل يفهم العاملون في
شئون الطلاب نظريات نمو الطالب وتعلمه ؟
-
كيف يقوم شئون الطلاب
برامجه بحيث تعين على نمو الطالب وتعلمه؟
-
كيف نعد العاملين في
شئون الطلاب قبل الالتحاق بالخدمة ليهتموا بنمو الطالب وتعلمه ؟
في
ضوء هذه الفلسفة تتطلب كثير من مؤسسات التعليم العالي من أخصائي شئون الطلاب
القيام بدور أساسي في المجالات التالية :
أ-
التعامل مع الطلاب
المشكلين وحل المشكلات الاجتماعية والأكاديمية والشخصية لهم .
ب-
فهم عوامل جذب الطالب
إلى المؤسسة والاحتفاظ به .
ج-
تهيئة بيئة جامعية
جيدة .
د-
بحث ودراسة نظريات
نمو الطالب وتعلمه ، والإفادة منها في التعامل معه .
ه-
تحقيق التآزر بين
الجوانب الإدارية والأكاديمية .
2- تمهين شئون الطلاب :
إن
ما يميز المهنى في عمله هو قدرته على تقديم تفسيرات معقولة لسلوكه-تفسيرات يؤيدها
الدليل – وللظاهرات التي
يدعى خبرته فيها ، وهذه التفسيرات بدورها تصبح أساسا للعمل والسلوك في صورة سياسات
وممارسات وتصرفات ، كما تستخدم هذه التفسيرات في تقويم السلوك المهني .
وإذا
كان أخصائي شئون الطلاب قد تعددت أدواره وزادت مسئولياته، فإن قيامه بهذه الأدوار
لا يمكن أن يتم دون إعداد مسبق قبل التحاقه بالعمل بقطاع شئون الطلاب وهو ما يتطلب
ضرورة البحث عن محتوى برنامج الإعداد حتى يحقق الهدف منه .
والواقع
أنة من الصعب تحديد محتوى لبرنامج إعداد شئون الطلاب وهو ما يرجع إلى تنوع الوظائف
التي يقومون بها ، ولان أخصائي شئون الطلاب يدخلون القطاع من مصادر متنوعة ، إضافة
إلى ما يشهده هذا القطاع من تغيرات دائمة ومستمرة ، ولذلك فهناك محاولات للبحث عن
مضمون مشترك لعملية الإعداد وإن كان بعض الباحثين يؤكدون على ضرورة اشتمال محتوى
برنامج إعداد أخصائي شئون الطلاب على موضوعات متنوعة ، مثل نمو الطالب ،الإدارة ،
الإرشاد 0000غيرها وفي ضوء ذلك يمكن اقتراح برنامج إعداد لأخصائي شئون الطلاب على
النحو التالي :
أ-
دراسة تاريخ وفلسفة
التعليم العالي .
ب-
دراسة نظرية التنظيم والإدارة
.
ج-
دراسة مهارات الاتصال
.
د-
دراسة نظريات النمو
الإنساني بصفة عامة ونمو الطالب الجامعى خاصة
ه-
دراسة نظريات التعلم
.
و-
دراسة أساليب التوجيه
والإرشاد .
ز-
دراسة خصائص الطالب
الجامعي وحاجاته واهتماماته .
ح-
دروس عملية وميدانية
في الإرشاد والإدارة والاتصال .
3- تطوير نظم العمل في مجال قطاع شئون
الطلاب :
وذلك
يتطلب أمرين أساسيين :
أ-الاعتماد على التكنولوجيا فى إدارة
أعمال شئون الطلاب :
نظراً
للتزايد فى أعداد الطلاب بالتعليم الجامعى وتنوع ظروفهم وأوضاعهم، وتعدد مطالبهم
وهو ما استوجب اتساع مجالات قطاع شئون الطلاب، أصبح اعتماد هذا القطاع على
الأساليب التقليدية فى أداء مهامه أمراً غير مقبول منطقيا، خاصة مع ظهور
التكنولوجيا الحديثة ولذلك يؤكد معظم المهتمين بتطوير هذا القطاع على ضرورة
الاستفادة من تلك التكنولوجية فى أداء هذا القطاع لمهامه من خلال الاتجاه إلى
استخدام الحاسبات الإلكترونية فى حفظ ومعالجة البيانات والمعلومات الخاصة
بالتلاميذ وقيدهم وسجلاتهم وامتحاناتهم والبرامج التعليمية وعمل الميزانية وإعداد
الجدول المدرسى ومساعدة الإدارة فى اتخاذ القرارات والتوصل إلى حل المشكلات ، مع
الأخذ فى الاعتبار أن الحاسبات الإلكترونية ليست الحل السحرى للمشكلات لأن المحصلة
النهائية لناتج عمليات الحاسبات تعتمد على نوع المعلومات والبيانات المقدمة
والطريقة التى قدمت بها وعولجت على أساسها.
ولقد
أصبح للتكنولوجيا استخدامات وظيفية عديدة فى شئون طلاب الجامعة على وجه الخصوص،
حيث أصبحت تسهم فى تقديم خدمة طلابية مهمة تتمثل فى تسهيل الاتصال الطلابى بكليات
الجامعة وأعضائها مما يتبعه توسيع دائرة الأصدقاء داخل الجامعة ، كما ساهمت
التكنولوجيا أيضاً فى الاتصال بالمهنيين العاملين فى شئون الطلاب بطريقة ميسورة.
ولايقتصر الجانب الوظيفى للتكنولوجيا على خدمة الطلاب فقط بل تمتد إلى خدمة
القائمين على أمر شئون الطلاب حيث تتيح لهم فرص المتابعة المنظمة والمستمرة
للطلاب، بالإضافة إلى إمكانية تدعيم الخدمات الطلابية من خلال هذه التكنولوجيا
المتعددة ، حيث أصبح من الممكن – على سبيل المثال- تقديم الإرشاد الأكاديمى من خلال تكنولوجيا
التعليم عن بعد.
ب-تحقيق التكامل بين أقسام ووحدات شئون
الطلاب:
انطلاقاً
من أحدث الفلسفات الحاكمة لتطور العمل فى شئون الطلاب، بات من الضرورى الاعتماد
على نظرية النمو فى توجيه العمل الطلابى وتطويره،
وقد أصبح النمو الطلابى يتطلب تحقيق التكامل بين أقسام ووحدات شئون الطلاب
(رعاية الشباب ، الإسكان الطلابى ، قسم التسجيل، قسم الإرشاد ، .. الخ) وذلك
لضرورة اعتماد عمل كل منهما على الآخر فى تحقيق أهدافه وبالتالى تحقيق النمو
الطلابى فى صورته المتكاملة.
المراجع والهوامش
1-Hossler , D.: Admissions and Enrollment Management
in Rentz, A, Saddlmire, G .
(eds.): Student Affairs Functions in Higher Education , Charles C.Thomas
Publisher :Spring Field Illionis. U. S.A
, pp.43-58 .
2-Love, P.: Explering The Impact of Student Affairs
Professionals on Student out comes , Journal of College Student Development Vol.
36, No.2,1995.p.163.
3-Ibid . p.163.
4-Garland ,P.& Grace, T. : New Perspectives For
Students Affiars Professionals, Washington D.C.,
The George Washington university, ASHE . Report, No 7 ,1993. p.6.
5-Schroeder, C. & Hurst, J. : “Designing Learning
Environments That integrate Curricular and Cocurricular Experiemnces “Journal
of College Student Development ,Vol.37,NO.2 1996, p. 180 .
6-Terenzini, P .& Pascarerlla, E .: “ Living With
Myths “ Change, Vol.26,No.6, 1994. p.32 .
7-Garland,P.&Grace,T.:op.cit, p.19.
8-محمود عباس عابدين : الجودة واقتصادياتها فى التربية دراسة نقدية
– دراسات تربوية –المجلد السابع-الجزء44-سلسلة أبحاث تصدر عن رابطة التربية
الحديثة بالقاهرة –1992 .
9-جمال
الدهشان : التجديد فى تطوير التعليم الجامعى –فى كتاب :شبل بدران وجمال الدهشان
" التجديد فى التعليم الجامعى " – دار قباء للطباعة والنشر و
التوزيع- القاهرة –2001 ص71.
10-Garland,P.&Grace, T.: op.
Cit. pp.19-20 .
11-Schroeder,C.: Foucs on Student Learning “An Tmperative For Student Affairs”, Journal of College
Student Development “Vol.37,No.2,1996, p.115.
12-Boudreau,C.& Kromrey, J.: Longitudinal Study of
the Retention and Academic Perfermance of Participants and Freshmen
Orientations course,
Journal of College Student
Development, Vol.35,Nov.,1994 .pp.444-449
13-Love,P. “Explering The Impact of Student Affairs
Professionals on Student outcomes, Journal of College Student
Development, Vol.36.No.2,1995.pp. 162-169.
14-Astin,A .et al., : The
Student. Learning
Imperative : Amplications for Student
Affiars (Preamble), Journal of College Student Development ,Vol.37.No.2.,1996 , pp.118-122 .
-Astin,A.,:Involopment in Learning Revisited “ Lessons we Rovelearned “Journal
of College student Development,Vol.37.,No.2, 1996. pp.123-134.
-Astin,A.:What Matters Incollege Four Critical
years Revisited , San Francisco,Jossey.Boss,1993 .
15-Martin, N.& Dixan ,P.:Factors Influencing
Students, College Choice , Journal of College Student Development vol. 32,May.,1991, pp.253-257 .
16-Schuh . J. & Veitman, G .: Application of an
Ecosystem Model to an Office of Pardicapped Services .Journal of College
Student Development , Vol.,32,May,1991.,
pp.236-240 .
17-Lapidus, J.: Doctoral Education and Student Career
Needs ,New Direction For Student Services,Vol.,72Winter, 1995 .
18-Young, R & Elfrink , V . : Values Education in
Student Affairs Graduate Programs , Journal of college Student Development
Vol.,32 .March.,1991, pp.109-113.
19-Coomes, M., Beleh ,H .&Saddlemire, G.: Doctoral
Programs for Student Affairs Professional ,Astatus Report, Journal of
College Student development,Vol.32.,January, 1991., pp.62-68 .
20-Nash,R . & Manning ,K . : The Passion of
Teaching :Student Affairs Professors In the Classroom ,
Journal of College Student Development , Vol.,37,No . 5 ., pp.550-560 .
21-فوزى يوسف سليمان : الخدمات الاجتماعية
لطلاب الجامعات فى الجمهورية العربية المتحدة و كل من بريطانيا و الولايات المتحدة
الأمريكية " دراسة مقارنة " – رسالة ماجستير غير منشورة
–كلية التربية جامعة عين شمس - 1970 ص3.
22-روبرت
م ستروزير : على هامش من الأبوة الجامعية ، الخدمات التى تؤديها الجامعة للطلبة،
فى كتاب " نظرات فى التعليم الجامعى " . تحرير تشارلز فرانك. ترجمة/ محمد توفيق
رمزى –دار المعرفة الجامعية –القاهرة –1963. ص195.
23-Garland
,P.&Garc , T . : op. cit., p.1.
24-محمد
بن
شحاته الخطيب . عبد الله بن عبد اللطيف الجبر : إدارة الاعتماد الأكاديمى فى
التعليم . دراسة ميدانية –رسالة الخليج العربى –السنة (20) – العدد (73)
–مكتبة التربية العربى لدول الخليج الرياضية سنة1999 . ص25.
25-Garland P
. & Garc . T . : op. cit. , pp.1-2-.
26-Ibid p.3 .
27-Ibid.pp. 3-4.
28-Ibid .pp. 4-5 .
29-Ibid . pp. 5-6 .
30-Ibid .pp. 8 , 53-54.
31-Knock, G : The Philosophical Heritage of
Student Affairs, in Rentz. A. &
Saddlemire, (eds.): op. Cit. p.3.
32-Rhoads,R.& Black ,M.: Student Affairs Practitioners
as Transformative Educators : Advancing a Critical Cultural Perspective, Journal of College Student
Development, Vol. 36,No.5 1995, p.413-421.
33-Knock,G .: OP. Cit . pp. 11-12.
34-Rhoad`s,R.& Black ,M.: OP.Cit . pp.413-414.
35-Ibid . pp. 414-415.
36-Knock,G.: OP. Cit
p. 12.
37-Ibid . pp. 12-13 .
38-من هذه الدراسات : -
-Strange,C
.; Student Development the Evolution and Status of an Essential Idea ,Journal of College Student Development,
Vol. 35,1994,PP.399-412.
-King,P.: Theories of college Student Development, Journal
of College Student Development, Vol.,35 Nov., 1994. pp.413-421.
-Terenzini,P.: Good News and Bad News ,The
Implications of Strange`s Propositions for Research , Journal of College
Student Development , Vol.35., Nov., 1994 . pp.422-427.
39-Rhoads , R . & Blach., M .: op . cit . p.415
40-Ibid . p .415.
41-Ibid . p.413 .
42-Ibid .pp. 416-418 .
43-Ibid . pp.
419-420 .
44-Rentz , A & Saddlemire, G . (eds.) op. Cit.p. (iii) .
45-Corson, J .: The Governance of Colleges and
Universities, New York
,Mc Graw . Hill Book Company ,1975 .
46-Hossler, D.: Op. Cit p. 43 .
47-Ibid .
P .64.
48-Corson, J.: OP . Cit . pp ., 113-115 .
49-Martin , N & Dixan , P . : OP. Cit pp. 253-257
.
50- عبد المنعم شوقى : دور الجامعة فى حل المشكلات الاجتماعية
للطلاب-مجلة اتحاد الجامعات العربية – العدد الثامن – سبتمبر 1975
ص18.
51-محمد
إبراهيم طه خليل : دراسة للرعاية الطلابية بجامعة طنطا ودورها فى تحقيق أهداف
الجامعة-رسالة ماجستير غير منشورة –كلية التربية – جامعة طنطا – 1988 ص127.
52-Jencks,C
& Riesman , D.: Patterns of Residential Education “A Case Study of Harvard”
in Nevill Sanford : The American college, New York , Wiely . 1967.PP.744-748.
53-أحمد فكرى : مساجد القاهرة ومدارسها جـ2 . العصر الأيوبى
–القاهرة 1969 . ص118:121 .
54-إبن
جماعة (بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله ) : تذكرة السامع والمتكلم فى
آداب العلم والمتعلم – دار الكتب العلمية –بيروت –د.ت.
55-عبد
الغنى محمود عبد العاطى : التعليم فى
مصر زمن الأيوبيين و المماليك – دار المعارف –القاهرة 1998 ص306.
56-Terezini,
P., Pascarella, E. & Bleming, G.: Students out of . Class Experiences and
Their Influence on Learning and Cognitive. Development “ Aleterature Review “ ,
Journal of College Student Development, Vol.37, No. 2., 1996 .pp. 149-162.
57-صبحى عبد الحفيظ قاضى : العوامل المؤثرة فى المعدل التراكمى كما
يراها الطلاب الجامعيون –رسالة الخليج العربى . السنة السابعة – العدد 22 –
مكتب التربية العربى لدول الخليج –الرياض –1987. ص89-90.
58-Jencks,C.&
Riesman ,D.: Op. Cit. p.767.
59-Astin, A .: Four critical years ,Effects of College on Beliefs Attiudes and Knowledge, San Francisco. Jossey Boss, 1978. pp. 95- 132
60-Terenzini,P., Pascarella, E .& Bleming
, G .: OP. Cit . pp 150-160
61-جامعة المنوفية : الإدارة العامة لشئون التعليم والطلاب : دليل
العمل بشئون التعليم و الطلاب – مطبعة جامعة المنوفية . 1997 م .
62-سيد
عبد الحميد مرسى : التوجيه والإرشاد النفسى بالجامعات " خدمات الشئون
الطلابية " – مجلة كلية التربية – جامعة الملك عبد العزيز – السنة
الأولى –العدد الأول 1975.ص75 .
63-سعيد
بن على بن نافع : الإتجاهات النفسية للمدراء و المدرسين والمرشدين الطلابيين نحو
التوجيه والإرشاد الطلابى فى مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية –
دراسات تربوية – المجلد العاشر –الجزء79-سلسلة أبحاث تصدرها رابطة التربية
الحديثة بالقاهرة –1995 . ص252.
64-Levine,A
.: Handbook on Undergraduate Currieulum , San Francisco ,Jossey Boss Publishers, 1979.,
PP.134-135 .
65-Coetz . J.; Academic Advising, in Rentz .,
A.& Saddlemire, G . (eds.) .: Op. Cit . P. 103 .
66-Levine , A .: OP. Cit . P . 136 .
67-شكرى سيد أحمد محمد : مشكلات نظام الساعات المعتمدة فى
الجامعات العربية , التشخيص و العلاج – دراسات وبحوث فى التعليم العالى
– مركز البحوث التربوية – جامعة قطر – د.ت ص9 .
68-Levine,
A. : OP. Cit . p . 137.
69-Ibid : p .
138.
70-Beardslee, D. & O`Doud, D .: Students and the
Occupational World , in Nevitt Sanford (ed.) : The American College
New York ,Wiley and Sons Inc., 1967 , pp .
597-626 .
71-Levine ., A . Op . Cit . p. 140 .
72-Ibid . p. 148 .
73-Young . & Elfrink, V .:
OP. Cit. , p.109 .
74-Dannells, M .: Changes in Student Mis conduct and
institutional Response over 10 Years , Journal of College Student
Development., Vol. 32.,Mach , 1991., pp . 166-170 .
75-Mc Wade , P. Financial Aid for Graduate Study
, New Direction for Student Services, No .2 ,Winter, 1995 .
76-لمزيد من التفصيل عن هذه المجالات يمكن الرجوع إلى : -
-Mc Wade ,
P.: Op. Cit .
-جمال على الدهشان : الخدمات الطلابية فى مصر زمن الأيوبيين و
المماليك – دراسات تربوية واجتماعية
، كلية التربية ، جامعة حلوان، المجلد الأول، العدد الثانى ، يونيو 1995، ص 27.
-السعيد
مصطفى السعيد : (ديموقراطية فرض التعليم الجامعى فى الجمهورية العربية المتحدة –
فى كتاب نظرات فى التعليم الجامعى – مرجع سابق . ص120.
-قانون
تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية وفقاً لآخر التعديلات – ص5 – الهيئة العامة
لشئون المطابع الأميرية – القاهرة – 1990.
-محمد
إبراهيم طه خليل : مرجع سابق .
77-Carnegie
Council on Policy Studies in Higher Education: Next Steps for the 1980 in
Student Financial Aid “ A Fourth Alternative, San Francisco, Jossey –Bass Publishers , 1979
.
78-Ibid .: P . 23.
79-قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية : مرجع سابق . مادة
(114) ص132.
80-جمال
على الدهشان : مرجع سابق
، ص27
.
81-وزارة التربية
والتعليم : مشروع مبارك القومى – إنجازات التعليم فى 3 أعوام –القاهرة – 1994
ص151.
82-سعيد
إسماعيل على : معاهد التربية الإسلامية ، دار
الفكر العربى ، القاهرة ، 1986، ص 387.
83-جمال
على الدهشان : مرجع سابق ، ص 28
.
84-جامعة المنوفية :
الإدارة العامة لمركز المعلومات : الكتاب الإحصائى السنوى العام 1991 – إدارة
الإحصاء 1991 .
85-عبد
المجيد عبد التواب شيحة : العلاقة بين اتجاهات طلبة جامعة المنوفية نحو أنماط
الثقافة الفرعية وإسهامها فى الأنشطة الطلابية ، مجلة كلية التربية ، جامعة
المنوفية، السنة الأولى ، العدد الأول ، 1986، ص63.
86-Rentz ,A.
& Saddlemire,G.(eds): op.cit. p.261.
87-Ibid . p. 261.
جزاك الله خيرا
ردحذفبالتوفيق يارب
ردحذفأستطيع أن أقول بصراحة أن الاتحاد الأوروبي جعل تجربة شراء منزل لأول مرة ممتعة للغاية. من محادثتنا الأولى شرحوا كل خيار كان متاحًا لي ولم أشعر أبدًا بالضغط في أي قرار. بشكل عام ، لم أستطع تخيل أن عملية شراء المنزل أصبحت أسهل بعد تلقي قرض بقيمة 1،000،000 دولار منهم. حتى الآن بعد إتمام الصفقة ، ما زلت أشعر بالراحة بنسبة 100٪ للاتصال بالاتحاد الأوروبي لطرح أي أسئلة. لقد وسعوا خبراتهم خارج نطاق الصفقة التجارية وأنا أتطلع إلى الاتصال بالاتحاد الأوروبي لطلب القرض التالي. شكرا على كل شيء الاتحاد الأوروبي !! أنا هنا لأوصي بالاتحاد الأوروبي لكل من يبحث عن عقارات أو شركة إقراض ؛ الاتحاد الأوروبي هو أفضل شركة إقراض هنا عبر الإنترنت لتحويل قرضك إلى حسابك دون رسوم تسجيل معروفة. هم مجموعة إقراض نزيهة وموثوقة مع معدل فائدة جيد. إذا كنت بحاجة إلى قرض أو مساعدة عاجلة ، فيرجى الاتصال بهم أدناه ؛ البريد الإلكتروني: EuropeanUnion_loansyndication@outlook.com أو أرسل رسالتك إلى وكيلهم عبر الإنترنت على WhatsApp على +393510709856 ، +393509828434.
ردحذف