السبت، 28 ديسمبر 2013
الجمعة، 27 ديسمبر 2013
استخدام الهاتف المحمول في التعليم بين التأييد والرفض
كلية التربية
قسم أصول التربية
استخدام الهاتف المحمول في التعليم بين التأييد والرفض
ورقة عمل مقدمة إلى الندوة العلمية الثانية
"نظم التعليم العالي في عصر التنافسية"
بكلية التربية جامعة كفر الشيخ الثلاثاء 23/أبريل 2013
"نظم التعليم العالي في عصر التنافسية"
بكلية التربية جامعة كفر الشيخ الثلاثاء 23/أبريل 2013
إعداد
ا
د/ جمال على الدهشان
أستاذ أصول التربية
ووكيل الكلية لشئون
التعليم والطلاب
كلية التربية -
جامعة المنوفية
مقدمة :
إن التقدم العلمي والتطور التكنولوجي الراهن ادخل
العالم إلى ما يسمى العصر المتنقل، الذي أصبحت فيه وسائل التكنولوجيا تنتقل مع الأفراد
وتحمل باليد، وتوضع في الجيب لصغر حجمها، وبات استخدامها ميسرا في أي زمان ومكان،
ويأتي الهاتف المحمول في مقدمة هذه الوسائل التي انتشرت بشكل سريع ، فلم تحظ أية
منظومة تقنية أخرى بهذا الانتشار بين المتعلمين، كما حظيت تقنية الهاتف المحمول،
بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المستوى الاقتصادي للمتعلم ، حتى أن عدد الهواتف
المحمولة في بعض الدول يفوق عدد الأفراد فيها، مما حدي بالحكومات والدول النامية
والمتقدمة على السواء، أن توظف كل ما هو جديد في فى كل ميادين الحياة ومن بينها ميادين
التربية والتعليم ، من أجل تطوير أنظمتها، وتفعيل مدخلاتها للقيام بدورها الوظيفي
الملقى عليها خدمة للأفراد والمجتمع. (1)
فمنذ
اختراع الهاتف عام 1868م
من قبل العالم الاسكتلندي ألكسندر جراهام بل ، بدأ هذا الجهاز الحيوي المهم بالنمو
والانتشار ، ومع التطور التقني ظهر الهاتف المحمول أو النقال ، باعتباره احد أدوات
الاتصال الهاتفي الذي
يعتمد
على الاتصال اللاسلكي عن طريق شبكة من أبراج البث الموزعة
ضمن مساحة معينة ،
ومع التقدم التكنولوجي الهائل والمستمر ولم تعد هذه الأجهزة وسيلة اتصالية فقط ،
بل تعددت استخداماته وتطبيقاتها ، بل وأصبحت - وبشكلٍ
متزايدٍ - جزءاً حيوياً من عالمنا المعاصر، فقد شهدت الاتصالات
اللاسلكية في السنوات الأخيرة نقلة تقنية هائلة انطلاقا من عصر الاتصالات الرقمية
اللاسلكية والخدمات المتنقلة التى فرضت نفسها بقوة على جميع قطاعات المجتمع ومنها
قطاع التعليم كما فرضت نفسها على جميع أوجه الحياة سواء فى المنزل أو المدرسة او
الجامعة ،(2) ونجحت عديد من الدول في
الاستفادة من تلك التقنية في التعليم ، والتي أكدت العديد من الدراسات والبحوث
فاعليتها في المجال التعليمي.
ومع
تطور هذه الأجهزة وتعدد وظائفها وانتشار استخدامها بشكل كبير مقارنة بالأجهزة
الالكترونية النقالة الأخرى ، ومع التطور في مختلف مجالات الحياة لحق هذا التطور
مجال التعليم ، وبدا الكثيرين يدعون إلى
ضرورة الاستفادة من الخدمات التي تقدمها تلك الأجهزة في المجال التعليمي .
والواقع انه لم يخطر على بال أكبر المتفائلين
أن الهاتف المحمول الذي ظهر في أوائل التسعينيات من القرن الماضي سيتحول إلى ثورة
تكنولوجية غير مسبوقة ومستمرة دون توقف، وأن استخدامه لن يصبح منصباً فقط على مجرد إجراء المكالمات الهاتفية ، خاصة بعد دخول
تقنية الجيل الثالث الذي من خلالها لن يكون الهاتف
المحمول مجرد تليفون فقط وإنما سيكون جهاز كمبيوتر وتليفزيون وجريدة ومكتبة ومفكرة
شخصية ، بل واحد الوسائط الجديدة في مجال التعليم والتعلم)3 (.
ومن هنا كان لابد للتربويين والعاملين في مجال التربية
والتعليم كونهم يتعاملون مع فئة الطلبة والشباب من وقفة تأمل وترقب لغرض الالتفات
إلى التطبيقات المتعددة للهاتف النقال ودراسة إمكانية الاستفادة منه للأغراض
التعليمية ، وبأساليب مختلفة من اجل محاولة تذليل بعض الصعوبات والمشكلات
التعليمية التي قد تواجه الطلبة إثناء عملية التعلم ، وليكون عونا للمدرسين في
عملهم من خلال استغلال هذا الهاتف النقال في تقديم معلومات تعزيزية إضافية توضيحية
عن المادة الدراسية التي يتم دراستها وتدريسها من قبل المدرس في المحاضرات
الاعتيادية داخل المدرسة ، وفي ضوء ذلك بدأت العديد من المحاولات في هذا المجال
ولو أنها لازالت في بداية الطريق لا تتعدى نطاق التجارب والمشاريع البحثية
التطبيقية للتعرف على كفاءة وفاعلية جهاز الهاتف النقال كمساعد في عملية التدريس
وتعلم الطلبة . (4) ، حيث ظهرت في السنوات الأخيرة نظريات تربوية تفسر التعلم النقال وتبين
أهم الممارسات الجيدة المتعلقة به، بعد كان الاهتمام منصبا فى البداية على
التكنولوجيا وليس على عملية التعلم
نفسها(5).
وانطلاقا من ذلك عقدت العديد من
المؤتمرات والندوات العلمية لغرض مناقشة الأفكار الخاصة بكيفية استخدام الهاتف
النقال في التعلم وتطوير استخداماته ، كما كتبت العديد من البحوث العلمية
والمقالات الثقافية العامة حول هذه الاستخدامات وفاعليتها في العملية التعليمية
وصدرت العديد من الأصوات في مختلف البلدان تدعو إلى الالتفات إلى هذه التقنية
الحديثة والاستفادة من خدماتها وتطبيقاتها العديدة في العملية التعليمية *.
وكان
آخر هذه المؤتمرات والندوات
، المنتدى الذى نظمه المجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة
لمناقشة كيفية استخدام الهواتف المحمولة في عملية التعليم والتعلم بالمنطقة
العربية ، بهدف تشجيع الشباب على الاستفادة من الهواتف
المحمولة لتحسين مهاراتهم اللازمة لسوق العمل و تحسين اللغة الإنجليزية لما له من
أثر إيجابي في تعزيز فرصهم في الحصول على فرص عمل أفضل
، وللتعرف على المستجدات
التكنولوجية في مجال الهاتف المحمول والتي يمكن استخدامها في عملية التعليم
والتعلم بالإضافة إلي التواصل مع قادة هذا المجال في المنطقة العربية. (6)
وقد قام المجلس
الثقافي البريطاني بعمل حملة تجريبية لمدة عشرة أيام مع شركة فودافون لاختبار مدى
إمكانية استخدام الهاتف المحمول في تعلم اللغة الإنجليزية وذلك من خلال إرسال
رسائل قصيرة إلى أكثر من مليون شاب مصري تتراوح أعمارهم ما بين 22-30 عاما ،تحتوي
علي نصائح تساعدهم علي إيجاد فرص عمل أفضل وذلك فيظل ارتفاع معدل البطالة في مصر، وقد
شارك في هذه الحملة خلال ثلاثة أيام أكثر من 80 ألف شاب ، مما يعطي مؤشر بإمكانية نجاح استخدام الموبايل
كوسيلة من وسائل التعليم الحديثة. (7)
وخصصت
منظمة اليونسكو مؤتمرها الأخير في فبراير/شباط 2013 بباريس لتعزيز مبادرة حق التعليم بالأجهزة المحمولة
أو ما بات يُعرف بـ"التعليم النقال" ، الذي نظمته الأمم المتحدة بحضور شخصيات
دولية رفيعة وعدد من الاختصاصيين والممارسين المهنيين وراسمي السياسات المعنيين
بمسائل استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال التعليم ومندوبين من
المنظمات غير الحكومية والشركات المعنية؛ لوضع الأساليب المبتكرة للتعلّم باستخدام
تكنولوجيات الأجهزة المحمولة ومن خلالها، وإمكانية إسهام هذه التكنولوجيات في
تحقيق أهداف التعليم للجميع وفي تحسين جودة التعليم على سلَّم أولويات أجندة
فعاليات العام 2013. (8)
. كما نظمت اليونسكو في إطار شراكة مع
الرابطة المعنية بالنظام العالمي لاتصالات الهاتف المحمول (GSMA)، اجتماعاً شارك
فيه مسئولون حكوميون مرموقون لمناقشة المسائل والسياسات المتعلقة بموضوع التعلّم
بالأجهزة المحمولة، إلى جانب تنظيم سلسلة من حلقات التدارس على الإنترنت لإتاحة
الفرصة أمام الأشخاص في شتى أنحاء العالم بقصد مناقشة موضوعات تتعلق بالتعلّم
بالأجهزة المحمولة ، إيماناً من اليونسكو أن التعلّم بالأجهزة المحمولة إنما يتيح
فرصاً هائلةً للجميع، خصوصاً أولئك الأشخاص الذين يفتقرون إلى إمكانية الانتفاع
بالتعليم الجيد، ومن الأمثلة على ذلك، «مشروع اليونسكو لتعلّم القراءة والكتابة
بالأجهزة المحمولة»، فقد نجح هذا المشروع في ريف باكستان في تحقيق نتائج متقدمة في
برنامج محو الأمية بالنسبة إلى المراهقات الباكستانيات وجهاً لوجه، وبالتالي
ارتفعت نسبة الفتيات اللواتي حصلن على درجة «ألف» ممن أتممن هذه الدورة من 28% إلى
60 % (9).
كما أصدرت المنظمة سلسلة من الوثائق وأوراق العمل "سلسلة أوراق عمل اليونسكو حول
التعليم النقال" تتضمن هذه السلسلة أمثلة ملموسة
مستمدة من شتى أنحاء العالم تبيّن أن بإمكان تكنولوجيات الأجهزة
المحمولة ، بفضل توافرها في كل مكان وسعرها المعقول، أن تسهم في معالجة التحديات
التعليمية في سياقات مختلفة، وفي دعم التعليم النظامي وإثرائه، وفي جعل التعلّم
أيسر منالاً وأكثر إنصافاً ومرونةً لجميع الطلاب
في كل مكان ، وتهدف هذه السلسلة الى إلى تأمين فهم أفضل للطرائق التي يمكن
أن تُستخدم بها تكنولوجيات الأجهزة المحمولة
لتحسين فرص الانتفاع بالتعليم ولتعزيز الإنصاف والجودة في مجال التعليم في أنحاء
العالم كافة ، وقد تضمنت السلسلة وثيقتين تمت ترجمتهما حديثاً تتناولان
موضوع التعليم النقال في- جنوب افريقا ومالى- أفريقيا والشرق الأوسط.*
كما
قامت المنظمة في هذا الإطار بالتشاور مع خبراء من أكثر من عشرين دولة لوضع مجموعة من المبادئ
التوجيهية "المبادئ التوجيهية لسياسات اليونسكو فيما يتعلق بالتعلّم بالأجهزة المحمولة
" لمساعدة واضعي السياسات على الإحاطة على نحو أفضل بماهية التعلّم بالأجهزة المحمولة وبسبل تسخير منافعه الفريدة لتحقيق التقدم على طريق التعليم للجميع
مع
تكييفها بحسب اللزوم مراعاة للاحتياجات الفردية والحقائق القائمة على أرض الواقع في السياقات المحلية. (10)
والواقع انه على الرغم من الانتشار الواسع لاستخدام - أو
الدعوة إلى استخدامه – الهاتف المحمول في العملية التعليمية واعتماده كوسيلة تعليمية بالكثير
من المدارس ولمساعدة الطلاب على متابعة مساقاتهم
الأكاديمية ومتابعة واجباتهم العلمية ، ومواعيد محاضراتهم ودروسهم ، ومتابعة
درجاتهم الامتحانية ، وكذلك المتابعات الإدارية المختلفة من قرارات وتعليمات
أكاديمية في مختلف الكليات والأقسام ، مما
يوفر على الطالب وأعضاء هيئة التدريس الجهد والوقت والعناء ، ويسهل عملية التواصل
التقني بين جميع أطراف العملية التعليمية. (11)
إلا انه في المقابل
بدا آخرون يحذرون من الجوانب السلبية التي يمكن أن تترتب على استخدامه ، التي
تتمثل في
انتهاك قواعد النظام التعليمي ، و انشغال الغالبية من الطلاب به - بل
التوحد - أثناء المحاضرة، والانعزال عن الأستاذ المحاضر، وإرسال الرسائل
واستقبالها، وتبادل المعلومات والقفشات والمزاح فيما بينهم ، الأمر الذي يمكن أن
يؤدى إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدي الطلاب ، إضافة إلي ذلك ، المساعدة على
تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات ، وابتكار وسائل جديدة في تناقل واستقبال الإجابات
على أسئلة الامتحانات دون علم الآخرين، لاسيما بعد ابتكار خدمات تقنية حديثة
" كالبلوتوث"
(12) ، إضافة إلى المخاطر الصحية العديدة والتي
يمكن تترتب على الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة ، وهو ما دعا العديد من
الأجهزة والوزارات المسئولة عن التعليم إلى حظر استخدامه في العملية التعليمة حظرا
تاما . (13)
وانطلاقا من أن استخدام الموبايل في
التعلم لازال في بدايات استخدامه ، ولم يخرج لحد الآن من إطار المحاولات
البحثية الأكاديمية والتجارب المحدودة ، على الرغم من انتشاره الواسع فى المجتمع ،
وعليه فإننا مدعون إلى إجراء عدد من البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية حول
منافعه لعمليتي التعليم والتعلم ، وجوانب القوة والضعف في استخداماته ، ومحاولة
دراسة آراء واتجاهات المستخدمين نحوه وعدم التسرع في تطبيقه بدون هذه الدراسات لكي
لا تحدث أمور سلبية وجوانب عكسية نتيجة عدم التأني في البحث والدراسة قبل
الاستخدام والتسرع في ذلك. (14)
وعلى الرغم من حداثة استخدام الهواتف المحمولة في مجال التعليم فانه دراسات عديدة تناولت هذا الجانب ، ويمكن تصنيف هذه
الدراسات في ثلاثة مجالات ، يتضمن المجــال الأول : الدراسات التي
تتعلق بفاعلية استخدام الهواتف في تحقيق بعض الأهداف التعليمية مثل دراسة
زينب حسن الشربينى(2012) (15) ودراسة هانية
فطانى (2011 ) (16) ،
دراسة رفيق البربري ، حنان عبد السلام( 2011) (17)
، ودراسة Uuzunpoylu,H.et al. (2010) (18) ودراسةRashid,A.,&Elder,L., Valk,J., (2010) (19) ودراسة Liu,C,et al
(2009)
(20)، ودراسة Wang ,M.et al
(2009)) (21).
أما المجال الثاني : فتناول الدراسات المتعلقة باتجاهات المتعلمين نحو استخدام الهواتف المحمولة في مجال التعليم والتعلم مثل دراسة Shawn, W. M ) ( 2010)
(22) ، ودراسة Cynthia M. DeWitte (2010) (23) ودراسة Fahad,N.F(2009)
(24)
ودراسة Botha, A (2009 )
(25).
أما المجال
الثالث : فيتعلق بالدراسات
إلى حاولت إلقاء الضوء على التعليم النقال والتنظير له واستعراض أهميته ومجالات
ومتطلبات استخدامه في العملية التعليمية وهى دراسات عديدة نذكر منها على سبيل
المثال لا الحصر مثل دراسة تيسير سليم (2012) (26) ، دراسة جمال
الدهشان( 2010) (27) دراسة جمال الدهشان ومجدي يونس (2009) (28) ودراسة صلاح الدين حسيني (2009) (29) ودراسة John Traxler(2009) (30) ، ودراسة Pierre
Dillenbourg (2009) (31) ودراسة احمد محمد سالم (2006)(32) ، إضافة إلى المقالات والمؤتمرات العديدة التي تناولت ذلك.
والواقع أنه على الرغم من كثرة تلك الدراسات وتنوعها - واختلاف الباحثين
والكتاب على هذا الموضوع - والتي اتضح من خلالها انه بقدر ما يوجد مؤيدون ومتحمسين
لاستخدام الهواتف المحمولة في مجال التعليم ، بقدر ما هنالك رافضون ومعارضين ، إلا
انه لم تتناول دراسة تحليل وتفنيد مبررات هؤلاء سواء بالرفض أم بالقبول ، وهو ما
تسعى الدراسة الحالية إلى توضيحه ، من خلال استعراض
ومناقشة مبررات الدعوة إلى استخدام الهاتف المحمول في العملية التعليمية ، ومبررات
الاعتراض على ذلك ، بغية الاستفادة من ذلك في تقديم بعض المقترحات التي من شانها
أن تسهم في ترشيد وزيادة كفاءة استخدام تلك التقنية في المجال التعليمي ، والاستفادة من تطبيقاتها العديدة بدرجة
اكبر للأغراض التعليمية بدلا من اقتصار استخدامها على الأمور الترفيهية والسطحية
التي يكون تأثيرها قليلا في بناء الشخصية المعرفية للطالب بما يسهم إلى
تقديم إضافة تعليمية تتفق وطبيعة العصر الذى نعيشه وهو عصر تكنولوجيا الاتصالات
والمعلومات.
مشكلة الدراسة
وتساؤلاتها :
في ضوء ذلك يمكن تحديد تساؤلات الدراسة ومشكلتها
فيما يلي :
1-
ما مبررات الدعوة إلى استخدام الهاتف المحمول في
العملية التعليمية؟.
2-
ما مبررات الاعتراض على استخدام الهاتف المحمول
في العملية التعليمية؟.
3-
كيف يمكن
الاستفادة من الآراء المؤيدة والمعارضة في ترشيد وزيادة كفاءة استخدام الهاتف
المحمول في العملية التعليمية ، وتحقيق المنافع الفريدة للتعلّم من خلاله ؟.
هدف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلى استعراض ومناقشة مبررات الدعوة
إلى استخدام الهاتف المحمول في العملية التعليمية ، ومبررات الاعتراض على ذلك ، بغية
الاستفادة من ذلك لتقديم بعض المقترحات التي من شانها أن تسهم في ترشيد وزيادة
كفاءة استخدام تلك التقنية في المجال التعليمي ، والاستفادة من تطبيقاتها العديدة بدرجة
اكبر فى لأغراض التعليمية بدلا من اقتصار استخدامها على الأمور الترفيهية والسطحية
التي يكون تأثيرها قليلا في بناء الشخصية المعرفية للطالب .
أهمية الدراسة :
1-
الهاتف المحمول أصبح ظاهرة اجتماعية ،
وواقعا اجتماعيا لها شانها في الحياة الاجتماعية إيجابا أو سلبا ، فهو ظاهرة بنائية - نسبة إلى البناء الاجتماعي-
بفعل استعمال الناس له ، وكونه ظاهرة فهذا معناه وجود تأثير متبادل بينه وبين من
يقوم باستعماله(33).
2-
أن الهاتف المحمول كظاهرة لابد أن توضع في
بؤرة الاهتمام درسا وتنقيبا وتحليلا وتفسيرا ، من اجل أن نرى كل جوانبها - والتى
من أبرزها استخدامه في مجال التعليم- ولمعرفة ما له وما عليه (34)، وان نتعرف على وجهات النظر المختلفة حول تلك الجوانب .
3- التأكيد الدائم والمستمر من جانب المنظمات الدولية (اليونسكو) على "ان التعلّم بالأجهزة
المحمولة لم
يعد مجرد إمكانية
نظرية بل
هو حقيقة
قائمة على أرض
الواقع، فالطلبة والمعلمون
في بقاع
شتى، من
موزمبيق إلى
منغوليا، يستخدمون أجهزة
محمولة للاطّلاع
على مضامين
تعليمية ثرية،
والتحادث مع غيرهم
من الدارسين
وتبادل المعلومات
معهم، والحصول
على الدعم
من النظراء والمدربين،
وتسهيل التواصل
المنتج" ، وهي أداة
قوية غالباً
ما تُغفَل - في عداد
مجموعة من
الأدوات الأخرى – يمكن أن تدعم
التعليم بأشكال
لم تكن
ممكنة من
ذي قبل." (35)
4-
إن التعرف على الآراء المؤيدة لاستخدام
الهاتف المحمول في العملية التعليمية ،
والرافضة لذلك ، يمكن أن تساعدنا في التوصل إلى بعض المقترحات لاستخدامه بفاعلية
في مؤسساتنا التعليمية.
5-
ان الدراسة تعد استجابة لما أكدت عليه
المنظمات الدولية المعنية بالتعليم والثقافة (اليونسكو) من ضرورة وأهمية دراسة
آراء واتجاهات المستخدمين نحوه وعدم التسرع في تطبيقه بدون هذه الدراسات لكي لا تحدث
امور سلبية وجوانب عكسية نتيجة عدم التأني في البحث والدراسة قبل الاستخدام
والتسرع في ذلك.
منهج الدراسة:
لتحقيق اهداف الدراسة لجأ الباحث إلى استخدام اسلوب تحليل المحتوى القائم على استنباط المعلومات وتحليلها وتفسيرها من المصادر الأساسية والدراسات المتخصصة في موضوع الدراسة
، فهي
دراسة نظرية تعتمد على ما توفر للباحث من مصادر علمية حول موقف العلماء والباحثين من استخدام
الهاتف المحمول فى التعليم ومبرراتهم لتك المواقف بهدف وصفها وتحليلها للإجابة على تساؤلات الدراسة وتحقيق أهدافها.
أولا : مبررات الدعوة
إلى استخدام الهاتف المحمول في العملية التعليمية:
حرصت الاتجاهات
المؤيدة لاستخدام الهاتف المحمول
في العملية التعليمية على إبراز الحجج والمبررات
والأهداف الإيجابية التي تؤكد على أهمية تلك وضرورتها وتتلخص حجج المؤيدين فيما يلي:
1-
أن الهاتف
المحمول يمكن أن يقدم خدمات تعليمية عديدة
، كما يمكنه تحقيق أهداف تعليمية وتدريبية محددة لا يمكن تنفيذها بنفس الفاعلية من خلال
البدائل الأخرى ، حيث يسمح نظام التعليم عبر الموبايل للمعلمين والمحاضرين
والمشرفين بتقديم موادهم التدريبية والتعليمية والمهنية على أجهزة الموبايل
المختلفة بسهولة وذلك من خلال برنامج الناشر عبر الموبايل Learning Mobile Author* ، كما يسمح للطلاب
بمتابعة الدروس التمارين التدريبية والتعلم الذاتي ومتابعة برامج الإرشاد التعليمي
والمهني ، (36) وأن يرسلوا
أعمالهم إلى بعضهم البعض عن طريقة تقنية البلوتوث (Bluetooth)، كما يمكنهم وضع المواعيد النهائية
لتسليم هذه الأعمال على مفكراتهم الرقمية، وقضايا البحث على شبكة الانترنت، وكذلك
أخذ لقطات الفيديو للمعلمين وهم يشرحون النقاط الرئيسية من الدرس ، و
يمكنهم كذلك من خلال الأجيال الجديدة من الهواتف المحمولة ذات شاشات
العرض والذاكرة الكبيرة ، أن يخزنوا فيها كتباً بالغة الأهمية باللغة الانجليزية
وليست لها حقوق نشر، مثل روايات توماس هاردي شكسبير وغيرها ، إضافة
إلى سهولة تبادل الرسائل والنصوص الكتابية وقابليته لخزن الرسائل والمكالمات
الصوتية والصورية وإمكانية استخدامه بصورة مشابهة للمفكرات التي يستطيع المتعلم من
خلالها تسجيل وتدوين مختلف الملاحظات والمعلومات المتنوعة وإظهارها والاستفادة
منها حين الحاجة ورغبة المتعلم ، ولقد استطاع بعض التلاميذ بالفعل تحميل كتبهم الدراسية على هواتفهم
المحمولة ثم رفعها على شبكة الانترنت لحفظها، وبالتأكيد سيكون إدعاء نسيان الكتب
المدرسية ، أو دفتر الواجبات، في البيت شيئاً من الماضي، إذا ما أصبحت هذه الهواتف
الذكية قوام المدرسة الحديثة (37)، كما
يوفر نظام التعليم عبر الموبايل نظام مشابه لنظام إدارة العملية التعليمية
والمحتوى التعليمي في التعليم الاليكتروني وذلك من خلال نظام يعمل على شبكة الواب
، يسمى نظام تسليم وتتبع المادة التعليمية عبر الجوال Tracking and
MDTS Mobile Delivery System ، يسمح هذا النظام للمشرفين على العملية التعليمية والتدريبية
معرفة الأشخاص اللذين يطلعون على المادة التدريبية ومعرفة نتائج التمارين ونقاط
القوة والضعف لكل طالب ، كما يبين النظام بعض البيانات الإحصائية كالوقت المستنفذ
في دراسة مساق تدريبي معين، كما يمكن إضافة كلمة مرور لكل طالب وإدارة الطلاب
الجدد والقدامى ، وتعيين المساقات التعليمية الخاصة بكل مجموعة وغيرها من البيانات
التي تعمل على إدارة هذه العملية التعليمية بشكل كفؤ، (38) ، لذلك تم اعتماده
كوسيلة تعليمية بالكثير من المدارس في الدول
المختلفة ، كما
انه يتيح للطالب والمدرس التقاط الصور الفوتوغرافية والفيديوية وخاصة في التخصصات
العلمية وهي في أماكنها الطبيعية واستغلالها للأغراض التعليمية عند الحاجة مع إمكانية
تكبير هذه الصور لتوضيح دقائقها وتفاصيلها المهمة عندما يحتاجها الطالب ، كما
ان الموبايل يسهل بدرجة كبيرة الأعمال الإدارية والتنظيمية وسرعة الاتصال وتبادل
الاخبار والمعلومات في المؤسسات التعليمية للأغراض الإدارية المتعلقة بالعملية
التعليمية .
(39)
إضافة إلى انه توجد تجارب ناجحة لاستخدامه في
العملية التعليمية ، منها تجربة الإمارات (على سبيل المثال( ،
والتي تمثلت في تطبيق آلية تقنية جديدة لتطوير آليات التواصل الأكاديمي بين أعضاء
هيئة التدريس والطلاب ، من خلال استحداث خدمة الهواتف المحمول مع تطبيقات البلاك
بورد بالجامعة ، لمساعدة الطلاب على متابعة مساقاتهم الأكاديمية ومتابعة واجباتهم
العلمية ومواعيد محاضراتهم وكذلك متابعة درجاتهم الامتحانية، وكذلك المتابعات
الإدارية المختلفة من قرارات وتعاميم وتعليمات أكاديمية في مختلف الكليات والأقسام
، مما يوفر على الطالب وعضو هيئة التدريس الجهد والوقت والعناء ، ويسهل عملية
التواصل التقني بين جميع أطراف العملية التعليمية ، إضافة إلى تجارب جامعة البحرين
والجامعة العربية المفتوحة جامعات الملك سعود والملك عبد العزيز والملك خالد
بالمملكة العربية السعودية ...وغيرها
الكثير(40).
فعلى
مدى السنوات القليلة الماضية نفذت العديد من التجارب والمشاريع لمحاولة اكتشاف مدى
فاعلية التعليم بالمحمول كنموذج تعليمي جديد ، وقد تنوعت تلك التجارب والمشاريع من
مشاريع صغيرة لقياس فاعلية التعليم المتنقل في المدارس والجامعات، ومشاريع كبيرة
تحاول بناء بيئات تعليمية متكاملة للتعليم المتنقل.
2-
أن التعلم من خلال
الهاتف المحمول يمثل الجيل القادم من التعلم بين أيدينا* (Mobil (Learning: The Next Generation of Learning ، Mobile technology : The future of learning) in your hands) ، Mobile Learning
the Future of 21st Century Education)
)، وفى هذا الإطار يؤكد محمد الحمامى على ذلك بقوله "كما كان
التعليم الالكتروني فكرة بعيدة التحقيق إلا أنه أخذ دوره الطبيعي في قطاع التعليم؛
وسيأخذ التعليم النقال رغم مساؤه الحالية دوره كتطور طبيعي في قطاع التعليم
الالكتروني ليفتح آفاق ضيقة للتعليم لشرائح كبيرة من المجتمع قد يكون من الضروري
أن يصل النظام التعليمي إليها"، إضافة إلى أن هذا وجد ليلاءم الظروف المتغيرة الحادثة بعمليتي التعليم
والتعلم التي تأثرت بظاهرة العولمة (41)، كما
يؤكد فرانسيس
جلبرت أن أجهزة الهاتف المحمول
قد وُجدت لتبقى، وأنها ستصبح - بشكلٍ متزايدٍ - جزءاً حيوياً من عالمنا المعاصر،
إن من واجبنا نحن كمعلمين أن نبين لطلابنا أن هذه الأجهزة التقنيّـة ليست أشياء
محرمة ، بل يمكن أن يكون لها دورٌ حقيقيٌ في حجراتِ الدرس إذا أحسن استخدامها(42).
3-
إن التعلم للجميع أو
التعلم المستمر سيصبح أيسر في ظل التعلم
النقال ، أن نظام التعليم عبر الموبايل يمكن أن
يصل إلى اكبر عدد من الطلاب في أماكن مختلفة
خاصة مع امتلاك الجميع للهواتف المحمولة أكثر من الأجهزة الأخرى ، فهي توفر وسيلة
ممتازة لزيادة
الفرص
التعليمية المتاحة
للدارسين
في المناطق
التي تندر
فيها المدارس
والكتب
والحواسيب كالمناطق
الفقيرة فقراً
مدقعاً
، او المدارس المعزولة
جغرافياً
، أو تلك ليس لها وسائل ربط
بشبكات الانترنت عن
طريق الخطوط
الثابتة (43)، كما ان الأجهزة
المحمولة يمكنها
أن تساعد
على التكفّل
بتواصل واستمرار
التعليم وتقليل انقطاعه إبّان
الأزمات ، عندما تكون
المدارس والجامعات التقليدية
مغلقة أو
غير آمنة
فى مناطق النزاعات والكوارث (44).
حيث يمكن أن- في ظل الممارسات الثقافية التي لا
تزال لا تسمح للفتيات بالحصول على فرصتهن من التعليم - يتيح للفتيات والسيدات من كافة الأعمار فرصة
الحصول على تعليم جيد دون قيود زمنية او مكانية ، نفس الفرصة ستتاح لذوي الإعاقة
الشديدة الذين قد لا تكون لديهم المقدرة الجسدية على الوصول إلى الفصول الدراسية
أو الحرم الجامعي بشكل منتظم. حيث تمكن
المتعلم الذي يعاني من صعوبات التعلم أو المتعلمين ذوي الحاجات الخاصة من التغلب
على الإعاقة التي تعيق تعلمهم كالمكفوفين
مثلا حيث
تستطيع بعض الأجهزة وربما كلها مستقبلا
قراءة النصوص والكتب بالصوت ... . ، بل أن
الكثير من
التطبيقات الخاصة بتعلّم اللغات تُكَلِّم الدارسين وتصغي
إليهم عبر ادوات
التلقي وادوات
الإرسال التي
تتضمنها الهواتف النقالة
، وفى هذا الاطار أطلقت
وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر مسابقة "تمكين" لتطوير
برمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف توظيف
التكنولوجيا لدمج وتمكين ومشاركة هذه الفئة في المجتمع.*
و كما
انه يعد وسيلة تعلم جديدة لكبار السن فمن خلال هذه التقنية وأصبح الأجداد يمكنهم
أن يتعاملوا بيسر مع هذه الأجهزة للتعلم ، والتواصل مع أصدقائهم وأبنائهم أحفادهم
عبر البريد الإلكتروني والفيسبوك وتويتر وغيره ، كما يمكن الاستفادة من خبرتها كمعلمين ومدربين
مؤهلين حيث يمكنهم عبر تكنولوجيا الاتصالات والتعلم النقال أن يقدموا خبرتهم
المهنية لقطاعات كثيرة بغض النظر عن بُعد المكان . (45)
وبذلك يمكن للتعلم
عبر الموبايل أن يسهم في إتاحة الفرصة للطلاب بغض النظر عن أعمارهم أو
خلفيتهم وأماكن تواجدهم ، لينهلوا من بحار المعرفة المتنوعة بصورة واقعية وبما
يخدم فعلياً حياتهم الخاصة، فلا يزال كثير من الناس حتى الآن يدرجون
"التعليم" في أوقات محددة من حياتهم ، دخول المدرسة في سن الخامسة
والاستمرار في الدراسة حتى الجامعة ، ومع الحصول على الشهادة، ينتهي تاريخ صلاحية
التعليم وتبدأ الحياة العملية ، كان هذا هو النموذج المتبع في الحقبة الصناعية غير
أنه هذا النموذج لا يصلح في الحقبة الالكترونية: عصر العولمة والاتصال المستمر. (46)
لقد أصبح التعلم النقال يتداخل وبصورة مطردة مع أنشطتنا اليومية ، حيث
نقوم على الهاتف والكمبيوتر بتحميل برامج متعلقة بحياتنا وعملنا، وبدأ كثير من
الناس من كافة الفئات العمرية في أوقات فراغهم بأخذ دورات تعليمية عبر الانترنت
حول مجالات متنوعة بما في ذلك الموضوعات المعقدة كالذكاء الاصطناعي وعلم الحاسوب.
وقد قامت جامعة ستانفورد بعمل دورات مجانية في الكثير من المجالات حضرها أناسٌ من
كافة الأعمار، من الأطفال إلى كبار السن. (47)
كما اتاح برنامج شركة
نوكيا المسمى Nokia Life في عام 2009
معلومات وفرصاً
تعليمية لأكثر
من 90 مليون
شخص في الهند
والصين وإندونيسيا
ونيجيريا. عن طريق اختيار مضمون التعلّم
الذي يودون
تلقيه على
هاتفهم النقال
الشخصي من
بين قائمة
خيارات واسعة، تشمل
مواضيع في
مجال التعليم،
والصحة، والزراعة،
والمبادرة في
ميدان الأعمال،إن
مضمون التعلّم من خلال هذا البرنامج مُكيَّف شخصياً،
ومتوفِّر في
ثماني عشرة
لغة مختلفة،
ومطوَّر لكي
يراعي احتياجاتِ
وثقافةَ من
يعيشون في
جماعات مختلفة (48)، إن التعلم المستمر فى ظل ذلك سيصبح
معين لجيل شباب اليوم الذين يمكن أن يُقال أنهم ولدوا وفي أيديهم جهاز محمول متصل
بالانترنت.
4.
التغلب على مشكلة نقص أجهزة الحاسب فى مؤسساتنا
التعليمية ، فهواتف اليوم أصبحت مكافئة
لأجهزة الكمبيوتر الصغيرة القادرة على تنفيذ عمليات البحث على الإنترنت، وإذا كنا وفي
الوقت لا يمكن لمعظم المدارس تأمين جهاز كمبيوتر لكل طالب ، ان أجهزة التليفون
المحمول ممكن ان تكون بديلا وعوضا عن أجهزة الكمبيوتر الشخصية المكتبية الثابتة او
أجهزة الكمبيوتر المحمولة المتنقلة ، خاصة إن
أسعار تلك الهواتف الذكية تنخفض مع مرور الوقت مما سيجعل من فكرة "التعلم
باستخدام الجهاز الذي في يدك" ممكنه وسهلة التنفيذ. (49)
5.
استخدام الهاتف المحمول في
العملية التعليمية يعد مسايرة للاتجاهات الحديثة
فى مجال الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات
في العملية التعليمية ، حيث
يلعب دورا هاما فى التعليم والتدريس فى ظل مجتمع المعلوماتية " مجتمع
المعرفة" إذ يساعد على تحقيق نوع من التواصل المباشر بين أطراف العملية
التعليمية ، الطالب والمؤسسة التعليمية وأولياء الأمور، وتعمل على تسهيل مهام
المعلمين، إضافة إلى
دوره المهم الذي يمكن يلعبه في تدريبهم (50)،
كما تعد أجهزة الموبايل أيضا أدوات مساعدة
للتعلم بالنسبة
للطلاب لأنها أجهزة متعددة الوسائط وقادرة أن تنقل
الصّوت, والرّسائل النّصّيّة, والصّور, والنّغمات, والتّطبيقات وأي شيء آخر إذا
شفّر في الشّكل الرّقمي ، بما
يتيح الفرصة للطلاب بغض النظر عن أعمارهم أو خلفيتهم لينهلوا من بحار المعرفة
المتنوعة بصورة واقعية وبما يخدم فعلياً حياتهم التعليمية والخاصة، ولعل مما يزيد من
ذلك ما تسمح به إمكانيات الجيل الثالث والرابع للاتصالات المتنقلة G3,G4
من تقديم مجموعة من الخدمات اللاسلكية كإجراء اتصالات مرئية
تفاعلية مباشرة بالصوت والصورة والفيديو حيث يرى المتصلون بعضهم بعضاً من خلال
الهواتف النقالة المتوافقة مع تقنية هذا الجيل، ونقل البيانات بسرعة عالية ، كما
تتيح إمكانية الاتصال بالإنترنت بسرعة عالية، وتسمح بتبادل رسائل الوسائط المتعدد،
وتنظيم مؤتمرات الفيديو، وتوفير خدمة تحديد المواقع عبر الهاتف النقال، والصرف
الآلي، وإمكانية مشاهدة القنوات الفضائية عبر الهاتف النقال، مع سرعة إنجاز هذه
الخدمات.
(51)
6.
إن التعلم النقال من شأنه أن يعالج كثير
من أوجه قصور التعلم بالطرق التقليدية ، فللتعلم
باستخدام الموبايل متعة حقيقية يمكن استثمارها مع المتعلمين الذين فقدوا الرغبة في
التعلم (52) ، ويمكن من خلاله أيضا تطبيق استراتيجيات التعلم النشط ، ففي ظله لم
يعد التعلم يتم في اتجاه واحد فقط (من المعلم للتلميذ) ، بل أصبحت فرص تبادل
المعرفة أقوى وأيسر ، كما انه كأداة اجتماعية يساهم بدرجة كبيرة
في تشجيع وتنمية التعلم التعاوني بين الطلبة أنفسهم من جانب وبين الطلبة والمعلم
من جانب آخر ، حيث يتم تبادل المعلومات والأفكار فيما بينهم من خلاله بصورة سريعة ، نظرا لسهولة تداول المعلومات والملفات والتعاون في التعلم من خلال
البريد الالكتروني ، بالإضافة إلى إمكانية اتصال الأجهزة مع بعضها البعض باستخدام
البلوتوث و الواي فاي ، إضافة
إلى دوره الواضح في التعلم الذاتي والتنمية المهنية للمعلم (53)، إضافة إلى التغلب على مشكلة انفصال ما
يتعلمه الطالب عن حياته العملية ، فالهواتف الجوالة أصبحت جزءا
من الروتين اليومي للطلبة حيث تساعدهم على التقليل من الفرق بين غرفة الصف والعالم
الخارجي. فعلى
سبيل المثال يمكن لمتعلمي اللغة الثانية أن يستخدموا الهاتف الجوال ليصلوا إلى
مفردات وتعابير تهمهم بينما يفتحون حساباً مصرفياً أو ينظرون في ملخصات لأفلام
حينما يكونون في المسرح أو يناقشوا خطط عطلة نهاية الأسبوع مع صديق يتكلم اللغة
الإنكليزية.
(54)
ويضاف إلى
ذلك أنه
يمكن للدارسين
الذين ينخرطون
في محادثات
مع أشخاص
يتكلمون اللغة بطلاقة أن
يستعينوا بجهاز
محمول لترجمة
معنى الكلمات
والجمل غير
المألوفة ، وثمة تطبيقات
كثيرة في
مجال الترجمة تتيح
للدارسين وضع علامات على
الكلمات الصعبة
لكي يراجعوها
لاحقاً ، كما ان التكنولوجيا
المحمولة ستكون
أقدر على
إضفاء الطابع
الفردي على
التعلّم ، بتزايد مقدارِ وأنواعِ
المعلومات التي
يمكن أن
تجمعها الأجهزة
المحمولة عن
مستخدميها ، فعلى سبيل
المثال،إذا كان
الطالب دارساً
بصريَّ التعلّم
مهتماً بالخرائط
فقد يتسنّى
تقديم المعلومات
التاريخية له
في أطالس تفاعلية
يمكن تناولها
على جهاز
ذي شاشة
لمسية. وقد
يتسنّى تقديم
نفس المعلومات
لطالب ذي تفضيلات
تعلّمية مختلفة
بشكل مختلف
جداً، كأن
تقدَّم له
في جدول
زمني يبيِّن
الأحداث الهامة مع روابط
إلى أشرطة
فيديو إعلامية
ووثائق تمثِّل
مصادر أولية،
فعلى مر
الزمن ستحل
التكنولوجيا الشخصية محل
نماذج التعليم
القائمة على
أساس » المقاس الواحد
الصالح للجميع.« (55)
7.
يعد التعليم
بالمحمول شكلاً جديداً من أشكال نظم
التعليم عن بعد Distance Learning ، والذي أصبح اليوم منتشرا
في جميع أنحاء العالم ويخدم عشرات الملايين من الطلاب، نظرا لما حققه من دور هام
اساسى ، في الوصول إلى الأفراد في اى مكان وفى اى وقت، ليفتح آفاق التعليم لشرائح
كبيرة من المجتمع قد يكون من الضروري أن يصل النظام التعليمي إليها (56) ، فبإمكان الهاتف المحمول ان يغطي مسافات بعيدة على مستوى العالم
كله وبذلك من الممكن اعتباره فيما لو أحسن استخدامه من ابرز تقنيات التعلم عن بعد
، ولعل التطور الكبير الذي حصل في جهاز الهاتف النقال هو إمكانية ربطه مع شبكة
الانترنت بصورة
فاعلة ، وهذا منحه تطبيقا مهما ونقله نوعية كبرى تتيح للمتعلمين استخدام شبكة
الانترنت من خلاله وتجاوز الكلفة الاقتصادية المرتفعة لشبكة الانترنت متمثلة بالأجهزة
ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية التي تعتمد عليها هذه الشبكة لكي تعمل وتجاوز
مشكلة القاعات المخصصة لشبكة الانترنت والأوقات المحددة لاستخدامها (57) ، خاصة بعد ظهور مفاهيم الحوسبة السحابية Cloud Computing التي يتاح من خلالها
للمستخدمين الوصول إلي الموارد الحاسوبية عبر شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى امتلاك المعرفة ، الخبرة ، أو حتى التحكم بالبنى التحتية التي تدعم هذه الخدمات ، وتشمل تلك الموارد مساحة لتخزين
البيانات والنسخ الاحتياطي والمزامنة الذاتية كما تشمل قدرات معالجة برمجية وجدولة
للمهام ودفع البريد الإلكتروني والطباعة عن بعد. (58) .
أن الموارد
والمواد التعليمية
المتعلقة بالتقدم
الذي يحرزه
الدارس تُخزن
على خوادم
نائية لا على
القرص الصلب
لجهاز بعينه
فيمكن للطلبة
الانتفاع بمواد
مماثلة متأتية
من طائفة
واسعة من الأجهزة
( بما فيها
الحواسيب المكتبية،
والحواسيب النقالة،
والألواح الرقمية،
والهواتف النقالة)،
مستفيدين من
المزايا المقارنة
لكل منها
(59).
وقد
استفادت شركات المحمول سواء المصنعة أو مقدمة الخدمات مثل شركتي ابل (Apple) و
شركة
(T mobile) من تطبيقات الحوسبة السحابية حيث
أتاح العديد من مقدمي خدمات المحمول ( Mobile
Cloud Computing) خدمات تسمح لمستخدمي
بعض أنواع الهواتف من عمل حسابات خاصة لهم علي خوادم تلك الشركات ويستطيع
الهاتف المحمول التزامن (sync) مع الحساب الشخصي له
علي تلك الخوادم واخذ نسخ احتياطية من دليل الهاتف أو العناوين الموجودة في الهاتف
بل وأيضا إمكانية التحكم بالهاتف وإغلاقه أو تعقبه من خلال استخدام تلك الخدمة. (60)
8.
ان نظام التعليم عبر الموبايل
يتميز بسهولة تطبيقه حيث يتم تصميم المواد
التعليمية عليه من خلال برنامج الناشر عبر الجوال Learning Mobile Author ، وهو برنامج سهل الاستخدام ويمكن اى شخص من نشر
مادته التعليمية على الموبايل دون الحاجة إلى الرجوع إلى المبرمجين ، إضافة إلى سهولة البحث العلمي من خلاله أثناء جمع البيانات وتحريرها وتداولها
مع الكمبيوتر ( بالتصوير ، والتسجيل ، والبحث ، والتشغيل ... ( وسهولة التعامل مع أغلب
أجهزة الدخل والخرج (طابعة ، كيبورد ، شاشة عرض ، مخرجات الصوت ...
)،. كما انها تقبل التطوير من خلال تزويدها
بالبرامج. (61) ، كما
انها لا تتطلب سوى معرفة اساسية بالقراءة والكتابة ، مما يجعل العراقيل التي تحول دون استخدامها اقل بكثير من مقارنةً بالأشكال
الأخرى الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. (62) خاصة
9.
إن التعلم النقال ليس منافساً
للمؤسسات التعليمية فهو وسيلة تكميلية تعمل على توسيع دائرة عروض تلك المؤسسات،
حيث يمكن من خلاله تقديم معلومات تعزيزية إضافية
توضيحية تتكامل مع المعلومات التي يحصل عليها الطلبة من المعلم في المحاضرات
الاعتيادية وتعززها وتزيدها كفاءة وفاعلية (63).
لقد استطاعت الاجهزة المحمولة ان تطمس الحدود بين التعليم النظامي والتعليم غير النظامي ، وان تحدث نوعا من التكامل
بين التعلم الذي يجري ضمن قاعات الدرس والتعلّم الذي يجري خارجها ، فباستعمال الأجهزة المحمولة يمكن للطلبة أن ينتفعوا بسهولة من مواد تكميلية بغية توضيح الأفكار
التي يقدِّمها المعلمون في قاعة الدرس(64)
، وذلك بإعطاء المتعلم مزيد من الحرية
لعملية التعلم كي تتم داخل وخارج أسوار المؤسسات التعليمية؛ فتوفير عضو هيئة
التدريس لملفات فيديو وصوت وفلاشات متحركة وملفات نصية وغيرها من الملفات كفيل
بمساعدة المتعلمين في دراسة المحتوى التعليمي في أي وقت وأي مكان ، كما تساعد
المناقشات والاختبارات التي يوفرها عضو هيئة التدريس على أجهزة المحمول أو أي جهاز
يستخدم في التعلم النقال في تحديد نواحي القصور عند المتعلمين بشكل عام للفرقة
الدراسية وبشكل فردي لكل متعلم من خلال التقارير السريعة التي يستقبلها عضو هيئة
التدريس على المحمول في صورة رسائل قصيرة أو بالبريد الإلكتروني الخاص به والتي
تساعده في اتخاذ ما يلزم من قرارات سريعة لمعالجة هذا القصور، وهذه النوعية من
التقارير يصعب الحصول عليها بالطرق التقليدية وخاصة عند تزايد عدد المتعلمين(65).
كما ان الأجهزة المحمولة يمكن ان
تساعد المتعلمين على تطوير المحتوى التعليمى بأنفسهم من خلال تسجيل المحاضرة في
صورة ملفات فيديو أو ملفات صوتية أو استخدام برامج الحاسوب في تطوير أجزاء المحتوى
التعليمي في صورة فلاشات أو ملفات نصية يمكن دراستها في أي وقت وأي مكان؛ وهذه
الملفات التي يتم تطويرها بواسطة المتعلمين تساعد في تشارك وتعاون المتعلمين في
عملية التعلم من خلال تبادل هذه الملفات فيما بينهم لتعم الفائدة على جميع
المتعلمين. (66)
ومن ناحية أخرى ، فإن الجامعات التي تبحث عن الربح
وجدت في التعلم النقال وسيلة واعدة للعثور على طلاب جدد ، كما يمكنها أن تساعد في تطوير ونشر برامج
التعلم النقال من خلال شبكة علاقاتها الواسعة والراسخة مع الطلاب وأعضاء هيئة
التدريس والخريجين(67).
10-
أن الهاتف المحمول أصبح ضرورة لا يمكن
الاستغناء عنها ولا التنقل بدونها ، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الهاتف المحمول هو
أكثر الأجهزة التكنولوجية استخدام بين أيدينا ، وأن أكثر ثلاثة أغراض نحملها هي:
المفاتيح والمحفظة والهاتف المحمول(68) ، فبعد مرور أكثر من
20 عاماً على ظهور الهواتف المحمولة تضاعفت أعداد المستخدمين ليتعدى عدد سكان العالم ، فقد اظهرت تقارير الاتحاد الدولي
للاتصالات الأخيرة "العالم في 2013 : حقائق وأرقام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" أن
عدد مستخدمي الهواتف النقالة حول العالم سيتجاوز عدد السكان الفعلي للكرة الأرضية،
وذلك بحلول العام 2015 مشيراً إلى أن عدد المشتركين في خدمة الاتصالات الهاتفية
الجوالة سيصل إلى 9 مليارات فيما سيكون عدد سكان العالم فعلياً آنذاك يساوي 7.5 مليارات شخص فقط (69)، وبمقارنة ذلك بالكمبيوتر او الهواتف الثابتة ، نجده
اكبر بكثير ، ففى مصر بلغ عدد مشتركى الهاتف المحمول فى يناير 2013 ، 96,11% مشترك بنسبة 115,92% من عدد السكان ،
بينما بلغ عدد مشتركى الهاتف الثابت 8,58
مليون مشترك بنسبة 10,53% من عدد السكان (70).
إضافة
الى إمكانية استخدام الهواتف المحمولة لجميع الوظائف التي يستخدم لأجلها الكمبيوتر
بشكل أو بآخر ولكن بصورة أسهل وأرخص وفي كل زمان ومكان حيث يمكن حمله في كل
الأوقات ومن قبل كل الأفراد ،
إضافة إلى إن أسعار تلك الهواتف تنخفض مع مرور الوقت ، مما
سيجعل من فكرة "التعلم باستخدام الجهاز الذي في يدك" ممكنه وسهلة
التنفيذ، وهو ما جعل البعض يعتبره ثورة
نحو التعلم الشخصي(بالمقاس)، حيث يسمح للمتعلم أن يختار مساره التعليمي بما
يتناسب مع مواهبه ووفقاً لرغباته وطموحاته (71).
11-
التعلم النقال المساهمة في القضاء على الأمية الحديثة ، أمية
الكمبيوتر والبرمجة ، الأمية
المعلوماتية (Information literacy) ، إن التعلم النقال من خلال الأجهزة
الشخصية ، يمكن يُحدث طفرة في الاهتمام بتعلم لغات البرمجة التي يُمكن جداً أن
تُصبح اللغة المشتركة الجديدة بين الشعوب ، إن هذا هو ما يحدث بالفعل فى بعض الدول
حيث تقوم الكثير من الشركات الناشئة على الانترنت بإعطاء دروس تفاعلية حول كيفية
فهم وكتابة البرامج ، ففي
نيروبي تم استخدام تكنولوجيا التعلم النقال والتواصل الاجتماعي للقضاء على الأمية
البرمجية وتعزيز العمل الحر وإنشاء الشركات وتنظيم المشاريع المحلية (72).
لقد أوجد الانتشار الواسع لتكنولوجيا
المعلومات والأجهزة المحمولة شكل جديد للمعلومات والتي تتطلب مهارات نوعية مغايرة
للنماذج التقليدية لمحو الأمية المعلوماتية، وتنمية الوعى المعلوماتى ، والذى يتمثل
فى القابلية لاكتشاف المعلومة حين يحتاجها الفرد، وأن تكون لديه القابلية لتحديد
مكانها، تقييمها، والاستعمال الفعال للمعلومة متى احتيجت ، باعتباره ذلك مهارة
من أساسيات التعلم الحياتي والولوج إلي مجتمع المعرفة(73).
ثانيا : مبررات الاعتراض على
استخدام الهاتف المحمول في العملية التعليمية:
تنطلق
الآراء الرافضة لاستخدام الهاتف
المحمول في العملية التعليمية ،
من منطلقات ومبررات عديدة من أهمها :
1-
أن
استخدام الهواتف النقالة في المدارس أو في داخل الفصول الدراسية قد يسبب الكثير من
المشاكل والإزعاج - خاصة فى ظل غلبة الطابع السلبي علي
استخدام الشباب العربي لها- التي
تتمثل في انتهاك قواعد النظام التعليمي ، وانشغال الغالبية من الطلاب به - بل
التوحد - أثناء الحصة ، والانعزال عن الأستاذ ، وإرسال الرسائل واستقبالها، وتبادل
المعلومات والقفشات والمزاح فيما بينهم ، الأمر الذي يمكن ان يؤدى إلى انخفاض
مستوى التحصيل الدراسي لدي الطلاب كما أن التحصيل الدراسي يتأثر كثيرا باستقبال
المعلم للرسائل والمكالمات أثناء الشرح
، إضافة إلي ذلك المساعدة على تفشي ظاهرة
الغش في الامتحانات ، وابتكار وسائل جديدة في تناقل واستقبال الإجابات على أسئلة
الامتحانات دون علم الآخرين، لاسيما بعد ابتكار خدمات تقنية حديثة "
كالبلوتوث"(74)، كما أن تداخل الأصوات والتشويش الحاصل في البيئة التعليمية من
خلال الهاتف النقال وقلة توفر الهدوء كما هو الحال في شبكة الانترنت وقاعات الصفوف
التقليدية قد يشوش أفكار الطلبة ويؤدي إلى تداخل المعلومات والتأثير السلبي على عمليتي
التعليم والتعلم (75).
2- أن
الفكرة ربما تكون جديدة ومستحدثة لكن تطبيقها صعب لان إدخال أي أنماط تعليمية
جديدة لابد أن يصاحبها موائمة مجتمعية وقبول من أكبر نسبة من أفراد المجتمع المحيط
، فالمدرسة مؤسسة ذات طابع اجتماعي لا
تفصل بأي حال من الأحوال عن المجتمع، الامر الذى يتطلب ضرورة تهيئة المجتمع وتوعيته
بالثقافة التي ترتبط بتلك التقنية وتهيئة كل أعضاء المجتمع المدرسى للتعامل معها،خاصة فى ظل ضعف برامج تنمية
ثقافة استخدام الموبايل من قبل المؤسسات
الإعلامية والتربوية والدينية ومنظمات المجتمع المدني ، أما ان يسير الأمر دون دراسة
أو تمهيد فإن ذلك سيعد دربا من دروب العبث لأن السيطرة علي أعداد كبيرة من الطلاب يستخدمون تقنية الموبايل داخل الفصل
سيكون مستحيلا بالنسبة للمعلم(76).
3-
أن استخدام
الهاتف المحمول فى التعليم يعد نوعاً من
الهوس التكنولوجيا، أو أنها طريقة جديدة مبتكرة تهدف إلى ترويج التكنولوجيا ، وأن التكنولوجيا لا يمكنها أن تقدم حلاً سحرياً لكل مشكلات التعليم الحالية.
4-
ان إدخال
تكنولوجيا الموبايل سيكون حجة من التلاميذ لابتزاز أولياء
الأمور بالإضافة لكونه عبأ ماديا كبيرا ، والعملية التعليمية في مدارسنا ليست في
حاجة إليه ، خاصة أننا نمتلك البدائل الأكثر ملائمة للمجتمع ولعقلية الطالب(77).
الأمور بالإضافة لكونه عبأ ماديا كبيرا ، والعملية التعليمية في مدارسنا ليست في
حاجة إليه ، خاصة أننا نمتلك البدائل الأكثر ملائمة للمجتمع ولعقلية الطالب(77).
5-
أن إدخال التكنولوجيا بشكل
زائد في التعليم سوف يؤدي لتعطيل الجانب الإبداعي لدي الطلبة ، فالتحول من الخدمات البشرية البحتة إلى الآلية وشبه الآلية عن
طريق تطبيقات الخدمات الإلكترونية بصفة عامة والمحمولة بصفة خاصة جعل التعليم مُمَكْنَنَاً يسير وفق آلية ميكانيكية مرسومة
مسبقاً – أشبه بخطوط الإنتاج في القطاع الصناعي – وأهمل قضايا تعليمية مهمة مثل
قضية الإبداع والابتكار فالآلة الصماء لا تساعد الطالب على الابتكار المعرفي أو
التشعب المعرفي ما لم تكن معدة مسبقاً بمواد إضافية وغالباً ما تكون محدودة في
محتواها مما يجعلها قاصرة عن إشباع النهم المعرفي للطالب كما أنها لا تتمتع
بالذكاء الذي يجعلها تعيد المحتوى في أشكال مختلفة تتناسب مع ظروف الطالب نفسه أو
حتى تجيب على أسئلته غير المتوقّعة أثناء التعلّم كما يفعل المعلم داخل حجرة
الدراسة.
(78)
6- ان الإفراط في استخدام الهاتف المحمول والذي انتشر في ظل رخص تكلفة
الخدمات المقدمة من خلاله ، يمكن ان يؤدى إلى العديد من المشكلات الصحية
والاجتماعية ،
وهذا ما أكدته العديد من الدراسات
والبحوث الطبية والاجتماعية (79).
7- ان سهولة الإبحار
في الانترنت عبر الموبايل سواء في المنزل أو خارجه وفي أي لحظة ، يمكن ان يشكل خطورة على الأطفال والمراهقين - خاصة مع
صعوبة السيطرة ومتابعة ذلك الاستخدام - ويؤدى
إلى الاستخدام غير الآمن للانترنت ، من خلال الدخول إلى بعض المواقع التي لا
تتناسب مع أعمارهم ، او الإسراف في استخدامه بشكل يصل إلى حد الإدمان ، بشكل يؤثر
على تحصيلهم الدراسي ، إضافة إلى شيوع ظاهرة سرقة الهواتف وما تسببه من مشكلات
داخل المؤسسات التعليمية وغيرها الكثير(80).
8-
قلة وعى بعض أطراف العملية التعليمية
بالدور الذي يمكن أن تقوم هذه الأجهزة في خدمة عمليتي التعليم التعلم ، عدم قدرة
كثير من المعلمين على التعامل مع
هذه التقنية والتفاعل معها والاستفادة من تطبيقاتها بدرجة كبيرة فى مجال عملهم(81).
9-
صغر حجم شاشته مقارنة بشاشة الحاسوب التي يتم من خلالها
استخدام شبكة الانترنت وهذا يؤدي الى محدودية حجم المعلومات التي يتم تبادلها بين
الطلبة ومدرسهم وهذا قد يؤدي الى اختصار المعلومات المتبادلة من خلاله بصورة قد
يؤدي معها إلى ضياع بعض المفردات والمعاني المهمة نتيجة هذه الاختصارات، عدم القدرة على استخدام البرامج
الحاسوبية الجاهزة والمخصصة للأغراض التعليمية بصورة فاعلة كما هو عليه الحال في
جهاز الحاسوب وشبكة الانترنت (81).
10-
استخدام الهاتف
المحمول فى التعليم – فى ظل صعوبة وضع ضوابط لاستخدامه يمكن أن يتيح فرصة كبيرة لنمو السلوكيات الخاطئة أو
غير المقبولة اجتماعياً كالسلوكيات الجنسية لغير البالغين والشذوذ والثقافة
الفضائحية وغيره من الأمور غير الأخلاقية التي يمكن أن يمارسها الطلاب من خلاله ، فالخدمات الإلكترونية التعليمية تقدم تسهيلاً
لنقلها عبر تقنية البلوتوث والقوائم البريدية أو حتى البريد الشخصي والرسائل
الخاصة ، بل ويمكن أن تتوسّع لتشمل دوائر أوسع لم يكن الطالب ليعرفها ، فهي في ظل خدمات
الموبايل خدمات سهلة الاستعمال وأحيانا تكون كثيرة الضرر ، كما
ان هناك قضية أكثر خطورة تجلبها تلك الخدمات الإلكترونية التعليمية وهو تلاشي
التقدير والاحترام للمعلمين لكونه تحول إلى لاعب ثانوي في العملية التعليمية أو
على الأقل هناك من يشاركه هذا الدور بكفاءة (81)، حيث أشارت كثيرا
من الدراسات إلى أن سلوك الطلاب داخل المؤسسات التعليمية يتأثر كثيرا بالرسائل ومقاطع الفيديو المتبادلة
بين الطلاب ، حيث يتم استخدام هذه الخدمات ، نشر الإشاعات والمعاكسات وانتحال صفة
الغير والطرائف المنحرفة والصور غير اللائقة ، الغش في الاختبارات، نشر فكاهات
تؤدي إلى مشاحنات وتصيد العثرات وخصومات بين الطلاب(82).
ثالثا: الاستفادة من الآراء المؤيدة
والمعارضة في ترشيد وزيادة كفاءة استخدام الهاتف المحمول في العملية التعليمية:
فى ضوء ما تم
عرضه من آراء ومبررات مؤيدة ورافضة لاستخدام الهاتف المحمول في العملية التعليمية يمكن تقديم مجموعة من المقترحات أو التوصيات والتي من شانها أن تسهم في ترشيد وزيادة
كفاءة استخدامه ، والاستفادة من
تطبيقاتها العديدة بدرجة اكبر في الأغراض التعليمية ، خاصة وانه أصبح واقعا معاشا وملموسا في
المجتمع وظاهرة لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها ، يتم استعماله والاستفادة منه في كافة مجالات
الحياة ، مما استدعى انتباه العديد من التربويين إلى البحث عن آلية توظيفه
والاستفادة من خدماته في عمليتي التعليم والتعلم ،
والواقع
إن كل الانتقادات أو الآراء غير
المؤيدة لاستخدام تطبيقات الموبايل فى التعليم
لا تعني بأي حالٍ من الأحوال رفض تلك
التطبيقات ، ولكنها سلبيات ومحاذير يجب علينا أن نضعها على رأس اعتباراتنا عند
اعتماد تطبيقات الخدمات الإلكترونية في مؤسساتنا التعليمية .وتتمثل
تلك المقترحات فيما يلي :
1-
الاستعداد من جانب المؤسسات التعليمية
لدخول التعلم النقال Mobile
Learning في عمليات التعليم والتعلم، وعلى كل من
الطلاب والمعلمين واعضاء هيئة التدريس إعطاء الفرصة لإنجاح هذه الثورة التكنولوجية
لمميزاتها المتعددة ، فعلى أعضاء هيئة التدريس دراسة أفضل الاستراتيجيات التعليمية
التي يمكن استخدامها في التعليم المصري لتطبيق هذا المستحدث التكنولوجي؛ وعلى
المتعلمين أن يحاولوا تغيير الفكر الجامد للشكل التقليدي لعملية التعلم لفكر جديد
يساهم في بناء جيل تكنولوجي جديد ذو مهارات متميزة يساهم في رفع مكانة
الدولة المصرية على المستوى العربي والعالمي.
العناية باستخدام التقنيات المتنقلة في التعليم نظراً لانتشارها الكبير بين
المتعلمين، وخاصة الجيل الجديد منهم والاستعداد لتطبيق التعلم المتنقل في التعليم
من خلال وضع الخطط والسياسات اللازمة لذلك في قطاع التعليم العالي ، ودعم وتبني برامج
ومشروعات التعليم المتنقل من قبل الجامعات ووزارات التعليم العالي ، وفى هذا
الاطار نقترح دراسة
امكانية استخدام شبكات wi-fi
وخدمات
الحوسبة السحابية داخل
الجامعات لتفعيل التعليم النقال وكذلك استخدام برنامج الناشر عبر الجوال.
2-
أن تقوم الجامعات والمؤسسات البحثية بعقد العديد من
المؤتمرات والندوات وتوجيه عدد من بحوث طلبة الدراسات العليا والمراكز البحثية
لتناول ومناقشة الآثار المتعلقة التعلم النقال ووضع المعالجات والحلول للاستفادة
القصوى منه في تحقيق أهدافها.وتنمية الوعى المعلوماتى لديهم
3-
ضرورة وضع مجموعة من الإجراءات والقواعد
التي تنظم عملية استعمال الموبايل في التفاعل والتواصل الاجتماعي داخل النظام
التعليمي ، لاسيما فيما يتعلق بمدي استعماله داخل قاعات الدراسة وأثناء المحاضرات،
وأثناء انعقاد الاختبارات، والحد من عمليات الغش ( الغش الالكتروني، أو الخلوي ) ،
وتلافي الضوضاء وعشوائية التفاعل الاجتماعي داخل الحرم الجامعي.
4-
العمل على تشكيل ثقافة ايجابية - ثقافة
الاستخدام الرشيد والهادف- فيما يتصل
بترشيد وتوجيه استعمال الأفراد للهاتف المحمول واستغلاله الاستغلال الأمثل، وتدعيم
دوره في مجال التفاعل الاجتماعي. يتطلب القضاء علي هذا الوضع تطوير ثقافة موجهة ؛
ثقافة تتميز بالديناميكية والمرونة، وقوة التأثير والإقناع، والقدرة علي توضيح
الآثار المدمرة لسوء استعمال الهاتف. ولكي
تكتسب الثقافة هذه الصفات يجب أن تبني علي أسس علمية، وتعتمد علي تفعيل دور
المؤسسات الموكل إليها القيام بمهمة إنتاج الثقافة، وهي المؤسسات الحكومية،
والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني كالأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية،
والهيئات التطوعية المؤمنة بضرورة مواجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا
بصفة عامة والهاتف المحمول خاصة.
5- ضرورة إدخال
موضوع تنمية ثقافة استخدام النقال ضمن المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية لتنمية الإدراك والوعي لدى الطلبة، مع وتخصيص محاضرات في اجتماعات مجالس الآباء والأمهات
لتوضيح الآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتحديد دور الأسرة تربويا.
6- العمل
على تكثيف حملات التوعية بمخاطر الاستخدام المفرط للهاتف النقال صحيا وسلوكيا
وتحصيليا وذلك من خلال ما يلي:- ( الإذاعة
المدرسية ، المسرح المدرسي ، المحاضرات ، الكتيبات و المطويات ........ وغيرها )، مع قيام الأخصائي الاجتماعي أو النفسي
بدور محوري في ذلك و قيام إدارة المدرسة ومعلميها بمتابعة مدى جدوى حملات التوعية
والبحث عن طرق وسبل متجددة للقضاء على هذه الظاهرة .
7- إن
السواد الأعظم من طلبة المدارس بالمرحلتين الإعدادية والثانوية يحضرون معهم
أجهزتهم النقالة إلى المدرسة التي هي متصلة أساساً بشبكة الإنترنت بطريقة أو بأخرى
، الأمر الذي يتطلب ضرورة البحث فى إمكانية استغلال هذه الظاهرة الطلابية وتحويلها
إلى نقطة قوة لتعزيز العملية التربوية وتحسين جودة التعليم.
وفى النهاية يرى الباحث ان حداثة استخدام
الهاتف المحمول في التعليم والجدل حول أهمية
ذلك ، تجعلنا نوصى ضرورة إجراء العديد من البحوث حول جدوى هذا النموذج وكيفية
توظيفه في عملية التعليم والتعلم ، والتعرف على رؤية كل أطراف العملية التعليم
بصفة عامة، وأعضاء هيئة التدريس وطلاب كليات التربية بصفة خاصة حول كافة القضايا
المتعلقة باستخدامه فى العملية التعليمية ، وان يعي الجميع تلك التكنولوجيا أصبحت واقعا معاشا لابد من
التعامل معه وليست موضوعا اختياريا ، أن يحاولوا تغيير الفكر الجامد للشكل التقليدي لعملية التعليم
والتعلم ، لفكر جديد يساهم في بناء جيل
تكنولوجي جديد ذو مهارات متميزة قادر على الدخول الى مجتمع المعرفة والتعامل معه ،
وبما يساهم في رفع مكانة التعليم المصرى على المستوى العربي والعالمي.
المراجع والهوامش
1-
تيسير
اندراوس سليم :
تكنولوجيا التعلم المتنقل: دراسة
نظرية- Cybrarians Journal
دورية إلكترونية فصلية محكمة في مجال المكتبات والمعلومات –
العدد 28 مارس 2012.
2- السعيد السعيد عبد الرازق: تقنيات الشبكات اللاسلكية وفوائدها
التربوية المستقبلية- مجلة التعليم
الالكتروني- جامعة المنصورة -
عدد 16 أكتوبر 2012.
-
لمزيد من التفاصيل
عن نشأة وتطور الهاتف النقال انظر مقالة :
الهاتف النقال النشأة والتطور :متاح على http://asirm.maktoobblog.com/127/
3- أبو تركي:
ماذا بعد الجيل الثالث من الهاتف
المحمول؟ 3.5g و
3.75g
و 4g
- متاح على http://qatarshares.com/vb/showthread.php?t=91919
5- ساندة عفونة : Mobile Learning آفاق التعلم النقَال - مجلة المعرفة الالكترونية - مركز التعليم المفتوح بجامعة
القدس المفتوحة عدد الخميس 11 نيسان 2013 .
· لمزيد من التفاصيل عن تلك المؤتمرات والندوات يمكن الرجوع إلى:
- جمال على الدهشان ، مجدي محمد يونس : التعليم
بالمحمول Mobile Learning
"صيغة جديدة للتعليم عن بعد- بحث مقدم إلى الندوة العلمية الأولى لقسم
التربية المقارنة والإدارة التعليمية
بكلية التربية- جامعة كفر الشيخ تحت عنوان "نظم التعليم العالي
الافتراضي"29- ابريل 2009.
· من هذه الكتابات :
-
فرانسيس
جلبرت: دور
الهواتف النقالة في تعزيز العملية التعليمية ترجمة : عمر
خليفة- مكتب
التربية العربي لدول الخليج – الرياض متاح على
-
http://www.abegs.org/Aportal/Article/showDetails?id=957
-
فاضل حبيب: الحق في
التعليم بالأجهزة المحمولة - صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3844 -
الأحد 17 مارس 2013م الموافق 05 جمادى الأولى 1434.
- Desmond Kganee: Mobile learning:
The next generation of learning - Distance
Education Internation - 2005.
-
محمود
فتوح محمد سعدات ، أمينة إبراهيم بدوى عثمان : دور
التعلم المتنقل في نشر وبث المعرفة بالمجال التعليمي في ظل مجتمع المعلوماتية
" مجتمع المعرفة" . متاح على
-
- KESKİN & METCALF (2011) :The Current Perspectives,
Theories and Practices of Mobile Learning TOJET vol,10, Issue2
-
دينا القصاص: كيف يُحدث المحمول ثورةً في مجال
التعليم؟ - جريدة مصر عدد - 11أبريل، 2013 متاح
على http://www.masr11.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=17893:2
-
منى رضا : الجيل القادم من التعليم - مجلة التعليم الالكتروني – العدد الخامس – وحدة التعليم الالكتروني - جامعة المنصورة-
2012.
-
-World Conference on Mobile Learning : Mobile Technology :
-
The future of learning in your hands . m Learn 2005 Book of Abstracts .4 World Conference on Mobile
Learning, Cape Town, South Africa, 25-28 October.2005. At: www.mlearn.org.za
-
-
Keskin & Metcalf (2011) The Current Perspectives, Theories and Practices of
Mobile Learning TOJET vol,10, Issue2
6-
المجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة : منتدى استخدام
الموبايل في التعليم والتعلم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا –
الذى عقد بالقاهرة يوم الثلاثاء 26/3/2013.
7-
نفس المرجع السابق .
8-
فاضل حبيب: مرجع سابق.
9-
- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة
(اليونسكو): ، قطاع التربية : التعلّم باستخدام تكنولوجيات الأجهزة المحمولة. متاح على http://www.unesco.org/new/ar/media-services/single-view/news/learning_with_mobile_technologies/
* لمزيد من التفصيل عن ما جاء بالوثيقتين يمكن الرجوع الى منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): ، قطاع التربية : صدور الطبعة العربية للوثيقتين
المتعلقتين بالتعليم النقال في أفريقيا والشرق الأوسط . متاح على http://www.unesco.org/new/ar/education/resources/online-materials/single-view/news/mobile_learning_in_africa_and_the_middle_east_now_in_arabic/
10-
منظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو):
المبادئ
التوجيهية لسياسات اليونسكو
فيما يتعلق بالتعلّم بالأجهزة المحمولة- اليونسكو - فرنسا - 2013.
11-
اعتماد الهاتف الجوال كوسيلة تعليمية بالكثير من
المدارس في الولايات. متاح على
http://www.ed-uni.net/ed/showthread.php?t=14288
12-
عبد الوهاب جودة: دراسة ميدانية حول
استخدامات الشباب للهاتف المحمول. متاح على http://elhyes-abdelwahab.blogspot.com/2008/05/blog-post.html
13-
لمزيد من
التفاصيل عن المخاطر الصحة عن الهاتف المحمول: أبوبكر سلطان أحمد : الهاتف الجوال بين المخاطر والنمو متاح على www.mcit.gov.sa/NR/...710C.../Paper8.pdf
15-
زينب حسن الشربينى : استخدام التليفون
المحمول في بيئة للتعلم الإلكتروني المحمول وأثره على تنمية مهارات تصميم المحتوى
الإلكتروني ونشره - رسالة دكتوراه غير منشورة – كلية التربية جامعة المنصورة – 2012- ملخص دراسة منشورة في مجلة كلية التربية -
جامعة المنصورة - العدد79- الجزء الأول - مايو- 2012
16-
هانية عبد الرازق فطانى : فعالية استخدام التعلم النقال فى
تنمية مهارات حل المشكلات الرياضية لدى طالبات الصف الثاني متوسط – رسالة
ماجستير – جامعة الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية 1432ه
17-
رفيق سعيد البربري ، حنان رجاء عبد
السلام : فاعلية برنامج تدريبي مقترح قائم على تكنولوجيا التعلم المتنقل فى علاج الأخطاء
التدريسية الشائعة لدى معلمي المرحلة الثانوية - مجلة الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم
– 2011.
- انظر لذلك :
- سناء سعيد القحطاني : أثر التعلم النقال على تنمية مهارات التفكير
الناقد لدى طالبات كلية التربية. المؤتمر الدولي
الثاني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، المركز الوطني
للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، الرياض - 2011.
-
أشرف حسين الاشقر : فاعلية نظام البلاك بورد في التعلم
المتنقل والمزيج - مؤتمر التعلم المزيج والمتنقل، الجمعية العمانية
لتكنولوجيا التعليم - مسقط - 2010
- محمد عطية الحارثي: التعلم المتنقل:
تجربة استخدام الرسائل القصيرة للهاتف المحمول في التعليم الجامعي. المؤتمر
الدولي السابع للتعليم الإلكتروني (نحو مجتمع المعرفة) - جمعية التنمية التكنولوجية والبشرية-
القاهرة - 2008م
18-
- Uuzunpoylu,H.et al. (2010): Using Mobile learning to Encrease Environment Awareness.
Com puters&Education,52(2),281- 389.
19-
-
Valk,J., Rashid,A.,&Elder,L.,(2010):
Using Mobile Phones to Improve Educational Outcome :An Analysis of Evidance
from Asia. The International
Review of Research in Open and Distance learning,11(1),
117- 140.
20-
-
Liu,C.et al(2009): The Effects of Mobile
Natural – Science Learning
Based on the 5E Learning
Cycle : A case Study Educational Technology&
Socity,12(4).344-358.
21-
-
Wang ,M.et al (2009): The Impact of
Mobile learning
on Student, learning behaviors and performance : Report form a
larg blended classroom . British Journal
of Educational Technology. 40(4), 673-
695.
22-
-
Shawn, W. M( 2010). " Mobile learning : An analysis of student preferences
and perceptions surrounding podcasting". Doctoral Dissertation - Of
Houston University. UMI Number: 3411306
23-
- Cynthia M. DeWitte(2010). "Integrating Cell Phones Into
the Secondary Montessori
Classroom". Doctoral Dissertation – of Walden University.
24-
- Fahad,N.F(2009):
Students Attitudes and perceptions toward the effectiveness of Mobile Learning in King Saud University . Saudi Arabia. The Turkish
Online Journal of Educational
Technology- TOJET,8(2), 111- 119.
25-
-
Botha, A (2009 ): Improving
Cross-Cultural Awareness and Communication through Mobile
Technologies- International Journal of Mobile and Blended Learning (IJMBL)
Volume 1, Issue 2, January-March 2009 New York, USA www.igi-global.com/ijmb
26-
تيسير اندراوس سليم : مرجع سابق.
27-
جمال على الدهشان : استخدام الهاتف المحمول Mobile
Phone في التعليم والتدريب" لماذا ؟ وفى ماذا ؟
وكيف؟ دراسة مقدمة إلى الندوة الأولى لقسم تقنيات
التعليم بكلية التربية جامعة الملك سعود
تحت عنوان "تطبيقات تقنية
المعلومات والاتصال في التعليم والتدريب"
خلال الفترة من 27/29 ربيع الثاني 1431 الموافق 12/14 ابريل2010
28-
جمال على الدهشان، مجدي محمد يونس :مرجع سابق.
29-
صلاح الدين حسيني: مرجع سابق.
30-
- John Traxler(2009) :
Learning in a Mobile Age International
Journal of Mobile and Blended Learning (IJMBL)
Volume 1, Issue 1, January-March 2009 New York, USA www.igi-global.com/ijmb
31-
Pierre Dillenbourg (2009): A Model of Collaborative Learning Scripts Instantiated with
Mobile Technologies International
Journal of Mobile and Blended Learning (IJMBL) Volume 1, Issue 3,
January-March 2009 New York, USA. www.igi-global.com/ijmbl
32-
احمد محمد سالم (2006): إستراتيجية مقترحة
لتفعيل نموذج التعلم المتنقل m-learning
فى تعليم/ تعلم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية
فى المدارس الذكية فى ضوء دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واقتصاد المعرفة- مجلة "دراسات فى
التعليم الجامعي" - مركز تطوير التعليم الجامعي
بجامعة عين شمس، العدد الثاني عشر، أغسطس 2006 .
33-
عز
الدين دياب : انثروبولوجيا
الهاتف المحمول أو الجوال – مجلة جامعة دمشق – المجلد 22- العدد 3-4- 2006.
34-
نفس المرجع السابق.
35-
منظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): مرجع سابق
(*)الناشر
عبر الجوال Learning Mobile
Author هو عبارة عن برنامج يسمح بنشر أي محتوى
تعليمي وتفاعلي بالصوت
والصورة والنص إلى أنظمة الجوال المختلفة. يتم تطوير المادة التعليمية
على أجهزة الحاسب الشخصي ومن ثم يتم نشرها على شبكة الواب أو من خلال شبكة
لاسلكية .... ويمكن قراءة الملفات الصادرة من الناشر عبر الجوال بشكل مستقل دون
استخدام شبكة الواب، ولا يلزم الجهاز الجوال أي برنامج لقراءة الملف الصادر عن الناشر
عبر الجوال ، حيث أن الملفات تعمل عمل على لغة الآلة لجهاز الجوال المستخدم.
36-
جمال على الدهشان : مرجع سابق.
37-
فرانسيس
جلبرت : مرجع سابق.
-
انظر كذلك :
-جامعة الملك عبد العزيز
، عمادة التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد: التعليم عبر
الجوال "حقيبة تدريبية" - وحدة التدريب والتنمية البشرية- جدة -2011/2012.
39-
موفق عبد
العزيز الحسناوى :مرجع سابق.
40-
لمزيد من التفاصيل عن تلك التجارب يمكن الرجوع إلى :
-
بعض التجارب العالمية في استخدام التعليم المتنقل-
- منتديات طلاب الجامعة العربية
المفتوحة:التعلم بواسطة الهاتف النقال تقنيه جديدة تطلقها الجامعة العربية المفتوحة-متاح
على:http://www.aoua.com/vb/showthread.php?p=1678297
- داوود محمد: جامعة الإمارات تطرح خدمة استخدام الهاتف المحمول مع تطبيقات البلاك بورد ، تتيح للطالب متابعة المساقات والدرجات والاطلاع على القرارات والتعاميم - جريدة البيان - عدد 9ابريل 2013- العين 2013.
- اربع تجارب في استخدام الهاتف المحمول خلقت ثورة رقمية في مجال التعليم- متاح على
-
جريدة
الشرق الاوسط: جامعة سعودية توظف الهاتف المتنقل في برنامج «التعليم عن بعد»-عدد الثلاثـاء 12
رجـب 1429 هـ 15 يوليو 2008 العدد 10822 متاح على: http://www.aawsat.com/details.asp?section=43&issueno=10822&article=478775&feature
-
The Arab Open
University, Kingdom
of Bahrain: m-learning, available on line at: http://www.aou.org.bh/ACES/Mlearning/Pages/default1.aspx
-
* انظر فى ذلك:
-
- Lahiri, Minakshi; Moseley,
James L(2012): Is Mobile Learning the Future of 21st Century Education?
Educational Considerations from Various Perspectives, Educational Technology,
v52 n4 p3-13 Jul-Aug
- Desmond
Keegan: Mobil Learning: The Next
Generation of Learning DISTANCE EDUCATION INTERNA, TIONAL 2005.
|
41-
محمد الحمامي :
التعليم النقال مرحلة جديدة من التعليم الالكتروني M-Learning - a New Stage of ?-Learning – مجلة المعلوماتية- التقانة في التعليم- العدد (6) - شهر
آب 2006.متاح على http://infomag.news.sy/index.php?inc=issues/showarticle&issuenb=6&id=70
42-
فرانسيس جلبرت:
مرجع
سابق.
43-
منظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): مرجع سابق
44-
نفس المرجع السابق.
* تضمنت مسابقة "
تمكين"
عدة أفرع هي التقنيات الصوتية واللمسية وتشمل
التطبيقات البرمجية ونماذج الأجهزة الأدوات التي تزود الأشخاص من ذوي الإعاقات
البصرية والذهنية وإعاقات صعوبة التعلم بإرشادات صوتية وتقنيات لمسية ، تعريب
الأجهزة والتطبيقات التكنولوجية الموجودة بالفعل والتي تقدم المساعدة لكافة
الإعاقات، التقنيات والأجهزة ثلاثية الأبعاد لمساعدة ذوي الإعاقات البصرية
والذهنية الإدراكية، تطبيقات برمجية وأجهزة تتعامل مع لغة الإشارة لذوي الإعاقة
السمعية وتشمل تطبيقات للترجمة والترجمة الفورية لترجمة لغة الإشارة وتحويلها إلي
نص، وتحويل النص إلي لغة إشارة يفهمها ذوو الإعاقة السمعية، كما تشمل أيضا تطبيقات
تعليمية تساهم في تعليم لغة الإشارة لأفراد المجتمع بشكل عام ، كما تتضمن أفرع
المسابقة ابتكار تطبيقات الألعاب لذوي الإعاقة وابتكار تطبيقات وأجهزة تقنيات تعمل
بطريقة برايل للمكفوفين ويشمل هذا النوع من التقنيات تطبيقات تعليم طريقة برايل للمبصرين
الذين يتعاملون مع المكفوفين، وتطبيقات تحويل الوثائق المكتوبة بالطريقة العادية
إلي نسق برايل علي أجهزة الحاسب وذلك لطباعتها باستخدام طابعات برايل هذا بالإضافة
إلي أجهزة أسطر برايل الإلكترونية التي تمكن المكفوفين من قراءة ما يظهر علي شاشة
أجهزة الحاسب أو شاشات أجهزة الهاتف المحمول بطريقة برايل من خلال تلك الأسطر. احمد صالح : وزارة الاتصالات
تطلق مسابقة "تمكين" لذوي الاحتياجات الخاصة - الأهرام الإقتصادى – مؤسسة الاهرام - القاهرة 2013
45-
دينا القصاص : مرجع سابق.
46-
نفس المرجع السابق.
47-
نفس المرجع
السابق.
48-
منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): مرجع سابق.
49-
دينا القصاص: مرجع سابق.
50-
Jocelyn Wishar(2009): Use
of Mobile Technology for Teacher Training, in Mohamed Ally( ed.):Mobile
Learning,Transforming the Delivery of Education and Training, Published by AU
Press, Athabasca University
51-
عماد
احمد شاهين: التقنيات
اللاسلكية في التعلم المتنقل في فلسطين متاح على
www.cst.ps/itf/ppt/01/02-02.ppt
52-
ما هو الموبايل التعليمي m-learning ؟ ... ترجمة واعداد علاء دوغان متاح علىhttp://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=101766
53-
موفق عبد العزيز الحسناوى: مرجع سابق.
54-
أهمية
استخدام الهاتف النقال (الموبايل) في دروس تعليم اللغة الانجليزية. متاح على http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=69207275020121210102403
55-
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): مرجع سابق
56-
جمال على الدهشان ، مجدى محمد
يونس: مرجع سابق.
57-
موفق عبد العزيز الحسناوى: مرجع سابق.
58-
ويكيبيديا الموسوعة
الحرة : حوسبة سحابية- متاح على http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%88%D8%B3%D8%A8%D8%A9_%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9
59-
منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): مرجع سابق.
60-
أحمد ماهر خفاجة: الحوسبة
السحابية وتطبيقاتها في مجال المكتبات- Cybrarians Journal - ع 22 يونيو 2010 .
61-
الموبايل التعليمي : مرجع سابق.
62-
برنامج الأمم
المتحدة الانمائى ، الحوكمة الديموقراطية: التمكين وتكنولوجيا الأجهزة المحمولة ، تعزيز
التنمية البشرية عبر المشاركة والابتكار متاح على https://www.undpegov.org/node/4357
63-
موفق
عبد العزيز الحسناوى : مرجع سابق.
64-
منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): مرجع سابق.
65-
رامي ذكى إسكندر ، رنا محفوظ حمدي : التعلم النقال Mobile Learning (ثورة تكنولوجية جديدة في التعليم
المصري) - مجلة التعليم الالكتروني - وحدة
التعليم الالكتروني جامعة المنصورة - العدد الحادي عشر- مايو 2013.
66-
نفس
المرجع السابق.
67-
دينا
القصاص : مرجع سابق.
68-
جمال
على الدهشان ، مجدى محمد يونس :مرجع سابق.
69-
لمزيد
من التفاصيل عن تلك البيانات يمكن الرجوع الى موقع الاتحاد الدولى للاتصالات ITU) ) http://www.itu.int/ar/about/Pages/default.aspx
70-
جمهورية
مصر العربية : وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات : تقرير موجز عن مؤشرات
الاتصالات ونظم المعلومات – الجهاز القومى للاتصالات- القاهرة - مارس 2013 عدد
شهرى .
71-
دينا
القصاص : مرجع سابق.
72- نفس
المرجع السابق.
73-
هيام حايك : محو الأمية المعلوماتية في بيئة الهاتف النقال
http://blog.naseej.com/2013/05/08/%D9%85%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9/#more-1873
74- عبد الوهاب جودة : دراسة ميدانية حول استخدامات الشباب
للهاتف المحمول- مرجع سابق.
75-
75- محمد الراسبي:
الهاتف النقال و أثره على الطالب (
تحصيلياً و سلوكياً ) متاح على http://www.tamol.net/edu/news.php?action=view&id=394
76-
76- فارس الشمرى: ثقافة استخدام الهاتف النقال.. وجهد الجامعة في نشر الوعي بشكل
حضاري
متاح على http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=27543
77-
دينا
القصاص : مرجع سابق.
78-
طلال
محمد الاسمرى : سلبيات تطبيقات الخدمات
الإلكترونية في التعليم - مجلة المعلوماتية - العدد السادس والعشرين - وكالة التطوير والتخطيط
بوزارة التربية والتعليم السعودية – مايو2009 متاح على http://informatics.gov.sa/old/details.php?id=301
79-
لمزيد
من المشكلات او الآثار السلبية لاستخدام الهاتف المحمول فى المدارس يمكن الرجوع إلى
:
- سلبيات الهاتف
النقال فى المدارس: متاح على
http://phone-in-school-heba.blogspot.com/2011/08/blog-post_4292.html
- أبو بكر سلطان أحمد
: الهاتف
الجوال: بين المخاطر والنمو
، مرجع سابق.
80-
لطيفىة
حسين الكندي : مرجع سابق.
81-
جمال
على الدهشان ، مجدي محمد يونس: مرجع سابق.
82-
موفق
عبد العزيز الحسناوى : مرجع سابق.
83-
طلال
محمد الاسمرى : مرجع سابق.
84-
محمد
الراسبى : مرجع سابق
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)